الهفل: مقاتلو العشائر كانوا ينتظرون مفاوضات في أربيل

  • 2023/10/12
  • 2:20 م
قوات سوريا الديمقراطية خلال عملية أمنية شنتها في دير الزور ضد قوات العشائر- 6 من أيلول 2023 (هاوار)

قوات سوريا الديمقراطية خلال عملية أمنية شنتها في دير الزور ضد قوات العشائر- 6 من أيلول 2023 (هاوار)

أعلن ابراهيم الهفل، أحد شيوخ قبيلة “العكيدات” ووجوه الانتفاضة القبلية بدير الزور، عن أن الهدوء الذي ساد جبهات القتال في قرى وبلدات أرياف دير الزور، كان بسبب انتظار العشائر العربية لمخرجات الاجتماع الذي عقد بمدينة أربيل في كردستان العراق.

وجاء حديث الهفل عبر بيان صوتي أمس، الأربعاء 11 من تشرين الأول، مشيرًا إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) لا تزال تهدف إلى إخماد “الحراك العشائري” في المنطقة، لكنها لن تنجح طالما أنها لا تشكل ثقلًا على الصعيد المحلي والدولي.

وهدد الهفل بأن القوات القبلية والعشائرية ستشعل جبهات القتال في كافة المنطقة خلال الأيام القادمة، ضد “قسد”.

وناشد الشيخ أبناء العشائر العاملين لدى “قسد” بالانشقاق عنها، والالتحاق بالقوات العشائرية في دير الزور.

ولم يتطرق الهفل إلى تفاصيل الاجتماع الحاصل في أربيل أو الجهة التي تمثله فيها، بينما لم تعلّق “قسد” على البيان حتى لحظة تحرير هذا الخبر.

وفي 21 من أيلول الماضي، أعلن الهفل، عن تشكيل “قيادة عسكرية عشائرية” لمواجهة “قسد” شرقي سوريا، نافيًا ما تشيعه وسائل إعلام عن وجوده خارج المنطقة.

وقال الهفل في بيان صوتي تداوله ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، “نبشركم بترتيب قيادة عسكرية عشائرية تابعة للجيش وقوات القبائل والعشائر العربية التي تعمل على دك قوات (قسد) ومرتزقة قنديل”.

ووجه الهفل رسالة لـ”قسد” قائلًا إنه لا يزال موجودًا شرق الفرات وعلى رأس القوات العشائرية التي تواجه “قسد” بالمنطقة، نافيًا ما يشاع عن هربه نحو مناطق سيطرة النظام السوري غرب الفرات.

كيف تنظر “قسد” للانتفاضة القبيلة

قائد “قسد”، مظلوم عبدي، قال خلال لقاء مع قناة “المشهد” (مقرها الإمارات)، عقب مواجهات مسلحة وصفت بالعنيفة بين “قسد” ومقاتلي العشائر العربية في دير الزور، إنه دعا شيخ قبيلة “العكيدات”، إبراهيم الهفل، للجلوس والتفاوض، وحل المشكلات العالقة، لكن الأخير لم يستجب للدعوة.

وكرر روايته نفسها في حديثه لموقع “المونيتور” الأمريكي، رغم أن الرواية التي نشرتها “قسد” عبر موقعها الرسمي حول الهفل اختلفت جذريًا، إذ وصفت في بيان رسمي إبراهيم الهفل بـ”رأس الفتنة”، وذكرت أنه مطلوب لقواتها لـ”تسببه بإراقة دماء مقاتلينا وأهلنا وتشريد المدنيين، وتخريب المؤسسات الخدمية المدنية، وتزعم محاولات إشعال الفتنة بناء على أوامر من جهات خارجية”.

وأضاف عبدي أن الهفل عاد إلى جانب النظام (غرب الفرات) حيث يقيم عادة، بعد دخول “قسد” إلى بلدة ذيبان (مسقط رأسه)، مشيرًا إلى أن أهل البلدة لم يغادروها ولا يزال الحوار مستمرًا مع القبائل جميعها وشيوخها.

وتتهم “قسد” الهفل بأنه مدعوم من النظام السوري وإيران، بينما تروّج وسائل إعلام معارضة للنظام و”قسد” على أنه قائد لانتفاضة عشائرية ضد “قسد” في دير الزور.

اقرأ أيضًا: هل تدخل النظام بـ”الانتفاضة العشائرية” في دير الزور

ما أصل المشكلة؟

في 28 من آب الماضي، اندلعت مواجهات مسلحة في دير الزور على خلفية اعتقال “قسد” قائد “المجلس العسكري”، أحمد الخبيل (الملقب بـ”أبو خولة”)، قبلها بيوم واحد، ما أسفر عن تحالف عشائر من المنطقة مع مقاتلي “المجلس”، وانخرط بمواجهات عسكرية في بعض قرى وبلدات دير الزور، وأخرجها عن سيطرة “قسد” بالكامل، ثم عاودت الأخيرة احتواء التوتر فيها لاحقًا.

خلال اللحظات الأولى لاعتقال “أبو خولة”، أعلنت “قسد” عن إطلاق حملة أمنية حملت اسم “تعزيز الأمن”، وشملت مناطق شرق الفرات بالكامل، دون الإشارة إلى علاقة “مجلس دير الزور” فيها.

ومع خروج قضية اعتقال قائد “مجلس دير الزور العسكري” عن السيطرة، وتسرب خبر اعتقاله عبر أشقائه، تحولت الأحداث إلى رد فعل عنيف في دير الزور، ما طوّر رواية “قسد” عن الأحداث إلى أنها حملة تستهدف تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وبينما كانت تنتشر التسجيلات المصورة، وبيانات تضامن العشائر مع بلدة العزبة شمالي دير الزور بسبب حصارها من قبل “قسد”، كانت الأخيرة تتحدث عن أن حملتها الأمنية نفسها تطورت لتشمل “خارجين عن القانون، وتجار مخدرات، وخلايا من تنظيم (الدولة)، وبإشراف من التحالف الدولي”.

وتدخل التحالف الدولي بقيادة أمريكا حينها (صاحب النفوذ في المنطقة) عبر بيان صدر في 2 من أيلول الماضي، قال فيه إن قوة المهام المشتركة في “عملية العزم الصلب” تدعو إلى الوقف الفوري للاشتباكات المستمرة في دير الزور، مضيفًا أن زعزعة استقرار المنطقة بسبب أعمال العنف الأخيرة قد أدت إلى “خسائر مأساوية وغير ضرورية في الأرواح”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا