تنتشر مخلفات الحرب على مساحات واسعة في شمال غربي سوريا، وتتنوع بين الألغام والقذائف العنقودية التي لم تنفجر، وتوجد هذه المخلفات في مناطق سكنية بين الأهالي ما يسبب صعوبات أمام فريق “الدفاع المدني السوري” العامل في مناطق شمال غربي سوريا بعملية إتلافها.
وشهدت مناطق شمال غربي سوريا قصفًا متكررًا من قوات النظام السوري استمر لخمسة أيام، إثر عملية التصعيد العسكري الأحدث على المنطقة مستخدمًا خلالها أسلحة محرمة دوليًا.
مدى انتشارها
مسؤول برنامج إزالة الذخائر غير المنفجرة في “الدفاع المدني السوري”، محمد سامي المحمد، قال لعنب بلدي، إن الذخائر غير المنفجرة انتشرت بعموم المناطق والمدن والقرى التي طالها القصف خلال التصعيد الأخير من قوات النظام السوري.
وتركزت الذخائر غير المنفجرة بشكل أوسع في المدن الرئيسية والكبرى مثل جسر الشغور وبداما واريحا وترمانين وإدلب المدينة وسرمين وآفس والنيرب ودارة عزة وقرى من جبل الزاوية، وكان التركيز على المناطق المدنية والمرافق العامة والأبنية السكنية، بحسب البلاغات التي تلقاها فريق” الدفاع المدني”، وفقًا لمسؤول البرنامج.
استهدفت هجمات النظام 50 مدينة وبلدة في ريفي إدلب وحلب، وتركز القصف في الأماكن المأهولة بالسكان، وتعرضت عشرات المرافق التعليمية وخمسة من المرافق الطبية للاستهداف المباشر، بالإضافة لقصفه عددًا من المساجد والمخيمات والأسواق الشعبية و4 مراكز لـ”الدفاع المدني السوري”، وفقًا لتقرير نشره الدفاع أمس 10 من تشرين الأول.
ووفق ما أحصى “الدفاع المدني السوري“، أسفرت هجمات النظام وحليفه الروسي عن مقتل 46 مدنيًا، بينهم 13 طفلًا وتسع نساء، وتسببت أيضًا بإصابة 213 مدنيًا، بينهم 69 طفلًا و41 امرأة، ومتطوعان من “الدفاع المدني”.
القصف بشكل مستمر والانتشار الكثيف للذخائر غير المنفجرة، يصعب على الفريق تحديد مهلة مدة تقديرية لانتهاء أعمالهم بإتلاف الذخائر غير المنفجرة، إذ إنه بعد كل تصعيد عسكري يشنه النظام السوري على شمال غربي سوري يعيد أعمال الفريق إلى نقطة الصفر بإزالة مخلفات الحرب، بحسب ما قاله محمد سامي المحمد.
أضرار رغم التوعية
تعرض ثلاثة مدنيين، رجل وامرأة وطفل، للإصابة بجروح إثر انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات القصف على الأحياء السكنية في بلدة ترمانين شمالي إدلب، السبت 7 من تشرين الأول.
ونشر فريق “الدفاع المدني السوري“، في 9 من تشرين الأول الحالي منشورات تحذيرية حول المخاطر التي تخلفها عمليات القصف بالأسلحة العنقودية المحرمة دوليًا من ذخائر غير منفجرة وتتحول لقنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة.
ويقدم الفريق، عددًا من النصائح الإرشادية ومنها عدم الدخول إلى المناطق التي تعرضت للقصف قبل إبلاغ الفرق المختصة، وعدم الاقتراب من الأجسام الغريبة والذخائر والإبلاغ عنها في حال رؤيتها.
وينبه الفريق إلى ضرورة توعية الأطفال بمخلفات الحرب، وفقًا لمسؤول برنامج إزالة الذخائر غير المنفجرة في “الدفاع المدني السوري”، محمد سامي المحمد.
وقال المحمد لعنب بلدي، إن الفريق منذ بداية العام، عمل على تنظيم أكثر من 3 آلاف جلسة توعية حول تزويد الأهالي بكيفية التعامل والتعرف على الألغام وغيرها من الذخائر غير المنفجرة التي يخلفها القصف على المنطقة، بهدف زيادة الوعي بمخاطرها وتقليل الإصابات والوفيات.
واستفاد من جلسات التوعية أكثر من 65 ألف مدني تضمنوا نحو 60 ألف طفل، بحسب المحمد.
استجاب فريق “الدفاع المدني السوري” منذ بداية عام 2023 وحتى 10 من تشرين الأول لعشر انفجارات لمخلفات الحرب لذخائر غير منفجرة، أدت إلى مقتل 4 مدنيين بينهم ثلاثة أطفال وإصابة 16 آخرين بينهم 12 طفل وامرأة.
وثّق فريق “الدفاع المدني السوري” 32 انفجارًا لمخلّفات الحرب من ألغام أرضية، وذخائر غير منفجرة في شمال غربي سوريا، منذ مطلع 2022 وحتى 18 من كانون الأول من العام نفسه.
وبحسب بيان الفريق، قُتل نتيجة هذه الانفجارات 29 شخصًا، منهم 13 طفلًا، بينما أصيب 31 شخصًا بجروح، بينهم 22 طفلًا.
وفي اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام، في 4 من نيسان، نشرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تقريرًا وثقت من خلاله مقتل 3353 مدنيًا بينهم 889 طفلًا بسبب الألغام منذ عام 2011 وحتى تاريخ التقرير.