شمل تصعيد قوات النظام السوري، وحليفه الروسي، على مناطق شمال غربي سوريا، على مدار الأيام الماضية، المرافق الطبية والمراكز الصحية الضعيفة أصلًا على مستوى التجهيز والمستلزمات.
وبعد الحديث عن هدنة في المنطقة، وتراجع وتيرة القصف، بعد تعرض بلدة الأبزمو، في ريف حلب الغربي، اليوم، الثلاثاء 10 من تشرين الأول، لقصف صاروخي لم يوقع قتلى، أحصى “الدفاع المدني السوري” حصيلة التصعيد على مستوى الخسائر البشرية، قتلى وإصابات، والأماكن التي طالها القصف.
ووفق بيانات “الدفاع المدني”، أسفرت هجمات النظام وحليفه الروسي عن مقتل 46 مدنيًا، بينهم 13 طفلًا وتسع نساء، وتسببت أيضًا بإصابة 213 مدنيًا، بينهم 69 طفلًا و41 امرأة، ومتطوعان من “الدفاع المدني”.
وتعرضت خمسة مرافق طبية للاستهداف المباشر من قبل قوات النظام، منها مستشفى إدلب الوطني، والمستشفى الجامعي.
وذكر بيان سابق لـ”الدفاع المدني” أن قصفًا صاروخيًا استهدف تجمعًا لعدد من المستشفيات والمرافق الطبية الحيوية، مع الإشارة إلى أن استهداف المرافق العامة والمستشفيات ومراكز “الدفاع المدني” والأحياء السكنية والأسواق، انتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي الذي يعد هذه المرافق والأماكن محيّدة عن القصف.
مدير صحة إدلب، الدكتور حسام قره محمد، أوضح لعنب بلدي، أن القطاع الطبي يعاني حاليًا أزمة حقيقية بسبب القصف الذي شهدته المنطقة طيلة الأيام الماضية، بالإضافة إلى خروج بعض المستشفيات عن الخدمة، والاستهداف المباشر للكوادر الطبية وتعريضها للخطر.
المسؤول الطبي أضاف أن المستشفيات غير قادرة على استيعاب المزيد من المصابين، لأن كثيرًا من هذه الإصابات عنيفة مهددة للحياة، وتحتاج تدخلات جراحية متخصصة ونوعية، كالجراحة العصبية والوعائية والعامة.
كما يواجه القطاع الطبي في شمال غربي سوريا صعوبات في تأمين الأدوية والمستلزمات الخاصة بالعمليات الجراحية الإسعافية، بالإضافة إلى نقص في التخصصات والكوادر النوعية، وتحديدًا في الجراحة الوعائية والعصبية.
واقع صعب
تضم مناطق شمال غربي سوريا 4.5 مليون إنسان، 4.1 مليون منهم بحاجة إلى مساعدة، و3.3 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، 2.9 مليون منهم نازحون داخليًا، ومليونان منهم يعيشون في المخيمات.
إلى جانب ذلك، يلقي التراجع الطبي في المنطقة بظلاله على الصحة العامة، ما يشكل عنصر تهديد لقاطنيها ككل، إذ بلغ عدد المصابين بمرض السرطان ثلاثة آلاف حالة في الشمال السوري.
وكانت منظمة “أطباء بلا حدود” حذّرت في تموز الماضي، من المخاطر الصحية التي رصدتها فرقها بعد الزلزال (6 من شباط) في إدلب، وصنفها المنسق الطبي في المنظمة، كارلوي أرياس، في حديث إلى عنب بلدي، ضمن شقين، هما التأثير على الخدمات الصحية الروتينية، وظهور احتياجات صحية جديدة.
وأضاف المنسق أن الزلزال قلّص قدرة الناس على الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الروتينية، وأدى إلى تراجع عدد العاملين في مجال الرعاية الصحية بسبب تأذي عديد منهم إثر الزلزال، بالإضافة إلى نزوحهم إلى مناطق أخرى.
اقرأ المزيد: “أطباء بلا حدود” تحذر من انتشار الأوبئة في مخيمات إدلب