أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم اليوم، الاثنين 9 من تشرين الأول، عن فوز المؤرخة الاقتصادية الأمريكية كلوديا غولدين بجائزة “نوبل” للاقتصاد لعام 2023 عن عملها في دراسة “عدم المساواة في الأجور بين الرجال والنساء”.
وتعد هذه الجائزة المرموقة في العلوم الاقتصادية، الأخيرة بين مجموعة جوائز “نوبل” لهذا العام، وتبلغ قيمتها 11 مليون كرونة سويدية، أو ما يعادل مليون دولار أمريكي.
وقالت الهيئة المانحة للجائزة في بيان، إن “الحائزة جائزة العلوم الاقتصادية هذا العام كلوديا غولدين، قدمت أول وصف شامل لدخل المرأة ومشاركتها في سوق العمل عبر القرون”.
ويكشف بحثها الصادر عام 1990 بعنوان “فهم الفجوة بين الجنسين: التاريخ الاقتصادي للنساء الأمريكيات”، عن أسباب التغيير، فضلًا عن المصادر الرئيسة للفجوة المتبقية بين الجنسين، ويعد بمنزلة دراسة مؤثرة إلى حد كبير لجذور التفاوت في الأجور.
وتعد غولدين، التي أصبحت في عام 1990 أول امرأة تعمل في قسم الاقتصاد بجامعة “هارفارد”، ثالث امرأة تفوز بجائزة “نوبل” في الاقتصاد.
وتابعت غولدين دراساتها حول تأثير حبوب منع الحمل على الحياة المهنية للمرأة وقرارات الزواج، وألقاب النساء بعد الزواج كمؤشر اجتماعي، والأسباب التي تجعل النساء الآن يشكّلن أغلبية الطلاب الجامعيين.
وقال عضو لجنة الجائزة الاقتصادية راندي هجالمارسون، إن “اكتشافات كلوديا غولدين لها آثار مجتمعية واسعة النطاق”، مضيفًا، “من خلال فهم المشكلة أخيرًا وتسميتها بالاسم الصحيح، سنكون قادرين على تمهيد طريق أفضل للأمام”.
على الرغم من عدم قانونية أن يمارس أصحاب العمل التمييز على أساس الجنس في معظم أنحاء العالم، لا تزال النساء يواجهن نقصًا ملحوظًا في الأجور مقارنة بالرجال.
في الولايات المتحدة الأمريكية، كسبت النساء العام الماضي في المتوسط 82% مما كسبه الرجال، وفقًا لتحليل أجراه مركز “بيو” للأبحاث.
وفي أوروبا، كسبت النساء 13% في المتوسط أقل في الساعة من الرجال في عام 2021، وفقًا لبيانات المفوضية الأوروبية.
2023 economic sciences laureate, Claudia Goldin, provided the first comprehensive account of women’s earnings and labour market participation through the centuries. Her research reveals the causes of change and the main sources of the remaining gender gap.#NobelPrize pic.twitter.com/4eRlM8GmlO
— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 9, 2023
جائزة مضافة
جائزة الاقتصاد هي الدفعة الأخيرة من مجموعة جوائز “نوبل” لهذا العام، إذ شهدت منح الجوائز لاكتشافات لقاح “كوفيد- 19″، واللقطات الذرية، و”النقاط الكمومية”، بالإضافة إلى كاتب مسرحي نرويجي وناشطة إيرانية حقوقية.
ولا تمثل جائزة الاقتصاد إحدى الجوائز الأصلية للعلوم والأدب والسلام التي جرى إنشاؤها بناء على وصية مخترع الديناميت ورجل الأعمال السويدي ألفريد نوبل، ولكنها إضافة لاحقة أنشأها ومولها البنك المركزي السويدي في عام 1968.
العام الماضي، فاز ثلاثة من الاقتصاديين الأمريكيين، بمن فيهم رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق، بن برنانكي، لأبحاثهم حول كيفية تنظيم البنوك ودعم المقرضين الفاشلين بالأموال العامة، ما يمكن أن يؤدي إلى تجنب أزمة اقتصادية أعمق، مثل الكساد الكبير في الثلاثينيات.
وكما هي الحال مع جوائز “نوبل” الأخرى، فإن الأغلبية العظمى من جوائز الاقتصاد ذهبت إلى الرجال، إذ حصلت امرأتان فقط على هذه الجائزة من قبل، هما إلينور أوستروم في عام 2009، وإستير دوفلو عام 2019.
–