تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبر إغلاق مخيم “ألبيلي” في مدينة كلس للاجئين السوريين بتركيا، في 5 من تشرين الثاني المقبل، وذلك عبر نشر صورة إعلان ينص على قرار الإغلاق، نسب لإدارة المخيم.
رئيس بيت الإعلاميين العرب في تركيا، جلال دمير، أكد لعنب بلدي أن رئاسة الهجرة التركية أعلنت عن إغلاق مخيم “ألبيلي” في كلس وأخبرت إدارته بالقرار ليعمل بدوره على تنفيذه في الوقت المحدد، في 5 من تشرين الثاني 2023.
لماذا يغيب الإعلان الرسمي؟
أحمد حساني، لاجئ سوري يقيم في مخيم كلس، أكد لعنب بلدي أن إدارة المخيم قررت إغلاقه نهائيًا في 5 من تشرين الثاني القادم، وذلك بنشر القرار عبر أوراق وزعت على أبواب المخيم لإخبار العائلات.
إعلان إدارة المخيم لقرار الإغلاق باللغة العربية، دون وجود ختم أو توقيع بشكل رسمي، خلق حالة من “القلق” لدى الأهالي من اتخاذ قرار يؤثر على حياتهم بشكل كامل، دون التأكد من صحته، إذ إن فرضية أن يكون “كاذبًا” واردة، وفقًا لأحمد.
أوضح رئيس بيت الإعلاميين العرب في تركيا، جلال دمير أن رئاسة الهجرة التركية لا تعلن قرارات إغلاق المخيمات بشكل رسمي على مواقعها الرسمية أو على صفحة الولاية التي يوجد فيها المخيم، بل تخبر به إدارة المخيم “شفيهًا” ليتم نقله للعائلات المقيمة، وارجع ذلك بأنه “أمر داخلي” يخص العائلات والإدارة فقط.
الناشط في قضايا حقوق اللاجئين طه الغازي، ذكر لعنب بلدي، أن دائرة الهجرة التركية لا تضع نفسها في دائرة المسؤولية أمام القانون بإصدارها لقرار رسمي بخصوص إغلاق المخيم.
وأضاف الغازي، أن ما يتعلق بأوضاع اللاجئين السوريين في تركيا من إغلاق مخيمات أو حالات ترحيل لأشخاص إلى شمال سوريا، تُبلغ شفهيًا وليس عبر قرارات رسمية من دائرة الهجرة، وهذا النظام “متبع” من رئاسة الهجرة للمحافظة على نفسها أمام القانون.
ومن جهتها، مديرة التواصل في اللجنة السورية- التركية المشتركة إناس النجار، قالت لعنب بلدي، إن إدارة المخيم لم تعترف بحقيقة اتخاذ القرار بإغلاق المخيم أمام اللاجئين السوريين.
حيرة بين العائلات
طرحت إدارة المخيم على العائلات المقيمة استبيانًا لمعرفة قراراتهم إذ وضعهم البيان الموزع قبل مدة على العائلات أمام خيارين، إما العودة الطوعية إلى سوريا أو الذهاب إلى الولايات التركية الأخرى باستثناء مدينة اسطنبول، وفقًا لأحمد.
عائلة أحمد حساني، والمكونة من 6 أشخاص، لم تتخذ قرارها بعد حول ما ستفعله، وأضاف أنه في 6 من تشرين الأول، فتحت إدارة المخيم الباب أمام العائلات للإفصاح عن قرارتهم.
وتظهر صورة القرار المتداولة، أن إدارة مخيم “ألبيلي” ستدفع مبالغ تعويضية للعائلات، وقدرها 14 ألف ليرة تركية لكل فرد من الأسرة الواحدة، ممن يرغبون بالعودة الطوعية إلى سوريا، بينما المبلغ المقدم لمن يريد الاستقرار في إحدى الولايات التركية باستثناء اسطنبول فهو 6 آلاف و500 ليرة تركية للفرد الواحد، تعطى لمرة واحدة فقط.
تقدم إدارة المخيم للعائلات المقيمة في المخيمات عند إغلاقها مبالغ مالية لمساندة العائلات ودعمها للبدء بحياة جديدة خارج المخيم، وفقًا لحديث جلال دمير.
ويقيم في تركيا ثلاثة ملايين، 274 ألفًا و59 شخصًا، منهم سبعة ألاف و 732 شخصًا داخل مخيم “ألبيلي” في مدينة كلس، بحسب أحدث إحصائية صادرة عن رئاسة الهجرة التركية.
انشأت الحكومة التركية مخيم “ألبيلي” في مدينة كلس بتاريخ 17 من كانون الثاني 2013، وبدأ اللاجئون السوريون الإقامة فيه بشكل فعلي في 3 من حزيران 2013.
توجه لإغلاق المخيمات
أكد جلال دمير لعنب بلدي، إن رئاسة الهجرة التركية تتجه نحو إغلاق المخيمات للاجئين السوريين في تركيا، تكملة للقرارات السابقة في عام 2018 حول إغلاق المخيمات.
وأوضح دمير أن إغلاق المخيمات أمر روتيني من قبل رئاسة الهجرة التركية، ومتبع منذ سنوات، إذ أغلقت الهجرة التركية ما يقارب 19 مخيمًا في السنوات الماضية من أصل أكثر من 25 مخيمًا.
وكانت توجد خطة لإبقاء عدد من المخيمات لتكون خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، بحسب رئيس بيت الإعلاميين العرب في تركيا.
وأشار جلال دمير إلى أن عدم إغلاق ما تبقى من المخيمات في الفترات السابقة كان سببه الزلزال الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا، في 6 من شباط الماضي، بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية والأسباب الاقتصادية والتغيرات الإدارية، ما أدى إلى عدم إسراع الهجرة بتنفيذ قرار الاغلاق.
الحكومة التركية كانت تعرض على المقيمين في أي مخيم ثلاثة خيارات عند إصداراها قرارًا بإغلاقه، أما العودة الطوعية إلى سوريا أو الانتقال لولايات تركية، أو اللجوء إلى مخيمات أخرى ما زالت متاحة أمامهم في حال كانت لديهم حالة من ذوي الإعاقة في العائلة، مع تقديم تسهيلات عديدة لهم، وفقًا لدمير.
ويُعرض حاليًا على اللاجئين السوريين في المخيمات خياران، إما العودة الطوعية إلى سوريا أو التوجه إلى الولايات التركية الأخرى باستثناء مدينة اسطنبول، مع غياب الخيار الثالث الذي يسمح لهم باختيار الانتقال لمخيمات أخرى في حال وجد في العائلة شخص من ذوي الإعاقة.
يعود سبب إغلاق المخيمات لقناعة رئاسة الهجرة التركية بعدم قدرة اللاجئ السوري على الاندماج مع المجتمع التركي، جراء غياب التواصل مع المحيط، وذلك ما يؤدي لغياب إنتاجهم وقدرتهم على النمو الاقتصادي، وفقًا لجلال دمير.
إغلاقات متتالية
أعلنت إدارة مخيم “نزيب” في غازي عنتاب، قبل عدة أيام، عن إغلاقها للمخيم الذي يضم 400 عائلة سورية من المتضررين من زلزال شباط.
ومددت إدارة المخيم قرار الإغلاق من ثلاثة أيام إلى أسبوع حتى 13 من تشرين الأول الحالي، بعد تدخل من اللجنة السورية- التركية المشتركة، وأدى قرار الإغلاق إلى وضع العائلات أمام خيارين تحت الضغط.
اعترض القاطنون في المخيم على قرار إغلاقه بطريقة “مفاجئة”، وغادرت 40 عائلة المخيم حتى 7 من تشرين الأول الحالي، وذلك تحت تأثير “الضغط النفسي“، ووصولهم لمرحلة اليأس من تغيير قرار الإغلاق، وفقًا لحديث أحد الأشخاص من داخل المخيم.
وأخلت السلطات التركية مخيمات ومدارس كان يقطنها متضررون من الزلزال، في 13 من تموز الماضي، بينهم سوريون، وأجلت عددًا منهم إلى منازل متنقلة (كرفانات) في منطقة الريحانية التابعة لولاية هاتاي.