شوارع خالية وأسواق مغلقة.. حالة خوف تسود إدلب
بعد ليلة مليئة بالخوف والهلع جراء قذيفة نزلت بالقرب من منزله في حي الضبيط بمدينة إدلب، خرج محمد سالم مسرعًا من منزله، في 6 من تشرين الحالي، ليحضر احتياجات لعائلته، وسط إغلاق شبه تام للمحال التجارية، فمن النادر أن تفتح وسط التصعيد العسكري الذي تشنه قوات النظام وروسيا على الشمال السوري.
وقال محمد سالم (35 عامًا) وهو مواطن يقيم في مدينة إدلب، إنه كان ينوي الخروج من المنزل، لكن بسبب سقوط إحدى القذائف في الحي قبل لحظات من خروجه، قرر البقاء والاحتماء في ركن داخلي للمنزل مع طفلتيه وزوجته.
في الحي كانت الأجواء مليئة بالخوف والقلق، والمدنيون يركضون تجاه منازلهم وصفارات سيارات الإسعاف تملأ الأجواء، ومجموعات المحادثات تعج بالأسئلة عن مكان سقوط القذائف وأعداد المصابين.
وأوضح محمد أن القصف على المدينة أجبر مواطنين على البقاء في منازلهم، بينما فضل بعضهم انتظار الصباح لنقل أسرهم إلى مناطق شمالي إدلب لم تتعرض للقصف.
منذ ستة أيام، يعيش السكان في الشمال السوري حالة من الخوف والقلق جراء حملة قصف عنيفة تنفذها قوات النظام طالت مدن وقرى الشمال السوري من جسر الشغور إلى إدلب وريفها وريف حلب الغربي.
وتسبب قصف قوات النظام بمقتل ستة مدنيين ووفاة امرأة بسكتة قلبية، وإصابة 33 مدنيًا، بينهم 13 طفلًا أحدهم رضيع وست نساء، الأحد 8 من تشرين الأول، وفق حصيلة نشرها “الدفاع المدني السوري“.
وذكر “الدفاع المدني“، أن حصيلة تصعيد قوات النظام وروسيا، السبت 7 من تشرين الأول، بلغت 11 قتيلًا، و26 مصابًا، وأحصى “الدفاع المدني” مقتل 32 مدنيًا وإصابة 167 آخرين خلال أربعة أيام سابقة.
نزوح أو بقاء تحت القصف
حملة القصف التي شنتها قوات النظام أجبرت المواطنين على الخروج من المدن التي تتعرض للقصف تجاه مناطق آمنة نسبيًا كمناطق اعزاز وعفرين بريف حلب، أما من بقي في المنزل فلم يخرج إلا للضرورة مع انتشار تحذيرات بضرورة فض التجمعات والابتعاد عن الأسواق.
باسم العبد الله (45 عامًا) مواطن يقيم في مدينة إدلب، قال إن المدينة التي كانت تنبض بالحياة قبل أيام تحولت إلى مدينة أشباح، فالشوارع خالية وأسواقها مغلقة، ولا تسمع فيها أصوات الباعة المتجولين المعهودة ولا يكاد يوجد أحد في الشوارع.
وأضاف باسم أنه خرج صباحًا من البيت بحثًا عن أحد المحال التجارية لشراء بعض الاحتياجات الضرورية للمنزل، وبعد عناء وجد أحد الباعة.
من جانبه، قال البائع يزن الأسود (صاحب محل تجاري في إدلب)، إن الحركة شبه معدومة، وانخفض عدد الزبائن بنسبة 75% عن المعتاد ربما لأسباب النزوح، ويفضل الزبائن هذه الأيام شراء مواد غذائية لعدة أيام خوفًا من اشتداد القصف وعدم القدرة على الخروج من المنازل.
بدورها قالت الثلاثينية عبير السيد (ربة منزل تقيم في إدلب)، إن المحال التجارية كانت مغلقة، وللحصول على ربطة خبز يجب الذهاب إلى الأفران التي لم تغلق، أما بائعو الخضار فمن لم يغلق محله لم يكن لديه العديد من الأصناف بسبب إغلاق سوق “الهال”.
وتستمر موجات نزوح المدنيين من المناطق التي تتعرض للهجمات إلى المجهول دون وجود مأوى آمن يحميهم، مع بقاء كثير من العائلات تحت القصف لا تملك أماكن تؤويها، وفق “الدفاع المدني”.
تصعيد انتقامي
بعد هجوم بطائرة مسيرة في الكلية الحربية بحمص، في 5 من تشرين الأول الحالي، اتهم النظام السوري “مجموعات إرهابية مدعومة من جهات خارجية” بالوقوف خلف الهجوم، دون أن يحدد من هي وما تبعيتها.
وأسفر الهجوم عن مقتل 89 شخصًا، وإصابة 277 آخرين، لتبدأ بعده قوات النظام حملة قصف مكثفة في الشمال السوري.
وشكك محللون عسكريون وخبراء برواية النظام ومقربين منه وجهوا أصابع الاتهام إلى المعارضة في الشمال، لأسباب فنية تتعلق بالمسافة بين مناطق سيطرة المعارضة والنظام، ومستوى القدرات العسكرية واستبعاد امتلاك الفصائل مسيّرات قادرة على تجاوز نحو 100 كيلومتر، وصولًا إلى الكلية الحربية في حمص.
اقرأ أيضًا: هجوم حمص.. فرصة الأسد لضبط الأزمات
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :