تواصل قوات النظام السوري قصفها وتصعيدها العسكري في الشمال السوري بالتعاون مع حليفها الروسي، لليوم الخامس على التوالي، موقعة قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، بالإضافة إلى حالة النزوح هربًا من القصف.
وذكرت منظمة “الدفاع المدني السوري“، في حصيلة أولية للهجمات الصاروخية على المنطقة، لليوم، الأحد 8 من تشرين الأول، أن طفلين قتلا، وامرأة توفيت بسكتة قلبية خلال القصف، كما أصيب 28 مدنيًا، بينهم متطوعان في “الدفاع المدني”.
واستهدف القصف المتواصل منذ ساعات الصباح، الأحياء السكنية والطرقات الرئيسية، ومخيمًا ومرفقًا تعليميًا، وجرى إنقاذ شخصين عالقين تحت أنقاض خلّفها القصف، وإسعاف عدد من المصابين.
ونشرت معرفات ومراصد عسكرية محلية تسجيلات مصورة تبيّن اشتعال حرائق على مقربة من الطريق، نتيجة سقوط القذائف، والقصف الصاروخي الذي طال أيضًا مستشفى “إدلب” الوطني.
وقصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة محيط قرى مصيبين، وسرجة ودير سنيل، في ريف إدلب الجنوبي، في ظل تحليق للطيران الحربي الروسي في أحواء مناطق شمال غربي سوريا الخارجة عن سيطرة النظام، كما شنت الطائرات الروسية غارات جوية بالصواريخ الفراغية على تلال “الكبينة”، في ريف اللاذقية الشمالي.
ومنذ الصباح، قصفت قوات النظام المتمركزة في الحواجز المحيطة بإدلب، مركز المدينة، براجمات الصواريخ، وطال القصف منازل المدنيين، موقعًا قتلى وجرحى.
ونتيجة للقصف الصاروخي الذي استهدفه في مدينة سرمين، شرقي إدلب، خرج مركز صحة النساء والأسرة، التابع لـ”الدفاع المدني“، عن الخدمة.
التصعيد المتواصل اليوم، جاء بعد ليلة عنيفة قصفت خلالها قوات النظام دارة عزة، في ريف حلب الغربي، بالصواريخ وقذاف المدفعية.
45 قتيلًا.. إحصائية أولية
ذكر “الدفاع المدني”، أن حصيلة تصعيد قوات النظام وروسيا، أمس السبت، بلغت 11 قتيلًا، و26 مصابًا، جراء الهجمات بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وانفجار مخلفات القصف العنقودية، والغارات الجوية من الطيران الحربي على أكثر من 15 مدينة وبلدة وقرية في ريفي حلب وإدلب.
تضاف هذه الحصيلة إلى أخرى صدرت أمس السبت، أحصى فيها “الدفاع المدني” مقتل 32 مدنيًا وإصابة 167 آخرين خلال أربعة أيام، ما يرفع الحصيلة خلال الأيام الأربعة الماضية، وحتى إعداد هذه المادة (في اليوم الخامس)، إلى 45 قتيلًا.
وبعد الهجوم بطائرة مسيرة في الكلية الحربية بحمص، الخميس الماضي، اتهم النظام السوري فصائل المعارضة في الشمال بالوقوف خلف الهجوم الذي أسفر عن مقتل 89 شخصًا، ورفع وتيرة تصعيده العسكري واستهدافاته في إدلب وريفها وأجزاء من ريف حلب، وهو ما استبعده محللون عسكريون وخبراء لأسباب فنية تتعلق بالمسافة بين مناطق سيطرة المعارضة والنظام، ومستوى القدرات العسكرية واستبعاد امتلاك الفصائل لمسيرات قادرة على تجاوز نحو 100 كيلومتر، وصولًا إلى الكلية الحربية في حمص.
خروقات “خفض تصعيد”
في 5 من آذار 2020، وقع الرئيس التركي، مع نظيره الروسي، اتفاق “موسكو”، وجاء في بنوده، إعلان وقف إطلاق النار اعتبارًا من 6 من اَذار 2020، على طول خط المواجهة بين النظام السوري والمعارضة.
سبق هذا اتفاق آخر وقعته روسيا وتركيا ضمن اتفاقية “أستانة” عام 2017، لـ”خفض التصعيد”، تبعته اتفاقية “سوتشي” في أيلول 2018، ونصت على وقف إطلاق النار في محيط إدلب، لكن النظام وروسيا ينتهكان الاتفاقيات هذه باستمرار.
اقرأ المزيد: 43 قتيلًا في خمسة أيام.. تصعيد النظام السوري متواصل في الشمال