تحت المجهر.. تقنية الفيديو ونيوكاسل والمغرب
عروة قنواتي
صور من الأسبوع الماضي ما زالت تحت مجهر المتابعين والمحللين والنقاد في معظم أنحاء العالم حيث الساحرة المستديرة تفرد ملفاتها وفيض عجائبها. ابتسامة مغاربية مهمة ومستحقة بعد سنوات طويلة من الانتظار والترقب والإصرار، أفراح بالجملة بعظمة ما قدمه نيوكاسل يونايتد في الجولة الثانية من دور المجموعات بـ”الشامبيونزليج” وفوزه الساحق غير الطبيعي على باريس سان جيرمان برباعية لهدف، في مواجهة شهدت إضاعة اليونايتد سلة من الفرص التي كان بالإمكان أن تجعل ليلة الأمراء “فضيحة بجلاجل”. غضب عارم واستياء وخيبة أمل ليفربولية بعد الهزيمة في مواجهة توتنهام بهدفين لهدف.
الصورة الأخيرة هي الأكثر رعبًا في أوساط الرياضة وكرة القدم خصوصًا، إذ إن طاقم تقنية الفيديو وُجد لتصويب قرارات قضاة المباراة وللانتباه أكثر حول الأهداف ولمس اليد والتسلل وبعض الأخطاء المقصودة ورفع البطاقات الملونة، وهذا لا يعني أن الخطأ لن يحصل يومًا ما، وأن فريقًا قد يدفع الثمن نتيجة تسرع بالقرار أو بالتشاور أو بفوضى التعاطي مع الحالة بأنها ضرورية أم لا.
ولكن هذه الحالات الاستثنائية تأتي ضمن ظرف عابر وضمن مصادفة تحتمل وجودها، أما أن يكون شكل المواجهة كما أحداث لقاء ليفربول وتوتنهام بطاقم تحكيم مهزوز تمامًا وهزلي ومتسرع حصيلة المشكلات التي أوقعها على رأس المباراة، ببطاقتين باللون الأحمر لليفربول وسلة من البطاقات الصفراء، وهدف ملغى بسبب التسلل، وتسرع في قراءة بعض اللقطات في المباراة، ناهيك ببيان الاعتذار الذي صدر عن رابطة الأندية الإنجليزية، وضمير الحكام الذين أداروا المواجهة، إذ لم يظهر ضميرهم إلا بعد إعادة عديد من اللقطات وأهمها الهدف الصحيح الذي أقرته تقنية الفيديو.
لن يرضى ليفربول بما حدث، وسيتقدم بالدعاوى المطلوبة لإثبات كل ما جرى، ولكن المباراة لن تعاد وتم تثبيت النتيجة، وسيبقى اعتراض وغضب أبناء الريدز وجماهيرهم معنويًا خالصًا لربما يحمل معه إيقافًا مؤقتًا عن تحكيم المباريات لحكم اللقاء الأساسي.
الصورة المتوسطة كانت مفاجئة للغاية، ودفع فاتورة هذه المفاجأة نادي باريس جيرمان الذي تلقى شر هزيمة بوجود كيليان مبابي وديمبلي ودوناروما وغيرهم أمام نيوكاسل يونايتد برباعية لهدف في ليلة للذكرى أثبت من خلالها الفريق الإنجليزي المدعوم من صندوق الاستثمار السعودي بأنه لن يدخل البطولات للنزهة فقط، بل لإعادة بريق الفريق الأول المختفي منذ ما بعد خروج النجم الأسبق آلان شيرار. وأصر الفريق الباريسي بنفس الليلة على أن يؤكد لكل من يتابعه بأن المشروع الذي أتى به ناصر الخليفي للفريق الأول قد انتهى أو شارف على النهاية، فلا ثورة ليقوم بإشعالها لويس إنريكي، ولا راحة في ملفات انتقال وصفقات اللاعبين النجوم، والوضع يتأزم في كل موسم ونسخة.
اليوم لا نجوم كثر في حديقة الأمراء، ميسي وراموس وفيراتي ونيمار رحلوا، وعدد من المدربين رحلوا أيضًا، واليوم يظهر لويس إنريكي متحديًا من جديد وكأن شيئًا لم يحدث، صحيح أنها خسارة ويمكن تعويضها بسهولة، إلا أن الصورة التي يظهر عليها باريس سان جيرمان لم تعد تغري وتسيل لعاب الإعلام وعشاق كرة القدم، ولربما فقط صفقة كيليان مبابي ما زالت حديث الساعة، وهل يمشي قريبًا إلى ريال مدريد؟
الصورة الأولى كانت الأجمل وخبرها جاء كـ”كوبليه موسيقي” من أيام الزمن الجميل، إذ إن شادي الألحان قد أعلن بنوتة عذبة فوز المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال بتنظيم مونديال 2030، يوم يوافق 100 عام على انطلاق أول مونديال لكرة القدم في التاريخ.
تجمّل المغاربة بالصبر، وكانوا في كل مشاهد الإصرار وملفاتهم تخسر منذ الترشح الأول لمونديال 1994 وحتى المونديال الماضي 2022، ولم يُصب عنفوان الكرة المغربية بالملل أو اليأس، لتكون البشرى بفوز الملف المشترك عن مونديال 2030، وكما تفوقت الكرة المغربية بمنتخب رجالها في السنوات الماضية وفي المونديال بشكل استثنائي ببلوغ الدور نصف النهائي لأول مرة عربيًا وإفريقيًا، سيكون الملف المغربي والتنظيم والاستعداد كنزال الفرسان في المعارك، الجمهور المغربي الكبير عاشق لكرة القدم، والأندية عريقة والأجيال التي مرت على المملكة المغربية خلال العقود الأربعة الماضية تحكي حكاية ملف الاستضافة وصبر وجهد وأحلام من خططوا لهذا اللحظة. بانتظار أن يتحول الحلم إلى يوم حقيقي بعد سنوات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :