برنامج “مارِس” التدريبي – وفاء عبيدو
شهد السوريون المرشحون للحصول على الجنسية التركية حالة من الفوضى في ملفات التجنيس الخاصة بهم، على الموقع المخصص لمتابعة مراحل ملفاتهم.
وعادت بعض الملفات إلى مراحلها السابقة بعد التغيير المفاجئ في جميع الملفات، الجمعة 6 من تشرين الأول، والذي تسبب بحالة من الإرباك نتيجة لظهور رسالة على موقع تتبع ملفات التجنيس، مفادها عودة الملفات بمختلف مراحلها إلى مرحلة الأرشيف.
وتناقل سوريون عبر صفحاتهم الشخصية في “فيس بوك” صورًا لتراجع حالة ملفاتهم، وبعضهم بعد سنوات من الانتظار في مراحل متقدمة.
مرحلة الأرشيف تتضمن رسالة تقول إن ملف الطلب الخاص للحصول على الجنسية التركية بشكل استثنائي أرسل إلى المؤسسات ذات الصلة للبحث والتحري.
أثار هذا التحرك المفاجئ في ملفات مراحل التجنيس عن عودة الملفات إلى الخلف بطريقة غير منظمة الكثير من التساؤلات، لكن الملفات أعيدت اليوم لوضعها السابق.
وحتى الآن لم يصدر أي قرار أو بيان عن وزارة الداخلية التركية أو الإدارة العامة للهجرة أو إدارة النفوس لتوضيح القضية.
ما وراء التحركات
المستشار القانوني زياد عثمان، قال لعنب بلدي إن الحالة التي حصلت بالكثير من ملفات التجنيس، تضعنا أمام احتمالين إما إعادة دراسة أو الخطأ في السيستم.
وأوضح أن هذا الإجراء قانوني، وفق اللائحة التنفيذية الخاصة بقانون الجنسية، وتحديدًا “المادة 72” بالفقرة الرابعة، إذ تعطي الإدارة الحق في إعادة الدراسة لأي ملف كان.
لكنه لم يستبعد أن يكون هذا خطأ ناتجًا عن النظام، فهنالك أشخاص مجنسون أفادوا بأنهم دخلوا إلى الموقع وظهرت الرسالة ذاتها لهم، ومن غير المعقول أن يكون هذا سحبًا للجنسية أو إلغاءها.
وذكر أن سحب الجنسية مرتبط بإجراءات قانونية، تصدر من خلال قرار إداري ويتم إبلاغ صاحب العلاقة في القرار.
معايير الحصول على الجنسية التركية
منحت تركيا الجنسية لآلاف اللاجئين السوريين المقيمين في مختلف الولايات، باختلاف معايير الحصول عليها ودون قوانين واضحة للفئات التي تشملها.
كما أجرت الحكومة التركية تعديلات للحصول على الجنسية من خلال شراء عقار لا تقل قيمتها عن 400 ألف دولار أمريكي، بشرط عدم بيع العقار خلال مدة ثلاث سنوات، أو التشغيل أو الاستثمار أو ايداعات البنوك، المشترطة بمبلغ 500 ألف دولار كحد أدنى.
ويحصل السوريون حاملو البطاقة الحماية المؤقتة (الكمليك) على “الجنسية الاستثنائية” عبر الترشيح من قبل وزارة الداخلية، وتقدم الملفات في إدارة الهجرة، ثم تحول إلى مديرية النفوس والمواطنة لتدخل في التنقل بين مراحل ثمانية من بحث وتدقيق حتى تسلم قرار التجنيس.
بحسب وزير الداخلية التركي السابق، سليمان صويلو، في 14 من نيسان، فإن عدد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية،230 ألف و988 لاجئ سوري تم تجنسيه، ومن بين هؤلاء الأشخاص سوريون من أصول تركية.
بلغ عدد السوريين في تركيا، المسجلين ضمن “الحماية المؤقتة”، ثلاثة ملايين و279 ألفًا و 152 لاجئًا سوريًا، حتى 28 من أيلول الماضي.