سرمين هامدة بسبب القصف.. عائلات تنزح إلى المجهول
تشهد مدينة سرمين بريف إدلب الشرقي حركة نزوح جماعي جراء استمرار تصعيد القصف من قبل قوات النظام السوري لليوم الثالث على التوالي.
المدينة شهدت حالات نزوح متفرقة خلال الأسابيع الماضية، إلا أن التصعيد الأخير أسفر عن حركة نزوح جماعية وشلل شبه تام في حركة الأهالي والحياة فيها.
حركة متوقفة
توقفت حركة الأسواق في سرمين وسط انقطاع لمعظم المواد الأساسية من خبز ومحروقات مع استمرار قصف راجمات الصواريخ على أحياء متفرقة من المدينة.
مدير مستشفى “سرمين” محمد فاضل قال لعنب بلدي، إن حوالي 50% من السكان غادروا المدينة خلال الـ48 ساعة الماضية.
وأوضح أن أصوات الانفجارات العنيفة التي تستهدف المدينة أو المناطق المجاورة خلفت عشرات الجرحى وأضرارًا جسيمة في الممتلكات العامة.
وأدى القصف لانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، وسبب أعطال في شبكات الإنترنت.
وأشار فاضل إلى أن الخدمات الطبية متوقفة بالمستشفى والمركز الصحي وتقتصر على الإسعافات الأولية والتحويل للمستشفيات الخارجية.
وبحسب مدير المستشفى، فإن القصف أسفر حتى إعداد هذا التقرير عن مقتل طفلة وإصابة 18 شخصًا خلال الـ48 ساعة الماضية.
الشمال يضيق بساكنيه
يقصد أهالي مدينة سرمين بيوت الأقرباء والأصدقاء في مناطق مجاورة للنزوح حاملين بعضًا من حاجاتهم الضرورية، بينما يهيم آخرون في حيرة باحثين عن منازل للإيجار وسط قلة توفرها وارتفاع في إيجارها.
يقود سعيد قاق (35 عامًا) سيارته برفقة عائلته بعيدًا عن مدينته سرمين بحثًا عن منزل للإيجار وهربًا من أصوات الانفجارات.
وقال لعنب بلدي إنه في حال لم يجد منزلًا مناسبًا سيبقي عائلته عند أحد الأقرباء في مدينة معرة مصرين شمالي إدلب ويعود لمنزله في سرمين.
وأوضح أنه لم يستطع حمل أي من أغراضه وهو مضطر للعودة لحمايتها، وتفقد محله التجاري الصغير (بقالية) الممتلئ بالبضائع.
واستطاع محمد برغش (27 عامًا) إيصال عائلته إلى أقربائه بمنزل في بلدة أطمة شمالي إدلب.
وقرر عبد الكريم محلول (25 عامًا) البقاء في سرمين مع عائلته واللجوء للمبيت في قبو أحد الأبنية، وقال لعنب بلدي، إن عائلته كبيرة، كما أنه يمتلك رزقًا من ماشية وغيرها، ومشروع زراعي في المدينة ويصعب تركها.
وأضاف “متوكلون على الله ومحتمون قدر الإمكان، والأجل بيد رب العالمين”.
وقال محمود عبود وهو سائق سيارة خاصة (تكسي)، إنه نقل عشرات العائلات بعد أن أخلى عائلته باتجاه أحد المناطق الحدودية.
وذكر أن معظم العائلات التي نقلها كانت تقصد بيوت أقربائها وأصدقائها في أماكن تشهد تصعيدًا أقل، مضيفًا أن بعض العائلات نزحت إلى مدينة إدلب وتعرضت للقصف مجددًا.
وتضم مناطق شمال غربي سوريا 4.5 مليون إنسان، 4.1 مليون منهم بحاجة إلى مساعدة، و3.3 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، 2.9 مليون منهم نازحون داخليًا، و2 مليون منهم يعيشون في المخيمات.
التصعيد مستمر
منذ صباح 5 من تشرين الأول، لم يهدأ القصف وطال عشرات القرى والمدن ومنها أريحا، جسر الشغور، محمبل، النيرب، آفس، سرمين، محيط بنّش، محيط مدينة إدلب، سرجة، قميناس، معارة النعسان، ودارة عزة.
وقال “الدفاع المدني السوري” إن 13 مدنيًا قُتلوا وأُصيب 62 آخرين بينهم 18 طفلًا و13 امرأة، جراء هجمات “إرهابية ممنهجة” شنتها قوات النظام بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على أكثر من 15 مدينة وبلدة وقرية في ريفي إدلب وحلب، في 5 من تشرين الأول.
وتسبب القصف الجوي والمدفعي والصاروخي المكثف من قبل قوات النظام وروسيا، على مدن وبلدات ريفي إدلب وحلب اليوم، الجمعة 6 من تشرين الأول، بمقتل شخصين أحدهما طفل، وإصابة 19 شخصًا، بينهم تسع أطفال، وست نساء.
وأضاف “الدفاع المدني” أن القصف استهدف الأسواق والمدارس والمرافق العامة والعمال الإنسانيين، وهو استمرار لسياسة “الإرهاب” الذي تمارسه قوات النظام على المدنيين ودفعهم للنزوح من قراهم وبلداتهم.
وذكر في بيان أن التصعيد والهجمات “الإرهابية” على شمال غربي سوريا تهدد استقرار المدنيين في وقت باتت فيه المنطقة الملاذ الأخير لآلاف العائلات التي هجرتها قوات النظام وروسيا ويعيشون أزمة إنسانية حادة.
وقالت حسابات إخبارية وعسكرية موالية للنظام، إن الضربات على مناطق إدلب “انتقام وأخذ بالثأر” بعد مقتل 89 جنديًا في صفوف قوات النظام وإصابة 277 آخرين، إثر تعرّض محيط الكلية الحربية بمدينة حمص وسط سوريا لهجوم بطائرة مسيرة، الخميس، خلال حفل تخريج دورة ضباط الكلية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :