النظام ينتقم لهجوم حمص بالتصعيد في الشمال السوري
جددت قوات النظام السوري قصفها على مناطق متفرقة شمال غربي سوريا بواسطة المدفعية وراجمات الصواريخ، تخلله غارات جوية روسية، بعد يوم دام عاشته المنطقة.
وأفاد مراسلو عنب بلدي في إدلب وريفها أن القصف طال اليوم، الجمعة 6 من تشرين الأول، الأحياء السكنية في جسر الشغور غربي إدلب، وسط نزوح عشرات العائلات من مناطق قرب خطوط التماس جنوبي وشرقي إدلب إلى شمالها.
“المرصد 80” (أبو أمين)، المختص برصد التحركات العسكرية في المنطقة، قال إن الطيران الحربي الروسي شن غارات جوية بالصواريخ الفراغية على محيط قرية القرقور بريف حماة الغربي، ومنطقة النهر الأبيض بريف جسر الشغور.
ومنذ صباح 5 من تشرين الأول، لم يهدأ القصف وطال عشرات القرى والمدن ومنها أريحا، جسر الشغور، محمبل، النيرب، آفس، سرمين، محيط بنّش، محيط مدينة إدلب، سرجة، قميناس، معارة النعسان، ودارة عزة.
وقال “الدفاع المدني السوري” إن 13 مدنيًا قُتلوا وأُصيب 62 آخرين بينهم 18 طفلًا و13 امرأة، جراء هجمات “إرهابية ممنهجة” شنتها قوات النظام بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على أكثر من 15 مدينة وبلدة وقرية في ريفي إدلب وحلب، في 5 و6 من تشرين الأول.
وأضاف أن القصف استهدف الأسواق والمدارس والمرافق العامة والعمال الإنسانيين، وهو استمرار لسياسة “الإرهاب” الذي تمارسه قوات النظام على المدنيين ودفعهم للنزوح من قراهم وبلداتهم.
وذكر في بيان أن التصعيد والهجمات “الإرهابية” على شمال غربي سوريا تهدد استقرار المدنيين في وقت باتت فيه المنطقة الملاذ الأخير لآلاف العائلات التي هجرتها قوات النظام وروسيا ويعيشون أزمة إنسانية حادة.
وينذر هذا التصعيد بكارثة إنسانية حقيقية، في وقت ما زالت آثار كارثة الزلزال تؤثر بشكل كبير على السكان وتعمق جراح الحرب المستمرة عليهم منذ 12 عامًا، وفق “الدفاع المدني”.
“انتقام وأخذ بالثأر”
حسابات إخبارية وعسكرية موالية للنظام السوري، قالت إن الضربات على مناطق إدلب “انتقام وأخذ بالثأر” بعد مقتل 89 جنديًا في صفوف قوات النظام وإصابة 277 آخرين، إثر تعرّض محيط الكلية الحربية بمدينة حمص وسط سوريا لهجوم بطائرة مسيرة، الخميس، خلال حفل تخريج دورة ضباط الكلية.
وقالت وزارة الدفاع بحكومة النظام إن “التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة، استهدفت حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة (…) ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء من مدنيين وعسكريين”.
وشكك خبراء عسكريون ومحللون في رواية النظام، إذ تقع الكلية الحربية شمال غربي مدينة حمص، وتبعد عن أقرب جبهة قتال نحو 100 كيلومتر، بمحاذاة معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب، ويفصلها عن أماكن تمركز “جيش سوريا الحرة” المدعوم أمريكيًا في “التنف” نحو 160 كيلومترًا.
وتبعد المنطقة المستهدفة عن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شرق نهر الفرات أكثر من 300 كيلومتر، وعن مناطق سيطرة الجهة نفسها في الرقة نحو 230 كيلومترًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :