هجمات تركية تقتل عسكريين وتصيب مدنيين شمال شرقي سوريا
يستمر التصعيد العسكري التركي عبر استهداف مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) لليوم الخامس على التوالي مخلفًا قتلى وجرحى عسكريين، ومصابين مدنيين في المناطق نفسها.
وأفاد مراسلا عنب بلدي في الحسكة أن الطائرات المسيّرة والمدفعية التركية قصفت اليوم، الاثنين 9 من تشرين الأول، قرى وبلدات بأرياف محافظة الحسكة، ما أسفر عن إصابات في صفوف عسكريين ومدنيين.
ونقل مراسل عنب بلدي في القامشلي عن ممرض في مستشفى “القلب والعين” بالمدينة أن عشرة قتلى عسكريين وصلوا إلى المستشفى، منذ مساء الأحد وحتى صباح اليوم.
وأضاف أن أعداد الجرحى لا تزال غير معروفة، وبينهم مدنيون، في ظل استمرار وصول سيارات الإسعاف إلى المنطقة حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
“وكالة هاوار” (مقرها شمال شرقي سوريا ومقربة من “قسد”) قالت إن خمس نساء أصيبن بجروح إثر استهداف تركي لمكان عملهن بحقول قطاف القطن في ناحية أبو راسين شمال غربي محافظة الحسكة.
الصحفي إيفان حسيب، نشر عبر “فيس بوك” تسجيلًا مصورًا يظهر إصابات في صفوف المدنيين بقرية بشيرية في ريف الدرباسية، خلّفها قصف تركي صباح اليوم.
نقص الطاقة يعوق عمل المستشفيات
طبيب في مستشفى “القلب والعين” في القامشلي، تحفظ على ذكر اسمه لمخاوف أمنية، قال لعنب بلدي، إن محافظة الحسكة تحوي خمسة مستشفيات، تنتشر في مدن المالكية والحسكة وعامودا والدرباسية والشدادي، وتعتمد بشكل أساسي على توفير الأكسجين المركزي باستخدام الكهرباء كمصدر للطاقة.
وأضاف أن مستشفى “القلب والعين” في القامشلي يقدم خدماته لسكان المنطقة بشكل عام، ولا تقتصر هذه الخدمات على تخصصات القلب والعين فقط، ويعمل المستشفى على مدار 24 ساعة بتخصصات مختلفة.
وتعتمد مستشفيات الحسكة بشكل رئيس على توفر الكهرباء لضمان استمرارية عمل أجهزة الأكسجين والمعدات الطبية، وهو ما لم يعد متاحًا اليوم بعد انقطاع التيار الكهربائي نتيجة القصف في عموم مناطق الحسكة.
المستشفيات نفسها صارت تعتمد على المولدات فقط، ما يعوق عملها، بحسب الطبيب، إذ تدرس “الإدارة الذاتية” تخصيص مستشفيات الحسكة لاستقبال الحالات الإسعافية فقط وعمليات جراحة القلب المستعجلة والضرورية.
العمليات التركية مستمرة
في 8 من تشرين الأول الحالي، أصدرت وزارة الدفاع التركية بيانًا قالت فيه إن عملياتها العسكرية الجوية ضد “قسد” لا تزال مستمرة.
وأضافت أنها أطلقت سلسلة من الهجمات الجوية في الشمال السوري بهدف “القضاء على الهجمات الإرهابية” التي تستهدف أراضيها من المنطقة نفسها، وتمكن من “تحييد” (قتل أو اعتقال) عناصر من حزب “العمال الكردستاني” و”حدات حماية الشعب”.
وتعتبر تركيا “قسد” امتدادًا لأحزاب كردية مصنفة على “قوائم الإرهاب” لديها أبرزها “العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب” (الكردية).
وجاءت العمليات التركية على خلفية هجوم، في 1 من تشرين الأول الحالي، نتج عنه انفجار تبعه إطلاق نار في منطقة كيزيلاي وسط العاصمة أنقرة، التي تضم عددًا من المباني الحكومية من بينها وزارة الداخلية والبرلمان، تبناه “العمال الكردستاني”، بحسب وكالة “ANF news” المقربة منه.
وهددت تركيا عقب الهجوم أن جميع منشآت “العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب” في سوريا والعراق صارت “أهدافًا مشروعة” لقواتها المسلحة.
وتتعرض تركيا بشكل متكرر لهجمات تتهم حزب “العمال الكردستاني” (PKK) و”وحدات حماية الشعب” (YPG) بالمسؤولية عنها، كان أحدثها التفجير الذي ضرب ساحة تقسيم في اسطنبول في 13 من تشرين الثاني 2022، والذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 99 آخرين.
وتبع التفجير تصعيد تركي شمال شرقي سوريا، وتركّز بشكل رئيس على مصادر النفط التي تعتمد عليها “قسد” كمصدر تمويل رئيس.
وقال الرئيس التركي حينها، “التزمنا بتعهداتنا حيال الحدود السورية، إذا لم تستطع الأطراف الأخرى الوفاء بمتطلبات الاتفاقية (سوتشي)، فيحق لنا أن نتدبر أمرنا بأنفسنا”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :