زادت حدة القصف الجوي التركي على مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شمال شرقي سوريا، منذ صباح اليوم الخميس، إذ استهدفت مسيّرات تركية منشآت عسكرية واقتصادية في المنطقة بمواقع جغرافية متفرقة.
وأفاد مراسلا عنب بلدي في الحسكة أن القصف الجوي التركي تركز منذ صباح اليوم، الخميس 5 من تشرين الأول، في محافظة الحسكة بشكل رئيس، وامتدت حتى مدينة عين عرب/ كوباني، شرقي محافظة حلب.
ولم تغب الطائرات المسيّرة التركية عن أجواء محافظة الحسكة منذ الصباح، بدءًا من أجواء مدينة المالكية أقصى الشرق حتى بلدة الدرباسية غربي المحافظة، وفي أجواء مركز مدينة الحسكة، بحسب المراسلين.
“وكالة هاوار” (مقرها شمال شرقي سوريا) قالت، إن سلاح الجو التركي استهدف 11 موقعًا شمال شرقي سوريا منذ بدء حملة القصف وحتى لحظة تحرير هذا الخبر.
وأضافت أن معظم المواقع التي تعرضت للاستهداف هي “منشآت خدمية وحيوية”.
وبحسب “هاوار“، فإن الطائرات المسيّرة ركّزت قصفها على منشأة حيوية بمحافظة الحسكة، وعلى الطريق الواصل بين مدينة الحسكة وتل تمر، مخلفة ثلاثة جرحى، أعقبه قصف “سيارة مدنية” على طريق مشيرفة- الحسكة، ما أسفر عن إصابات دون معلومات عن إحصائية دقيقة للأضرار.
وامتدادًا لحملة القصف نفسها، استهدفت مسيّرة تركية موقعًا بالقرب من محطة تحويل المياه في قرية الركبة جنوب ناحية تل تمر شمالي محافظة الحسكة، ما أسفر عن أضرار مادية.
واستهدفت أيضًا الطائرات التركية محطة النفط في قرية آل قوس بريف ناحية جل آغا التابعة لمدينة القامشلي شرقي الحسكة، بحسب “هاوار“.
ونشرت “هاوار” صورًا تظهر حطام طائرة مسيّرة تركية قالت إنها سقطت في ناحية تل تمر شمالي الحسكة، دون الإشارة إلى الجهة المسؤولة عن إسقاطها، بينما لم تعلق تركيا على الأنباء التي تتحدث عن سقوط مسيّرة تابعة لها.
وزارة الدفاع التركية قالت في إحاطة صحفية اليوم الخميس، إن قواتها ردت على 348 مضايقة وهجومًا ضدها خلال العام الحالي، و”حييد” (اعتقلت أو قتلت) 1013 “إرهابيًا”، 22 منهم خلال الأسبوع الماضي وحده.
“الإدارة الذاتية” تعلّق
تعليقًا على التصعيد التركي في المنطقة قالت “الإدارة الذاتية” (المظلة السياسية لـ”قسد”) إن الهجمات التركية التي استهدفت مناطق سيطرتها ذات “جانب انتقامي”.
وأضافت أن التهديدات التركية التي تستهدف شمال شرقي سوريا “تؤثر سلبًا على نشاط وجهود مكافحة شعبنا والتحالف الدولي ضد داعش وخلاياه”.
وحول تركيز الاستهدافات على المنشآت الحيوية، قالت “الإدارة” إن استهداف المنشآت على وجه الخصوص سيكون له “تبعات سلبية” على الوضع المعيشي والإنساني في المنطقة مشيرة إلى أنه “سلوك عدواني يرتقي لجرائم حرب”.
ومساء أمس الأربعاء، نفى القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي، علاقة فصيله بالهجوم الذي شهدته العاصمة التركية أنقرة، وتبناه حزب “العمال الكردستاني” (PKK).
وقال عبدي عبر “إكس” (تويتر سابقًا)، إن منفذي هجوم أنقرة لم يمروا من مناطق سيطرة “قسد”، كما صرح مسؤولون أتراك.
وتعد تركيا “قسد” امتدادًا لحزب “العمال الكردستاني” المحظور والمصنف “إرهابيًا” لديها، رغم نفي “قسد” تبعيتها له تقر بوجود مقاتلين وقادة من الحزب تحت رايتها.
وأشار عبدي إلى أن “قسد” ليست طرفًا في ما أسماه “الصراع الداخلي التركي”، ولا تشجع على تصاعد وتيرته.
وفي 1 من تشرين الأول الحالي، سمع دوي انفجار تبعه إطلاق نار في منطقة كيزيلاي وسط العاصمة أنقرة، التي تضم عددًا من المباني الحكومية من بينها وزارة الداخلية والبرلمان، تبناه “العمال الكردستاني”، بحسب وكالة “ANF news” المقربة منه.
وهددت تركيا عقب الهجوم أن جميع منشآت “العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب” في سوريا والعراق صارت “أهدافًا مشروعة” لقواتها المسلحة.
سيناريو يتكرر
وتتعرض تركيا بشكل متكرر لهجمات تتهم “حزب العمال الكردستاني” (PKK) و”وحدات حماية الشعب” (YPG) بالمسؤولية عنها، كان أحدثها التفجير الذي ضرب ساحة تقسيم في اسطنبول في 13 من تشرين الثاني 2022، والذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 99 آخرين.
وتبع التفجير تصعيد تركي شمال شرقي سوريا، وتركّز بشكل رئيس على مصادر النفط التي تعتمد عليها “قسد” كمصدر تمويل رئيس.
وقال الرئيس التركي حينها، “التزمنا بتعهداتنا حيال الحدود السورية، إذا لم تستطع الأطراف الأخرى الوفاء بمتطلبات الاتفاقية (سوتشي)، فيحق لنا أن نتدبر أمرنا بأنفسنا”.
اقرأ أيضًا: كيف خُطط لهجوم اسطنبول.. ومن عمار جركس؟
وزارة الدفاع التركية عبر حسابها الرسمي في “تويتر” في وقت مبكر من صباح 20 تشرين الثاني 2022، أطلقت على حملة القصف التي شنتها في الشمال السوري “وقت الحساب” إذ ورد في بيانها، “وقت الحساب على الهجمات الغادرة قد بدأ”، مرفقة صورة لطائرة حربية.