قال “معهد دراسات الحرب” الأمريكي، إن “الحرس الثوري” الإيراني بدأ في 28 من أيلول الماضي إعادة ملء مواقع كانت تسيطر عليها مجموعة “فاغنر” سابقًا في السخنة بريف حمص الشرقي وسط سوريا.
وذكر المعهد في تقرير، الأربعاء 4 من تشرين الأول، أن عملية إعادة ملء المواقع تأتي لدعم “الجهود الإيرانية لإقامة وجود دائم في سوريا”.
وتستخدم إيران عادة الطريق الذي يمر عبر السخنة لنقل القوات والأسلحة في جميع أنحاء سوريا، وهو ما قد يسهل عليها عمليات التهريب بعد السيطرة على مواقع “فاغنر” في هذا الطريق، وفق التقرير.
وقدر “معهد دراسات الحرب” أن إيران يمكن أن تسيطر على مواقع أخرى كانت تسيطر عليها “فاغنر” سابقًا في البادية السورية الوسطى “لجني الفوائد الاقتصادية”، حيث يوجد في بعض تلك المواقع حقول غاز ونفط كانت شركة “فاغنر” تحرسها.
وأكد المعهد أن روسيا أيضًا تساعد النظام السوري في إعادة ملء بعض تلك المواقع، كما أشار إلى وجود العديد من المواقع التي كانت تسيطر عليها “فاغنر” سابقًا والتي تضم حقول غاز ونفط لم يسيطر عليها النظام السوري أو إيران في الوقت الحالي.
وأوضح التقرير أن سوريا تمتلك بعضًا من أكبر الاحتياطيات المعروفة من الفوسفات، وهو مكون رئيسي للأسمدة، بالإضافة لامتلاكها العديد من حقول النفط والغاز.
ولعبت قوات “فاغنر” دورًا بارزًا في حماية المصالح الروسية في سوريا، ومساندة قوات النظام في المعارك العسكرية لبسط سيطرته على أجزاء من البلاد، وحصلت بالمقابل على عقود استثمارية من النظام، وبالأخص في حقول النفط والغاز.
وتملك “فاغنر” استثمارات بقطاعات النفط والغاز بسوريا، وذلك عن طريق صلة قائد “فاغنر” السابق بشركتي “ميركوري” و”فيلادا”، اللتين حصلتا على عقود تنقيب عن النفط في سوريا، عبر مرسوم رئاسي نهاية العام 2019.
وسبق لوزارة الدفاع الروسية أن أصدرت تعليماتها لقوات “فاغنر” بمغادرة سوريا، أو الانضمام إلى القوات المسلحة الروسية بحلول 20 من أيلول الماضي، وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان“.
ومنذ مقتل مؤسس مجموعة “فاغنر”، يفغيني بريغوجين، في 23 من آب الماضي، لا تزال المجموعة القتالية العابرة للحدود دون قائد رسمي معين من الرئيس الروسي.
وقالت وكالة “تاس” الروسية، في 27 من آب، إن السلطات الروسية تعرفت على جثة بريغوجين، إلى جانب تسعة أشخاص آخرين.
وكان قائد ومؤسس “فاغنر” أعلن التمرد على الجيش الروسي وسيطرته عسكريًا على مدينة روستوف جنوبي روسيا، في حزيران الماضي، ما تبعه حينها، تحذيرات من الرئيس الروسي، من “الخضوع للمغامرة الإجرامية في وقت تواجه به روسيا قتالًا صعبًا”، في إشارة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا.