مبيعات اللحوم تتراجع بدمشق.. الأسعار ترتفع 400% في عام

camera iconملحمة في سوق باب سريجة بدمشق -30 من آذار 2022 (عنب بلدي- حسان حسان)

tag icon ع ع ع

أدى تراجع الطلب على اللحوم الحمراء في أسواق العاصمة دمشق وضواحيها إلى انخفاض طفيف في أسعارها وميولها لحالة شبه استقرار، بعد عزوف العشرات عن شرائها والبحث عن بدائل أخرى أو خفض الاستهلاك للحد الأدنى لمجاراة الواقع المعيشي المتردي.

تراجع الطلب

رياض عبدو، صاحب محل لبيع اللحوم في معضمية الشام بريف دمشق، قال لعنب بلدي، إنه خفض عدد الذبائح في دكانه من أربعة خراف أسبوعيًا إلى اثنين منذ شهر تقريبًا، بسبب انخفاض الطلب، وعدم توفر الكهرباء للحفاظ على كميات اللحوم المتبقية.

“منذ زمن لم يطلب شخص كيلو لحم، يكتفي الناس بالطلب بمبلغ معيّن دون السؤال عن السعر أبدًا”، قال رياض، لافتًا إلى أن ثبات سعر اللحوم يرجع إلى قلة الطلب.

وبحسب صاحب المحل، تجاوز سعر كيلو لحم الخروف 150 ألف ليرة، بينما يتراوح سعر كليو لحم الغنم بين 120 ألفًا و130 ألف ليرة سورية.

لم يعد رياض يعتمد على تجارة اللحوم فقط لتأمين معيشته، فتراجع البيع أثر سلبًا عليه، وبات مضطرًا للبحث عن عمل إضافي، لافتًا أن لحم “المعلاق” (الجهاز الهضمي للخروف)، الذي كان سابقًا يباع قبل تعليق الذبيحة، يبقى معلقًا لأيام بعدما وصل سعر الكيلو إلى  100 ألف ليرة.

بدائل للتقنين

قررت صباح العدل، من سكان حي كفرسوسة بدمشق، عدم الاستغناء كليًا عن اللحم، وإنما تخفيض الاستهلاك وإلغاء الوجبات التي يعتمد تحضيرها على اللحوم بشكل كبير (كالشيش برك وفطائر اللحمة).

وقالت صباح لعنب بلدي، إنها تشتري كيلو لحم واحدًا شهريًا لعائلتها المكوّنة من أربعة أشخاص، موضحة أن نوعية اللحم “مسوفة”، وتقوم بتحميصها وحفظها، وتضع ملعقة أو ملعقتين للطبخة الواحدة، “لكيلا ننسى طعم اللحم لا أكثر”، وفق تعبيرها.

بينما قال “أبو مالك”، من سكان حي الميدان بدمشق، إنه استغنى عن اللحم الأحمر كليًا، إذ يمكن بسعر كيلو أن يشتري ضعف الكمية من لحم الدجاج وهو بديل مناسب، وفق رأيه.

ويباع كيلو الفروج (الدجاج) بحوالي 27 ألف ليرة، وفق ما رصدته عنب بلدي، ويسجل كيلو الأفخاذ 25 ألف ليرة، وكيلو الأجنحة 22 ألف ليرة، وكيلو “صدر الشيش” 65 ألف ليرة، وكيلو “السودة” 80 ألف ليرة سورية.

%400 في عام

بمقارنة الأسعار التي باتت تسجلها اللحوم الحمراء في الأسواق بالفترة ذاتها من العام الماضي، فإن نسبة الارتفاع وصلت إلى قرابة 400%.

وفي العام الماضي، كان سعر كيلو لحم الخروف يتراوح بين 30 ألفًا و35 ألف ليرة، بينما لم يتجاوز سعر كيلو لحم العجل 25 ألفًا.

بينما وصل متوسط الأسعار بعد نحو عام، بحسب جولة أجرتها عنب بلدي على أسواق متفرقة من دمشق وضواحيها، للحم الخروف إلى نحو 150 ألف ليرة، ولحم الغنم إلى 125 ليرة، ولحم العجل إلى 110 آلاف ليرة، بينما سجل كيلو الدهنة 100 ألف، فيما يتراوح سعر كيلو اللحمة “المسوفة” (مخلوطة بين هبرة ودهنة وهي أكثر الأصناف مبيعًا) بين 90 ألفًا و110 آلاف ليرة سورية.

عدة أسباب وراء الارتفاع

يشكّل ارتفاع أسعار المواشي والتقلبات في أسعار الأعلاف السبب الرئيس لغلاء أسعار اللحوم، تزامنًا مع ضعف القدرة الشرائية لدى الأهالي مع عدم قدرة كثيرين على مجاراة الغلاء الذي بات يشمل معظم السلع.

“فهد حباب” (اسم مستعار) لصاحب محل بيع لحوم في كفرسوسة بدمشق، أوضح لعنب بلدي أن سعر كيلو الخروف الحي يبلغ حوالي 50 ألف ليرة مع تراجع الكميات المعروضة بالسوق أيضًا.

وأضاف أن ارتفاع الأسعار لا يأتي من المربي أو صاحب المحل، فالغلاء ليس في مصلحة أحد، وأن الزبون ليس هو المتضرر الوحيد، فقد انخفضت مبيعات المحال، وبالتالي المرابح، إلى الحد الأدنى.

وكان رئيس جمعية اللحامين بدمشق، محمد يحيى الخن، قال في تصريح صحفي، إن الأسواق شهدت منذ مطلع أيلول الماضي حركة بيع ضعيفة، وتراجعًا في بيع اللحوم بنسبة تصل إلى 25%، إذ انخفض عدد الذبائح اليومي إلى 500 رأس غنم، وكان قد وصل إلى 650 رأس غنم خلال الشهر الماضي.

وبرر الخن ارتفاع أسعار اللحوم بقلة المادة، وارتفاع سعر الأعلاف بسبب عدم توفر المراعي، وكذلك امتناع المربين عن البيع، لافتًا إلى أنه لا علاقة للمحروقات في تحديد سعر اللحوم بدمشق، على حد قوله.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة