طوقت الأجهزة الأمنية التابعة لقوات النظام السوري، مستشفى دير الزور العسكري لوجود جرحى من الجنسية الإيرانية بعد قصف إسرائيلي استهدف نقاطًا في محيط محافظة دير الزور شمال شرقي سوريا.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور، بوجود جرحى إيرانيين، حسب ما أكده مصدر طبي من داخل المستشفى، طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية.
ولم يحدد المصدر عدد الجرحى، فيما أكد وجود طوق أمني حول المستشفى العسكري، يمنع دخول أي شخص مدني أو عسكري للمبنى في الوقت الحالي.
شبكة “نهر ميديا” المحلية، نشرت في صفحتها على “فيس بوك“، اليوم الثلاثاء 3 من تشرين الأول، أن الأجهزة الأمنية تفرض طوقًا حول المستشفى العسكري بمدينة دير الزور، وتمنع دخول المرضى بسبب وجود جرحى من الميليشيات الإيرانية، جراء الغارات الجوية الإسرائيلية، ليلة أمس.
ونشرت الشبكة صورًا، قالت إنها من آثار الدمار الذي تسببت به الغارات الإسرائيلية في جسر “الهري” بريف البوكمال شرقي دير الزور، وأضافت أن الغارات استهدفت أيضًا برج إشارة بالقرب تابع لقوات النظام، في بلدة البوليل شرقي دير الزور ما أدى لتدميره بالكامل.
“المرصد السوري لحقوق الإنسان”، قال، إن الغارات الإسرائيلية على محافظة دير الزور تسببت بمقتل وإصابة 10 أشخاص بينهم ستة من جنسية غير سورية، وتدمير كتيبة للميلشيات الإيرانية في قصف جوي على منطقة كتيبة الرادار في قمة جبل هرابش بريف دير الزور.
حساب “SAM” المتخصص بتتبع الضربات الإسرائيلية على سوريا، قال إن القصف الإسرائيلي على دير الزور استهدف محطات رادار للإنذار المبكر لجيش النظام في محيط المدينة.
ضربتين خلال ثلاثة أيام
بحسب ما نقلت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، عن مصدر عسكري (لم تسمّه)، فإنه “حوالي الساعة 23.50 من مساء الاثنين 2 من تشرين الأول، نفذ العدو الإسرائيلي عدوانًا جويًا على بعض مواقع قواتنا المسلحة في محيط مدينة دير الزور”.
أدى القصف لإصابة عسكريين اثنين ووقوع بعض الخسائر المادية، وفق المصدر العسكري، دون ذكر وقوع أي جرحى من غير جنسيات، إذ لا تذكر عادة وزارة الدفاع بعد وقوع قصف إسرائيلي القتلى أو المصابون من غير الجنسية السورية.
ولا تعترف إسرائيل أو تعلّق عادة على ضرباتها ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، لكنها أعلنت في أكثر من مناسبة أنها تستهدف الوجود الإيراني في سوريا، ومحاولة تهريب الأسلحة إلى لبنان.
بدورها، لم تنشر وسائل الإعلام الإسرائيلية أي تفاصيل حول الاستهداف خارج ما تداوله الإعلام الرسمي السوري
يأتي قصف مواقع عسكرية في دير الزور، بعد يومين على قصف استهدف منطقة “قرى الأسد” بريف دمشق، وذلك دون أن تعلن عنه وسائل الإعلام الرسمية.
موقع “صوت العاصمة” المحلي، نقل حينها عن “شهود عيان” دون ذكر أسمائهم، أن أربعة انفجارات سمعت في محيط المنطقة، فجر الأحد 1 من تشرين الأول، تلاها تصاعد لأعمدة الدخان في المنطقة القريبة من جامع “الحمزة”.
وذكر، وفق مصادر “خاصة”، أن البناء المستهدف هو أحد مقرات التنسيق اللوجستي والأمني لعمليات نقل الأسلحة بين سوريا ولبنان، مشيرة أن القصف أدى لتدمير المبنى بشكل كامل، إذ كان يحوي شحنة أسلحة إيرانية قيد التحضير لنقلها إلى الداخل اللبناني.
وفي بيان صدر أواخر العام الماضي، أقر الجيش الإسرائيلي، بتنفيذ عشرات الغارات الجوية على أهداف في سوريا، ضمن إحصائية عملياته خلال عام 2022.
وأحصى مركز “جسور للدراسات”، في تقرير أصدره نهاية كانون الأول 2022، عدد الضربات الإسرائيلية خلال العام الماضي، حيث بلغ 28 ضربة، مستهدفة 235 موقعًا، منها 68 موقعًا لقوات النظام السوري، و224 هدفًا للميليشيات الإيرانية.