تحركات إسرائيلية مدنية وعسكرية للتطبيع مع السعودية

تستمر الخطوات الخاصة بعملية تطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل، وإمكانية تنفيذ الشروط السعودية الأربعة، بالتزامن مع خطوات جدية أمريكية وإسرائيلية في هذا الملف.

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل خلال الأسبوع الثالث من تشرين الأول الحالي، ثم إلى السعودية والمغرب، لمناقشة عملية التطبيع.

وقالت قناة “i24” الإسرائيلية نقلًا عن مصادر دبلوماسية إسرائيلية اليوم، الثلاثاء 3 من تشرين الأول، إن بلينكن يسعى من خلال زيارته لدفع عملية التطبيع بين الجانبين.

وتأتي زيارة بلينكن في ظل خطوات عدة اتخذتها السعودية وإسرائيل في هذا الملف، على الصعيدين المدني والعسكري.

وإلى جانب الزيارات التي أجراها مسؤولون إسرائيليون حكوميون بشكل علني إلى السعودية، وهما وزيرا السياحة والاتصالات، قال موقع “تايمز أوف إسرائيل” أمس، إن الجيش الإسرائيلي يدرس المخاطر وخيارات الشراكة والتعاون مع السعودية.

كما يدرس “التداعيات الأمنية للصفقة المحتملة” عبر  مجموعة مختارة من أفرع متعددة في الجيش، بما في ذلك الاستخبارات والتخطيط الاستراتيجي والقوات الجوية والقسم الخاص بإيران.

كما تشمل الأنواع المختلفة التي يمكن للسعودية إنتاجها في إطار الطاقة النووية.

ويشكل الملف النووي السعودي، أحد الشروط الأربعة التي وضعتها الرياض للتطبيع، والتي تشمل الحصول على أسلحة أمريكية حديثة، واتفاقية أمنية واسعة مع واشنطن، وتقديم تنازلات إسرائيلية للفلسطينيين.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته هيئة البث الإسرائيلية “مكان” في 30 من أيلول الماضي، أن 56% من المستطلعة آرائهم يؤيدون عملية تطبيع بين الاحتلال والسعودية ويعارضه 12%، و32% لا رأي واضح لهم.

وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (مكان)، في 1 من تشرين الأول الحالي، عن زيارة وزير الاتصالات، شلومي كارعي، إلى السعودية، في زيارة رسمية هي الثانية لمسؤول إسرائيلي في غضون أسبوع.

ووفق “مكان“، تلقى كارعي دعوة رسمية من السعودية للمشاركة في مؤتمر البريد، فيما سيشارك وفد إسرائيلي من مديرية البريد بشكل افتراضي، نتيجة خلافات داخلية.

وزار وزير السياحة الإسرائيلي، حاييم كاتس في 26 من أيلول الماضي، الرياض، للمشاركة في مؤتمر منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، وفي عدد من الفعاليات والمناقشات المهنية خلال المؤتمر.

وقال موقع “تايمز أوف إسرائيل” اليوم، الثلاثاء 3 من تشرين الأول، إن كارعي أدى صلاة صباحية مع ثلاثة أشخاص من الديانة اليهودية، فيما أظهرت صور نشرها مكتب كارعي شخصًا يرتدي ملابس دينية يهودية.

وبالتزامن مع الزيارات الرسمية الإسرائيلية إلى الرياض، أعلنت “مكان” في 1 من تشرين الأول، عن عرض نسخة نادرة من التوراة باللغة العبرية، يعود تاريخها إلى القرن الـ16، ضمن معرض الرياض الدولي للكتاب.

وهذه اللفافة، جزء من 27 مخطوطة نادرة تضمنها جناح حمل اسم الملك عبد العزيز، وقدمها كارعي كهدية إلى العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، مع إهداء باللغتين العربية والعبرية.

انتقاد من إيران و”حزب الله”

بالتزامن مع اقتراب السعودية وإسرائيل لعلاقاتهما، انتقدت إيران و”حزب الله” هذا التقارب.

وقال المرشد الأعلى لـ”الثورة الإيرانية”، علي خامنئي اليوم، في تصريحات نقلتها وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية، إن “مقامرة التطبيع خسارة فادحة ورهان على حصان خاسر”.

فيما اعتبر نصرالله، في خطاب متلفز أمس، بثته قناة “الميادين” المقربة من “حزب الله”، أن أي دولة تتجه إلى التطبيع يجب أن تدان ويستنكر عملها.

ووفق نصرالله، فإن التطبيع خارج عن العلاقات والمجاملات السياسية باعتباره طعنًا للمقدسات الإسلامية والمسيحية وتقوية للعدو، بحسب رأيه.