قال أمين عام “حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، إن على الدولة اللبنانية أن تسمح لمن يرغب من “النازحين السوريين” الاتجاه نحو أوروبا، وهذا سيؤدي إلى نتيجة حتمية، وهي أن الدول الأوروبية ستأتي خاضعة إلى بيروت، لتقول ماذا تريدون لإيقاف هذه الهجرة لـ”النازحين”.
وخلال كلمة ألقاها بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، مساء الاثنين 2 من تشرين الأول، حمّل نصر الله الولايات المتحدة مسؤولية “النزوح السوري” إلى لبنان، موضحًا أن لبنان يخلط بين اليد العاملة السورية، و”النازحين” السوريين، وهذا الخلط خاطئ وفق رأيه.
نصر الله اعتبر أن “النزوح السوري الثاني” هو نزوح اقتصادي، بسبب الولايات المتحدة، وقال إنه “بعد الحرب تهافتت الشركات العالمية للاستثمار في سوريا، وكان من الممكن عودة شعبها إليها”، معتبرًا أن فرض واشنطن لقانون “قيصر” و”العقوبات” على النظام السوري، هو ما عرقل عودة اللاجئين.
كما دعا اللبنانيين الذين يشعرون أن “النزوح السوري” يهدد وجود لبنان، والمرجعيات الدينية والسياسية التي لها علاقة متينة مع واشنطن والغرب، لحث الأمريكيين على إلغاء قانون “قيصر” حتى يبقى لبنان، وفق تعبيره.
وأضاف “إذا جرى رفع قانون قيصر وفتح الأبواب أمام الاستثمارات سيعود مئات الآلاف من السوريين إلى بلدهم”.
حضور شبه يومي
يسجل ملف اللاجين السوريين في لبنان (يسميهم نازحين) حضورًا يوميًا أو شبه يومي في تصريحات المسؤولين والتيارات والقوى السياسية اللبنانية، في ظل إعلانات متكررة للجيش اللبناني تتضمن إحباط عمليات “تسلل” لسوريين نحو الأراضي اللبنانية.
وكان وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، قال في لقاء مع جريدة “الجمهورية” أمس الاثنين، إن القرار الدولي تلخص بأن “لا عودة للنازحين” إذ يبقى “النازح” حيث هو، ولن تدفع لهم الدول في حال عادوا، كما أن الأمم المتحدة مازالت تعتبر سوريا دولة غير آمنة.
وأوضح الوزير أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أبلغ الجانب اللبناني في وقت سابق باستعداده لاستقبال النازحين، لكن الأسد أشار خلال لقائه وفدًا لبنانيًا، في شباط الماضي، إلى صعوبة عودتهم في ظل حصولهم على مساعدات خارجية، كما أن قراهم مدمرة ولا يمكن إعادة إعمارها دون توفر دعم عربي ودولي، وفق مانقله بو حبيب عن الأسد.
وخلال مشاركته في مؤتمر “دعم مستقبل سوريا والمنطقة”، صنف وزير الخارجية اللبناني السوريين الموجودين في لبنان ضمن أربع فئات الأولى، هم هاربون بسبب الوضع السياسي، والثانية موجودون في لبنان قبل 2011، بحثًا عن سبل معيشة أفضل، والثالثة، سوريون غادروا سوريا بعد 2011، للنجاة، والفئة الرابعة سوريون يعبرون الحدود بانتظام من وإلى سوريا، لا يمكن احتسابهم في عداد اللاجئين والنازحين، وفق تصنيفه.