“أيها الموت لماذا أخطأتني للمرة الألف، أنا في مرماك أجول الشوارع وحيدًا، أي حياة تافهة تعاقبني بها، في شوراع فارغة إلا من جثث أحبتي، أيها الموت لم نعد نخافك، نحن من يبحث عنك، وتفلت كزئبق من راحتنا”.
هذه الكلمات كانت بوحًا من خالد خليفة في الفيلم القصير “منفي في بيتي”، وفي هذه المرة لم يخطئ الموت الكاتب، إذ توفي خالد مساء السبت، 30 من أيلول.
ونعى فنانون وكتاب الروائي والسيناريست السوري، خالد خليفة، الذي توفي عن عمر 59 عامًا.
الكاتب من مواليد عام 1964، ومن أبناء محافظة حلب، شمالي سوريا، ودرس في جامعتها وحصل على شهادة في القانون عام 1988.
للقارئ والمشاهد
في أرشيف خالد خليفة مؤلفات ورويات تركت حضورًا لا يمحى في الأدب العربي من جهة، وفي حياة القارئ والمشاهد السوري تحديدًا، فإلى جانب الرواية كتب السيناريو لمسلسلات ذاع صيتها وحققت نسبة مشاهدة عالية لدى الجمهور السوري، ومن أبرز رواياته، “لم يصل عليهم أحد”، وصدرت عام 2019، ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2020.
وهناك أيضًا رواية “لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة” الحاصلة على جائزة “نجيب محفوظ” للرواية، ووصلت أيضًا إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، وتدور أحداثها في مدينة حلب، راصدة التغيرات التي تركها انقلاب البعث على الحياة العامة والخاصة.
كما تعكس الرواية الأزمة الطبقية في بين الريف والمدينة، ثم بين قلب مدينتها وهوامشها المتريفة، من خلال فتاة من مدينة حلب تزوجت بريفي هجرها ورحل إلى أمريكا مع سائحة تعرف عليها في محطة القطار، تاركًا زوجته مع أربعة أطفال، بينهم فتاة من ذوي الإعاقة، ماتت بإهمال أمها المتعمد كي لا تحمل عارها في مجتمعها المديني.
ومن أعماله الروائية، “حارس الخديعة”، و”الموت عمل شاق”، و”دفاتر القرباط”.
وإلى جانب الرواية كتب خالد خليفة سيناريوهات عدة مسلسلات، منها، “سيرة آل الجلالي”، ومسلسل “ظل امرأة” الصادر عام 2007، ومسلسل “لعراب- نادي الشرق”، وكتب موسمه الثاني الذي عرض في 2016، بعدما كتب رافي وهبة الموسم الأول، وأخرج الراحل حاتم علي المسلسل بجزأيه.
كما أن للكاتب الراحل توجهًا سياسيًا معارضًا للنظام السوري ومناصرًا للثورة التي اندلعت عام 2011، إذ اعتبر أن ما تعيشه سوريا ثورة، لا “حرب أهلية”.
اقرأ المزيد: سوريا من “كوليرا” الطفولة إلى “كورونا” الشيخوخة