عروة قنواتي
هدف في مرمى الصين قبل أسابيع في اللقاء الودي، حفظ ماء وجه اتحاد الكرة في دمشق أمام قيادته التي أجّلت قرار طرد الاتحاد إلى فترة مقبلة، فانتشى رمضان ورقص أعضاء مجلس الاتحاد وعانقوا كراسيهم. وزقفة وزلغوطة يا حبايب.
مع إنكاره لهذه الرواية التي بات يعلمها القاصي والداني في رياضة البلاد من أرفع شخصية وأكبر ناقد وصولًا إلى بائع “كعك البريوش” على مدرجات الملاعب، فرد صلاح رمضان، رئيس اتحاد الكرة في دمشق، جناحيه بعد الطمأنينة المؤقتة ورضا “المعلم” ليعلن للجماهير أن “هذا ما لدينا واللي عنده أحسن يشرف يستلم محلنا، بتحبو ترضوا باللي موجود أهلًا وسهلًا، ما عجبكم الباب بيفوت جمل”، هذه كانت عناوين رمضان في أحاديثه الإعلامية الأخيرة.
مارك فوته الذي تم طرده قبل أشهر من المنتخب الأولمبي عاد ليكون مستشارًا للاتحاد منذ عدة أيام، والمدرب المصري تامر حسن بقي في عهدة المنتخب الأولمبي، الذي عاش ويعيش وسيعيش انتكاسات تتلوها انتكاسات في كل التصفيات والبطولات التي سيخوضها بعهد هذا الاتحاد وهذه المنظومة الرياضية في دمشق. ما علينا.
هيكتور كوبر لم يهرب بعد وما زال متمسكًا بمكانه مع بقاء 100 يوم تقريبًا على انطلاق أمم آسيا في الدوحة بمجموعة تضم منتخب النظام إلى جانب اليابان وأوزبكستان والهند. كوبر الذي لن يستطع تقديم ما يملكه من فكر كروي لمجموعة غائبة عن كرة القدم منذ 30 عامًا، فما بالكم بسنوات الثورة والحرب والفوارق التي باتت واضحة حتى مع المنتخب اللبناني والأردني والفلسطيني. كوبر الذي لن يستطع أن يأتي بالمحترفين الذين أشار إليهم وستكون التشكيلة المتاحة أمامه بمن حضر، وقد يتم الاشتباك بالأيدي بين اللاعبين أمامه من أجل شارة القيادة كما حدث في البطولة الماضية وفي عديد من المواجهات الودية.
منتخب المحليين الذي يعتقد السيد صلاح رمضان بأنه سيخرج الزير من البير بإحياء هذا المشروع لأول مرة في البلاد بعد أن ظهرت التسمية في عديد من القارات منذ أكثر من 25 عامًا، سيكون حبيس الإحياء والوفاة بعد فترة من الزمن، لأن المشروع مرهق وبحاجة إلى صرف وتكاليف إضافية ومعسكرات ومواجهات، وستبقى الفوارق ظاهرة مع اللاعبين المحترفين في حال وجودهم ضمن أي مناسبة أو بطولة أو مشاركة نص كم.
رمضان لن يعتذر إلى الجمهور وإلى الناس، لأنه من الناس كما قال، ولأنه يعمل للوطن، وأنا هنا أذكره كي لا ينسى بأنه يعمل لأجل الوطن ولأجل من عيّنه مسؤولًا في الوطن كونه جنديًا على مكتبه الذي يختصر فيه كل الوطن كرمى لعيون سيدة الياسمين وسيد الوطن. يا لها من شعارات براقة يقتات عليها من هم في مستوى صلاح رمضان ومجلس إدارته دون حياء. قبل عام ونصف كان يخطب في وسائل الإعلام عن أفق ومشاريع التعاون والتطوير مع البرازيل وأمريكا الجنوبية والسعودية وكوريا الجنوبية وقطر، ويا ويلااااااه على الكم الهائل من المشاريع التي تحدث بها، ليرسو المركب المحطم من تلاطم الأمواج على فوته وتامر حسن ومنتخب بلاعبين محليين، وعمار عوض بدو 30 ألف دولار والعفش إذا ما أجا بيشتغل فيها، وإذا مشينا نحنا منشتغل فيه. صريح وواضح ولماح ومقتنع بكل ما تم حقنه به لقيادة المركب المحطم، لتمشي مرحلة مؤقتة جديدة كان هدف الكروما فيها سيد الموقف لإبقاء هؤلاء على كراسيهم.
سأختم بتصريحات سريعة للاعب منتخب سوريا سابقًا جورج خوري، ولا أدري إن كان قد ألقى بسهام كلامه من الجعبة حرقة قلب أم مزاودة لأنه دون مهمة، قال خوري قبل يومين: “إن جميع المدربين القائمين على المشروع يعملون بالواسطة وغير مؤهلين لتطوير كرة القدم، وإنه لا بد من تطوير الملاعب وتطوير الدوري وتغيير طريقة التفكير المعتمدة من اتحاد كرة القدم حتى نصل إلى منتخبات متطورة”.
وأضاف: “مدينة حمص تعاني إهمالًا كبيرًا من حيث الملاعب، إذ لا يوجد ملعب لتدريب الفئات سوى ملعب منشأة البعث الغني عن التعريف، إذ إن أرضيته لا تصلح لسباق الخيل، ويتدرب عليها بنفس اليوم جميع فئات أندية حمص من أشبال وناشئين وشباب وأولمبي، وتُلعب عليه مباريات دوري الشباب والناشئين والأشبال والأولمبي ودوري الدرجة الأولى والثانية. كيف ستتطور الكرة وهل تقوم المشاريع دون مقومات النجاح؟”.
الخوري أفرغ جعبته قدحًا ورمضان تعالى على الناس والجماهير وأثنى على كوادره مدحًا، والأيام المقبلة ستثبت من ينتصر في حوار الطرشان هذا ومن هو الأكثر ردحًا، في بلاد عاثت فيها منظومة أمنية عسكرية رياضية فسادًا وتعتيمًا وظلمًا، وأثخنت في صالاتها وملاعبها وكوادرها وجماهيرها وهويتها الوطنية قتلًا وذبحًا.