انتهى مؤخرًا عرض المسلسل القصير المشترك “الغريب” عبر منصة “شاهد”، بعد اختتام عرض 12 حلقة، الخميس الماضي.
ورغم البداية المبشرة التي قدمها العمل على مستوى البطولة التي تقاسمها كل من بسام كوسا وفرح بسيسو، دخل العمل في مسار مختلف بعد انتقال الأحداث من سوريا إلى لبنان، دون أن يخلو من إطالة بلا معنى توحي بدفع العمل بالقوة لإكمال 12 حلقة.
وتدور أحداث المسلسل حول قاضٍ يتبع إلى حد بعيد القانون في حياته، داخل وخارج المحكمة، قبل أن تنقلب حياته رأسًا على عقب، بعد حدوث مشكلة تؤثر على عمله وحياته، ومستقبل العائلة ككل.
الابن البكر للقاضي يرتكب جريمة قتل غير عمد يذهب ضحيتها ابن أحد كبار المتنفذين في السلطة في سوريا، وقبل وصول القاضي وابنه إلى فرع الشرطة ليقدم الشاب إفادته، يتعرض متهم آخر بالجريمة لإطلاق نار، ما يدفع الأب للهرب بابنه وعائلته إلى خارج سوريا، وتحديدًا إلى لبنان، استنادًا إلى نصيحة صديق قديم.
ما يثبته أو يعترف به العمل فعلًا هو غياب مظاهر الدولة وسلطة القانون في كل من سوريا ولبنان، دون نجاة من رسائل يمكن فهمها ببعد سياسي، وتحديدًا فيما يتعلق بمحاربة القضاء في سوريا للمخدرات، بمعزل عن الإحباط العربي من تفاقم محاولات التهريب من سوريا خلال الأشهر الماضية.
بلا رسائل
لا خلاصات أو عبر أو رسائل أو ترميز يقدمه المسلسل، ولا نهاية موفقة، كما يغيب الحوار تقريبًا عن العمل كلل، ليقتصر الحديث على تفاصيل الحياة اليومية، دون أي حالة عاطفية أو وجدانية تقريبًا تجمع الرجل بزوجته أو ابنه، أو ابنته، أو حتى بين حبيبين، ما يفقد العمل أي جرعة عاطفية مأمولة من المشاهدة.
في الوقت نفسه، تفقتر الكثير من المشاهد لعنصر الإقناع أو محاولته على الأقل، ومن هذه المشاهد محاكمة “البيروتي” وهو رجل واسع النفوذ في لبنان مرّ العمل بالكامل دون ذكر اسمه الصريح، يمر بمحاكمة عويصة وتنتهي دون مرور بقاعة محكمة أو حضور بشري يوحي على الأقل أن المكان محكمة، في ظل غياب أي معالم تثبت هذه الفرضية.
“الغريب” من تأليف لانا الجندي ولبنى حداد، وإخراج صوفي بطرس، التي تعاونت مع بسام كوسا سابقًا، وقدمته في وقت سابق، بطلًا لفيلمها “محبس” الذي يعكس حالة عدم الانسجام بين الشعبين، السوري واللبناني، على خلفية التدخل العسكري السوري في لبنان أيام الحرب الأهلية اللبنانية، وبقاء “الجيش السوري” في لبنان إلى ما بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري.