تنتشر السيارات الحديثة بمختلف أنواعها في مناطق شمال غربي سوريا، وتلقى إقبالًا من سكان المنطقة بسبب أسعارها المنافسة مقارنة بمناطق السيطرة الأخرى.
تُستورد السيارات من خلال شركاء للمستورين في دول الخليج العربي أو الدول الأوروبية التي تأتي منها السيارات، وتدخل إلى المنطقة عن طريق معبر “باب الهوى” و”باب السلامة” الحدوديين مع تركيا.
آلية إدخال السيارات
صاحب إحدى شركات التخليص الجمركي في إدلب أسعد أبو يزن (48 عامًا)، أوضح لعنب بلدي آلية إدخال السيارات، وذكر أنها تدخل من خلال المعبر بإذن تحصل عليه الشركة المخلصة من الحكومة التركية خاص بدخول كل شحنة بحسب المواصفات المذكورة، وتكلفته 1700 دولار أمريكي للسيارة الواحدة من البلد الأساسي إلى البلد المستورد، أي ما يعادل نحو 24 مليون ليرة سورية، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص برصد حركة العملات الأجنبية.
ثم تدخل السيارات مرحلة التخليص الجمركي في المعبر، بحسب أسعد، وتجري من خلالها مراجعة شحنة الاستيراد أو التصدير وتخليصها من مكتب الجمارك ودفع جمركة السيارات للمعبر، ومن ثم تنقل إلى المنطقة الحرة في سرمدا خلال مدة أقصاها يوم واحد.
تواصلت عنب بلدي مع حكومة “الإنقاذ” العاملة في المنطقة للاستفسار حول آلية إدخال السيارات الأوروبية والإجراءات المتبعة والإحصائيات لعدد السيارات التي تدخل إلى المنطقة لكنها لم تتلق أي رد حتى إعداد هذه المادة.
وبحسب أسعد أبو يزن، لا توجد صعوبات تُذكر في آلية إدخال السيارات إلا في حال عدم تطابق المواصفات مع الفواتير.
وقال إن شحنات السيارات تدخل بشكل يومي إلى المنطقة وخاصة المستوردة من كوريا، أما بالنسبة للجمركة في إدلب فلا تتجاوز الـ80 دولارًا بين تنمير السيارة و”الفراغ”.
محمد يحيى (32 عامًا) أحد مستوردي السيارات ويقيم في إدلب، قال إن هذه السيارات تستورد من عدة دول أوروبية أبرزها اليونان أو من دول الخليج العربي.
وأوضح أن أسعار السيارات منطقية مقارنة بالأسعار في مناطق سيطرة النظام التي تفرض جمركة عالية على السيارات بمختلف أنواعها، فعلى سبيل المثال سيارة من نوع “كيا ريو” يبلغ سعرها في إدلب 3000 دولار، أما في مناطق النظام فقد تصل إلى 15 ألف دولار.
وذكر أن أكثر السيارات المرغوبة هي الكورية، لتوفر قطع التبديل لها، كما أن اليد العاملة أصبحت تتعامل مع صيانة هذا النوع بشكل أسهل، ومعظم قطع السيارات باتت متوفرة في المنطقة، حيث تستورد قطع جديدة أو مستعملة.
و بحسب محمد، يتراوح سعر السيارات الحديثة ما بين 3000 و5000 دولار من الفئة المتوسطة، فيما تترواح السيارات الفخمة بين 6000 و13 ألف دولار.
كما توجد في المنطقة سيارات بسعر أعلى ولكنها قليلة جدًا في المنطقة، ومنها السيارة الكهربائية الحديثة التي يصل سعرها إلى 30 ألف دولار، ولم يُستورد منها إلا عدد قليل بسبب قلة الإقبال عليها، إذ يتخوف المشترون من حدوث أي عطل فيها فلا قطع تبديل لها ولا يد عاملة لإصلاحها، ويقتصر راغبوها على الأشخاص المقتدرين ماليًا، لتكون سيارة مخصصة للرفاهية، وفقًا لمحمد.
ضرورة وليست رفاهية
“امتلاك السيارة ضرورة وليس رفاهية لأسباب عدة، منها المسافات البعيدة والنزوح المتكرر إذ تكون السيارة خير عون”، هذا ما قاله عبد الله قاق (36 عامًا) أحد سكان ريف إدلب في حديثه لعنب بلدي.
ويمتلك عبد الله سيارة أوروبية من نوع “سنتافي” موديل 2002 بسعر 2500 دولار، واعتبر هذا المبلغ “قليلًا” بالنسبة لسيارة من هذا النوع، إلا أنه مبلغ ليس بالقليل مقارنة بدخل الفرد الذي لا يتجاوز خمسة دولارات في اليوم الواحد بمناطق شمال غربي سوريا، وفق رأيه.
وقال ظافر العزي (42 عامًا) لعنب بلدي، إن السيارة من أساسيات الحياة في هذه المناطق، ولكن عندما يرتفع ثمنها تعد رفاهية.
وأشار إلى ارتفاع أسعار الوقود الذي يأتي من مصدرين، الأول من شرق الفرات أو “الحراقات” المحلية وتكلفته منخفضة، ولكن المشكلة في جودته إذ يسبب أعطالًا في السيارات مع الوقت.
والثاني يعرف بالأوروبي، ويدخل من تركيا إلى مناطق شمال غربي سوريا، وسعره ضعف النوع الأول بسبب “جودته”، بحسب ظافر.
تباع المحروقات في مناطق شمال غربي بالعملة المتداولة وهي الليرة التركية، ويبلغ سعر ليتر البنزين المستورد من تركيا 34 ليرة، وليتر المازوت “نوع أول” (مستورد من تركيا) 30 ليرة، والمازوت السوري (محسّن) 19 ليرة.
–