يشكو عمال الزراعة في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة من تدني أجورهم وعدم كفايتها، حيث لا تتجاوز الدولارين لليوم الواحد (ما يعادل 30 ألف ليرة سورية، أو 50 ليرة تركية).
وتعد أجور العمال متدنية أمام قائمة احتياجات عائلاتهم، وتركت آثارها على مستوى معيشتهم وجعلتهم يقتصدون في أساسيات عدة، إذ تعتمد رأس العين بشكل رئيس على قطاع واحد هو الزراعة، ما يضيق مجالات العمل، ويحد من توفر وظائف متنوعة للسكان.
دولاران.. ساعات طويلة ومرهقة
عدي شحود يعمل في مجال الزراعة منذ عشر سنوات، غير راضٍ عن أجرته اليومية في رأس العين، إذ يعمل لأكثر من 12 ساعة يوميًا، وقال إنه لا يمكنه توفير الغذاء الكافي لأسرته المؤلفة من خمسة أفراد.
ولا تتجاوز أجرة الشاب 30 ألف ليرة سورية، وهذا لا يكفي حتى لسد احتياجات شخص واحد من عائلته باليوم حسب قوله، كما لا توجد أعمال ثانية لتحسين الدخل، فالمنطقة تعتمد على الزراعة وتربية المواشي.
مروان الياسين من رأس العين ويعمل في الزراعة، قال إن العمل الزراعي مرهق ويستغرق ساعات طويلة، معتبرًا أن الأجور زهيدة ولا تتناسب مع الجهد، إذ لا تزيد أجرته اليومية على 24 ألف ليرة سورية (1.3 دولار).
ولفت مروان إلى أن المشكلة تكمن بغياب وجود جهة تحدد أجور العمال وتدعو إلى تحسين ظروفهم أو تدعم حقوقهم، سواء من جهات رسمية أو منظمات مدنية.
زينب محمد، تعمل في الزراعة وتحصل على أجر يومي يبلغ 28 ألف ليرة سورية (ما يقارب الدولارين)، قالت إن المبلغ منخفض لا يلبي احتياجات أساسية مثل الطعام والسكن والرعاية الصحية.
وذكرت لعنب بلدي أن العمل ساعات طويلة تحت أشعة الشمس سبب لها مرضًا جلديًا مزمنًا، لافتة إلى أنها مضطرة للعمل وزوجها من أجل تأمين الاحتياجات الأساسية وهي الطعام والشراب.
اجتماعات لا ترفع الأجور
المتحدث باسم المجلس المحلي في رأس العين، زياد موسى ملكي، قال لعنب بلدي إن مشكلة عمال الزارعة ليست جديدة، بل قائمة منذ فترة طويلة في المنطقة، بدءًا من سيطرة النظام السوري وحتى سيطرة “الجيش الوطني السوري”.
وذكر أن المجلس المحلي يعمل على التنسيق مع مكتب الزراعة للتواصل مع المزارعين والعمال، وينظم اجتماعات دورية معهم بهدف إيجاد حلول جذرية.
وأضاف أنه من خلال هذه الاجتماعات سيتم وضع قوانين لتحديد الأجور بشكل مناسب للعمال وضمان توفير حياة كريمة لهم.
ويصل عدد السكان في رأس العين إلى نحو 115 ألف شخص، عدد المهجرين منهم 6500 شخص، وفق إحصائيات أجراها “مركز الخدمات الاجتماعية” في المدينة وحصلت عليها عنب بلدي.
وتعد تربية المواشي إلى جانب الزراعة من المهن الأساسية التي يعمل بها أغلبية سكان منطقة رأس العين والمناطق الشمالية والشمال الشرقي في سوريا، وهي تشكّل مصدرًا رئيسًا للدخل في هذه المناطق.
وتدير تركيا مدينتي رأس العين وتل أبيض شمالي سوريا، وتُدار المؤسسات الخدمية فيها عبر مركز ولاية أورفا التركية، ويشرف المجلس المحلي في المدينة على تنفيذ المشاريع الخدمية التي تعتبر خجولة مقارنة بتلك التي تنفذ شمالي محافظة حلب.
وتقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني” المدعوم تركيًا، بينما تحيط بهما جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.
–