مع كل جيل من تقنيات الاتصالات، يتغير تركيز الشبكة، إذ تركزت عصور الجيل الثاني والثالث على التواصل بين البشر من خلال الصوت والكتابة، بينما اتجهت شبكة الجيل الرابع نحو الاستهلاك الهائل للبيانات، وبينما ساعد عصر الجيل الخامس على ربط الإنترنت مع أنظمة الأتمتة الصناعية، يُتوقع أن تجلب تقنيات الجيل السادس المقبل سرعات عالية تغني عن الحاجة إلى انتظار تنزيل أي كمية من البيانات.
وستعمل هذه الشبكات في عصر الجيل السادس (6G) على دمج أنظمة المعرفة الذكية مع القدرات الحسابية لجعل أعمال البشر أكثر كفاءة، وإعادة تعريف كيفية عيشنا وعملنا ورعايتنا لكوكبنا.
مدير التكنولوجيا لدى شركة “نوكيا”، ماركوس ويلدون، قال، إن “شبكات الجيل السادس تجلب تجربة الحاسة السادسة للإنسان والآلات، حيث تلتقي البيولوجيا بالذكاء الاصطناعي”.
ويعد الحديث عن انتشار الجيل السادس مبكرًا، إذ ما زالت شبكات الجيل الخامس (5G) تنتشر في جميع أنحاء العالم، كما أن هناك عديدًا من المناطق في العالم لا تزال تستخدم شبكات الجيل الرابع (4G) والجيل الثالث (3G).
بدأ مشغلو شبكات الهاتف الذكي المحمول في الصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة بطرح شبكات “5G” في عام 2019، لكن حتى الآن لم ينتشر بين المستهلكين، إذ يستخدم شخص واحد فقط من كل سبعة أشخاص حول العالم اليوم هاتفًا ذكيًا يدعم تقنية “5G”، وفقًا لشركة “Strategy Analytics”.
متى تصل؟
نظرًا إلى عدم تحديد معايير “6G”، لا توجد فكرة واضحة حاليًا عن الشكل الذي ستبدو عليه التكنولوجيا.
ويتوقع خبراء مثل رئيس التكنولوجيا في شركة “بريتيش تيليكوم” البريطانية، أن شبكة الجيل السادس ستوفر الأمن السيبراني المعزز لشبكة الهاتف المحمول، بالإضافة إلى مزيد من ميزات الذكاء الاصطناعي.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “نوكيا”، بيكا لوندمارك، إن “شبكة (6G) ستعمل كمستشعر كبير واحد، يمكنه اكتشاف حجم وسرعة واتجاه جسم متحرك، بحيث تساعد هذه الميزة في إنشاء مصانع آلية وحتى مركبات ذاتية القيادة”.
تظهر معايير شبكات الاتصالات الحديثة كل عقد، فيما يتوقع عديد من المديرين التنفيذيين لكبرى الشركات التقنية، بمن فيهم رئيس شركة “نوكيا”، أن تطرح تقنية “6G” عام 2030.
وزارة تكنولوجيا المعلومات في كوريا الجنوبية تخطط لإطلاق شبكة الجيل السادس بحلول عام 2028.
وأنشأت اليابان صندوقًا بقيمة 450 مليون دولار لأبحاث الجيل السادس، إذ تخطط لإطلاق تقنية “6G” بحلول عام 2030.