رأس العين – حسين شعبو
يعاني مربو المواشي في منطقة رأس العين، شمال غربي الحسكة، ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية ونقصها، ما يهدد الثروة الحيوانية في المنطقة ويكبد المربين خسائر فادحة في حال الاستمرار بالعمل أو حتى في حالة بيع مواشيهم.
وتقع المنطقة بين الحدود التركية ومناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، ولا توجد معابر رسمية بينهما، وتفرض “قسد” حصارًا على المنطقة، كما أنها تفرض مع النظام السوري “إتاوات” على المواد الداخلة ومنها الأدوية البيطرية.
أدوية شحيحة وغالية
ماجد البدراني، مربي أغنام في رأس العين، قال لعنب بلدي، إن أغنامه تحتاج إلى الأدوية البيطرية بشكل دائم، وخاصة أدوية التسمم ودودة الكبد التي تصيبها، لافتًا إلى أن الأدوية قليلة جدًا وبأسعار خيالية.
أوضح ماجد أن سعر حقنة التسمم في حال توفرت يبلغ 60 ألف ليرة سورية، مشيرًا إلى أنه يملك 120 رأسًا من الأغنام، وسيضطر في ظل هذه الظروف إلى بيع نصفها للحفاظ على البقية.
من جهته، قال سلطان الجراد، وهو مربي مواشٍ آخر من رأس العين، إن النقص في الأدوية البيطرية يهدد مربي المواشي بالإفلاس، إذ يضطرون إلى شراء الأدوية بأسعار مرتفعة، وفي بعض الأحيان لا يجدونها، وبعضها يتبين بعد شرائه أحيانًا أنه فاسد ومنتهي الصلاحية، مضيفًا أنه اضطر إلى بيع 30 أصل 70 رأس غنم كانت لديه.
“إتاوات وتزوير صلاحية”
الطبيب البيطري في رأس العين حسين إبراهيم، قال لعنب بلدي، إن المنطقة تعاني بشكل مستمر نقص الأدوية البيطرية وارتفاع أسعارها، وهذا يرجع بشكل أساسي إلى “الإتاوات” التي يفرضها النظام و”قسد” على الأدوية الداخلة إلى المنطقة.
وذكر أن هذه “الإتاوات” وصلت إلى 50% من سعر الدواء الأصلي، ما يرفع أسعار الأدوية بشكل كبير ويجعلها غير ميسرة لمربي الثروة الحيوانية.
وعن وجود أدوية منتهية الصلاحية في المنطقة، قال الطبيب، “نواجه أيضًا تحديًا آخر، وهو وصول أدوية بيطرية منتهية الصلاحية إلى رأس العين، إذ يتم تغيير تواريخ انتهاء الصلاحية لبعض هذه الأدوية في الرقة قبل وصولها، ما يعرض صحة الحيوانات للخطر”.
وأوضح إبراهيم أن أبرز الأدوية شبه المفقودة هي لقاحات الأبقار الصناعية، لافتًا إلى أن الأبقار تفتقد وسيلة مهمة للتكاثر، وأن نقص الأدوية الأساسية أدى إلى انخفاض حاد في عدد الأبقار، إذ كان يوجد في المنطقة نحو 2000 بقرة قبل عام، لكن هذا العدد انخفض إلى 1150 بقرة حاليًا.
وعود بتأمين الدواء التركي
رئيس مكتب الزراعة في المجلس المحلي برأس العين، عمر حمود، قال لعنب بلدي، إن عدد الأغنام في المنطقة يبلغ حوالي 130 ألف رأس، بالإضافة إلى 1150 رأسًا من الأبقار، لافتًا إلى أن السبب الرئيس لانقطاع الأدوية البيطرية هو عدم وجود طرق تجارية رسمية بين المنطقة والمناطق المتاخمة لها الواقعة تحت سيطرة “قسد” والنظام السوري.
وذكر حمود أن المزارعين في المنطقة يعتمدون على طرق غير رسمية (تهريب) لإيصال الأدوية البيطرية إلى المنطقة، وتأتي بأسعار مرتفعة وغالبًا ما تكون فاسدة.
وتابع أن مديرية الزراعة في رأس العين تتواصل مع الجانب التركي لتأمين الأدوية البيطرية التركية، “بهدف الحفاظ على ما تبقى من الثروة الحيوانية في منطقتنا”، وفق حمود.
وتكبدت الثروة الحيوانية والزراعية في رأس العين خسائر كبيرة نتيجة الجفاف الذي ضرب المنطقة في العامين السابقين، وتشير تقديرات حمود إلى أن عدد الأغنام النافقة بلغ نحو 100 ألف رأس، كما تصحرت أجزاء من الأراضي الزراعية، وجفت آبار الري، وفق حمود.
وتعد الزراعة وتربية المواشي نشاطين اقتصاديين يعتمد عليهما السكان بشكل أساسي في المنطقة.