حمّل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ما قال إنه “تدخل القوى الخارجية” مسؤولية عدم حل القضية السورية.
وفي مقابلة مع تلفزيون الصين المركزي، عرضت مساء الجمعة، 29 من أيلول، قال الأسد “لو أبعدنا هذا التدخل الخارجي، فالمشكلة السورية التي تبدو معقدة هي ليست كذلك، يمكن أن تحل في أشهر قليلة، وليس في سنوات”.
وردًا على سؤال حول النقص الحاد في الطاقة الكهربائية ضمن مناطق سيطرته، اعتبر الأسد أن مناطق شمال شرقي سوريا “التي يحتلها الإرهابيون هي نفسها التي يشرف عليها الأمريكي”، معتبرًا أن “القضية ليست فقط سرقة، وإنما شراكة مع الإرهابيين في تقاسم الأرباح”، وفق تعبيره.
“نحن كنا دولة تصّدر القمح، الآن لا يوجد لدينا إلا القليل من القمح، لا يوجد لدينا كهرباء، كيف يمكن أن يكون هناك حياة من دون كهرباء، طبعًا لدينا أقل بكثير من الحد الأدنى للحياة ولكن هذا لا يكفي”، أضاف الأسد.
وخلال المقابلة التي امتدت لنحو 23 دقيقة وشملت 17 سؤالًا، وفي معرض الحديث عن الوضع الحالي لسوريا، اعتبر الأسد أن المشكلة الآن بالنسبة للسوريين هي مشكلة معاشية، بالنسبة للوضع الاقتصادي، وأن المعاناة تزداد.
تحديات مرتبطة بـ”الحرب”
كما أشار إلى وجود تحدي داخلي مرتبط بـ”الحرب والحصار”، وخارجي مرتبط بالوضع الاقتصادي العالمي، وآثار كورونا، والحرب في أوكرانيا، معتبرًا أن كل هذه الأشياء أدت إلى ارتفاع الأسعار يضاف إليها ارتفاع الفائدة على الدولار، معتبرًا أن الوصفة لهذه الحالة لكل الدول، الانتقال من التعامل بالدولار إلى العملات الأخرى.
الأسد اعتبر أن الحرب في سوريا لم تنته، “ما زلنا في قلب الحرب حاليًا”، وأن المنطقة تواجه حاليًا نوعين من الخطر، “الليبرالية الحديثة الغربية” و”خطر التطرف”.
كما أثنى على المصالحة السعودية- الإيرانية، واعتبرها “مفاجأة جميلة جدًا”، وامتدح دور الصين ومبادراتها الاقتصادية، وأحدثها “الحزام والطريق”، معتبرًا أنه لا يمكن فصلها عن المبادرات الصينية الأخرى، كمبادرة الحضارة العالمية والتنمية العالمية والأمن العالمي، وأن “الحزام والطريق” هي التطبيق الأهم بالنسبة لهذه المبادرة.
ولم تتطرق المقابلة من خلال الأسئلة التي تضمنتها، للعلاقات العربية مع النظام السوري، ومسألة التقارب مع تركيا، والاحتجاجات في الجنوب السوري، كما تجاهلت التوترات الأمنية في شمال شرقي سوريا، وعلى الحدود البرية الفاصلة بين العراق وسوريا والتحركات الأمريكية في هذا الإطار، ليطغى عليها جزئيًا البعد الاقتصادي.
وكان الأسد زار الصين في 21 من أيلول، واستمرت الزيارة عدة أيام أجرى خلالها جولة سياحية والتقى الرئيس الصيني، وشارك في حضور دورة الألعاب الآسيوية.