أصدرت “القيادة العامة” في قوات النظام السوري تعميمًا تضمن ستة توجيهات، ردًا على عمليات التسلسل التي تجري على نقاطها العسكرية قرب خطوط التماس مع مناطق سيطرة المعارضة.
وتضمن التعميم الموقّع من رئيس هيئة الأركان العامة، العماد عبد الكريم محمود إبراهيم، وحصلت عنب بلدي على نسخة منه اليوم الجمعة 29 من أيلول، أن “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة لاحظت ازدياد عمليات التسلل والأعمال الإيذائية للمجموعات الإرهابية على بعض النقاط والمواقع القتالية للتشكيلات والقطعات التي تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للمقاتلين من خلال تنفيذها عمليات خاطفة وسريعة وإيقاع ما أمكن من الخسائر البشرية والمادية في تلك النقاط والمواقع وإظهار هذه العمليات إعلاميًا بهدف دب الذعر في نفوس العسكريين خلال تنفيذ المناوبة القتالية في النقاط والمواقع القتالية من قبل الوحدات الصغرى”.
ولـ”منع هذه المجموعات الإرهابية من تحقيق أهدافها”، فإن “القيادة” تهيب بكافة قادة الجحافل والتشكيلات والقطعات تنفيذ الآتي:
إعادة النظر في نظام الرصد
طلب التعميم إعادة النظر في نظام الرصد والمناوبة المعمول به في جميع النقاط والمواقع القتالية وفي مقرات القيادة والمستودعات.
ففي ظل اعتماد من وصفها التعميم بـ”المجموعات الإرهابية” في عملياتها بعد تحديد الغرض المراد مهاجمته على تنفيذ عملية رصد دقيقة له بمختلف أنواع الرصد بما في ذلك الرصد الجوي بالمسيرات، وتجديد محاور للتقرب والتسلل إليه بمجموعة صغيرة (من ثلاثة إلى خمسة عناصر)، مستغلة خللًا ما في عملية الرصد والمناوبة القتالية لعناصر النقطة أو الموقع، ومباغتة عناصره من مسافة أمتار قليلة مستخدمة الأسلحة الفردية الخفيفة (بنادق مزودة بكواتم للصوت بشكل رئيسي) وبحوزتها كميات من العبوات المتفجرة محلية الصنع، مجهزة بمؤقتات زمنية، خلال فترة زمنية لا تزيد عن خمس إلى عشر دقائق.
ما يحول عن عدم إمكانية دعم الأعمال القتالية للنقطة بأي واسطة تأثير من خارج النقطة، بسبب التماس الذي يحدثه المهاجمون داخل النقطة، وفي محيطها القريب، الأمر الذي يستوجب على عناصر النقطة خوض معركة مستقلة بقوى ووسائط النقطة ذاتها لتدمير المجموعة المتسللة ريثما يتاح لباقي المستويات التدخل والمؤازرة.
تدريب حديثي الخدمة
جاء في التعميم، أنه بما أن قادة النقاط والمواقع القتالية هم من الضباط حديثي الخدمة، يجب على كل تشكيل (لواء، فوج) وضع خطة تتضمن نظام الرصد والمناوبة القتالية في النقاط والمواقع القتالية ونظام القيادة من قبل قائد النقطة (الموقع) بدءًا من الحد الأمامي وحتى عمق ترتيب قتال التشكيل.
سيقوم على تنفيذ الخطة أركانات التشكيل (رؤوساء أقسام، قادة كتائب، رؤوساء أركان كتائب) وذلك بدخولهم إلى هذه النقاط وتدريب قائد وعناصر النقطة على كيفية تنفيذ الرصد المستمر، ونظام المناوبة القتالية للقوى والوسائط داخل النقطة ونظام القيادة من قبل قائد النقطة وعناصره على تنفيذ مهامهم بنجاح، مهما احتاج ذلك من زمن ومتابعة تفقد واختبار جاهزية هذه النقاط بشكل دائم ومستمر نهارًا وليلًا.
تقسيم لقطاعات
تضمن الإجراء الثالث، تقسيم نطاقات المسؤولية إلى قطاعات وتحديد قائد لكل قطاع وغرفة عمليات له، تتواجد فيها مجموعة عملياتية لديها كل ما يلزم لقيادة القطاع ويرتبط بها كافة النقاط الموجودة في القطاع، ويوجد اتصال دائم مع كافة النقاط ضمن القطاع، واعتبار قائد هذا القطاع مسؤول مسؤولية مباشرة عن تفقد وجاهزية هذه النقاط وقيادة الأعمال القتالية فيها.
حد أمامي
لفت التعميم، إلى اعتبار جميع النقاط والمواقع القتالية الحالية بما فيها المنفردة أو المتقدمة بمثابة حد أمامي للدفاع، يجب الاستمرار في تجهيزه وتحصينه هندسيًا وتجهيز محاور إمداد وإخلاء آمنة إليها وتفقد وزراعة حقول ألغام جديدة على عدة صفوف في محيطها ودفع كمائن بشكل سري خارج هذه النقاط، تستطيع مفاجأة المجموعات المتسللة من خارج النقطة.
وبحسب توصيف التعميم، تركز “المجموعات الإرهابية” نيران أسلحتها على النقطة المراد مهاجمتها، ما يتيح لهذه الكمائن التصدي للمجموعات الإرهابية المتسللة وتدميرها وأسرها مع ضرورة التبديل الدوري لأماكن هذه الكمائن وبالاستفادة فقط من خصائص الأرض المحيطة كي لا يتم كشفها؟
شكل وأسلوب عمل الآخر
تضمن الإجراء الخامس، الطلب من جميع القادة شرح وتوضيح شكل وأسلوب عمل “المجموعات الإرهابية”، الذي تعتمده حاليًا وإفهام قادة المواقع والنقاط القتالية بأن التهاون في تنفيذ الرصد والمناوبة القتالية ضمن الموقع سيسمح لهذه المجموعات باستغلال ذلك ومهاجمة النقطة وسيكون ثمن ذلك “حياة القائد وحياة مرؤوسيه”.
لباس كامل
ألزم التعميم جميع الوحدات المناوبة بضرورة تنفيذ مهام الرصد والمناوبة بلباس ميدان كامل خاصة (الخوذة، الدرع) وذلك لتفادي رميات المجموعات خاصة عمليات القنص.
وختم التعميم، بالطلب من جميع القادة وعلى مختلف المستويات التقيد التام بتنفيذ مضمون هذا التعميم، واتخاذ الإجراءات والتدابير الهادفة إلى المحافظة على الجاهزية القتالية للقوات، إذ ستعتبر الخطط التي يضعها القادة لتنفيذ مضمون هذا التعميم من الوثائق التي سيتم التفتيش عليها من خلال الجولات التي تجريها “القيادة العامة للجيش”، وسيتعرض القادة الذين يحصل في نطاق وقطاع مسؤولياتهم أي خلل أمني أو عسكري للمحاسبة والمساءلة القانونية.
يأتي التعميم في وقت تشهد فيه محاور ريف إدلب الجنوبي وريف اللاذقية توترات عسكرية وقصفًا متبادلًا بين قوات النظام و”هيئة تحرير الشام”، وسط غارات جوية روسية زادت وتيرتها خلال الأسبوع الأول من أيلول الحالي.
اقرأ أيضًا: محللون يصفون التصعيد بطوق نجاة.. الملاجة ترهق النظام في إدلب
وتنشط العمليات “الانغماسية” ضد قوات النظام التي تنفذها “هيئة تحرير الشام” أو فصائل أخرى منضوية معها في غرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تدير العمليات العسكرية في محافظة إدلب وجزء من ريف حلب الغربي وريف اللاذقية، وسهل الغاب شمال غربي حماة.