بيدرسون: عوامل تجعل الحل في سوريا بعيد المنال
قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، غير بيدرسون، أمام مجلس الأمن الدولي، إن “الحل الشامل للصراع السوري مازال بعيد المنال”، مشيرًا إلى انعدام الثقة وتباعد المواقف.
وأضاف بيدرسون في إحاطته مساء الأربعاء 27 من أيلول، لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في سوريا، أن “الفجوات في الإرادة السياسية، وتباعد المواقف الجوهرية للأطراف، وانعدام الثقة العميق، والمناخ الدولي كلها عوامل تسهم في ذلك الجمود”.
وأكد بيدرسون أن هناك حاجة إلى أن تبدأ العملية السياسية في “تحقيق نتائج على أرض الواقع وإعطاء الأمل”.
وبينما تزداد الدعوات لتهيئة الظروف لعودة النازحين واللاجئين السوريين “طوعًا وبأمن وكرامة… مازال المدنيون يقتلون ويجرحون من جراء العنف، كما نزح عشرات الآلاف الشهر الماضي”، وفق المسؤول الأممي.
وتطرق بيدرسون إلى حوادث العنف والاشتباكات التي شهدتها شمال شرقي سوريا في الفترة الماضية والقصف على الشمال الغربي، والقصف الإسرائيلي والأردني لبعض المناطق، واصفًا إياها ببعض “أخطر التهديدات” للهدوء النسبي السائد منذ عام 2020.
وتحدث المبعوث الأممي عن استمرار الاحتجاجات في محافظة السويداء لأكثر من شهر، معلقًا بأنها “شواهد جديدة للإحباط الشعبي في سوريا”، حيث رفع فيها المشاركون مظالم ومطالب اقتصادية واجتماعية وسياسية.
وحث على ضرورة احترام الحق في الاحتجاج السلمي في جميع مناطق سوريا، وضرورة أن تظل الاحتجاجات سلمية، وإنهاء جميع أعمال العنف ضد المدنيين، والاحترام الكامل للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، والعمل من أجل وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني.
وفيما يتعلق باللجنة الدستورية، قال بيدرسون إن الأطراف السورية أبلغته برغبتها في عودة اللجنة إلى الانعقاد، وذكر من هذه الأطراف عن مجموعة “أستانة” ومجموعة الاتصال العربية، وعواصم غربية.
وحذر من أنه إذا لم يتبع هذا المسار فإن المستقبل يعني “تدهورًا على الجبهات الإنسانية والأمنية والمؤسساتية، مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة على الجميع”.
65 شاحنة عبر “باب الهوى”
ذكرت مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إديم وسورنو، أن 65 شاحنة عبرت معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا إلى شمال غربي سوريا منذ استئناف عمله في 19 من الشهر الحالي، تحمل مواد صحية وغذائية وغيرها من إمدادات الإغاثة الحيوية لأكثر من مليوني شخص.
وتتوقع المسؤولة الأممية عبور المزيد من الشاحنات إلى الشمال الغربي في الأيام والأسابيع المقبلة.
وحذرت وسورنو بأن الأسر تكافح بسبب الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، مع تضاعف أسعار المواد الغذائية، وسط “انخفاض حاد” في الموارد المتاحة للاستجابة الإنسانية، حيث لا يزال تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا لعام 2023 أقل من 30%، مما استوجب العديد من الوكالات الأممية لخفض المساعدات الغذائية، وخفض حصص الإعاشة إلى النصف.
ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، رحبت في كلمتها باستئناف قوافل المساعدات الإنسانية الأممية عبر “باب الهوى”، مشيرة إلى أنه في حال تنفيذ “التفاهم”، الذي تمكن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث وفريقه من التوصل إليه مع الأطراف على الأرض في شمال غربي سوريا ومع دمشق، سيستمر “شريان الحياة”.
واستدركت جرينفيلد قائلة إن “تاريخ النظام الممتد لعقود من التلاعب بالمساعدات الإنسانية لجميع المناطق في سوريا، بما في ذلك منعه المستمر من وصول الأمم المتحدة إلى موقع النزوح في الركبان، يشعرنا بالقلق من أنه سيحاول فرض شروط جديدة على الأمم المتحدة في المستقبل، خاصة في الخريف والشتاء، عندما تكون هناك حاجة إلى تجديد الموافقة على المعابر الثلاثة، وعندما تكون الاحتياجات الإنسانية في ذروتها”.
ودعت جرينفيلد مجلس الأمن أن يمنح الأمم المتحدة الدعم الذي تحتاجه لمقاومة الضغوط التي يمارسها النظام، والحفاظ على إمكانية الوصول دون عوائق إلى جميع السوريين لأطول فترة ممكنة.
المندوبة البريطانية للأمم المتحدة، باربرا وودوارد، ذكرت في كلمتها متابعة المملكة المتحدة عن كثب مظاهرات السويداء “دفاعًا عن حقوقهم السياسية والاقتصادية”.
وأشارت إلى أنه على الرغم من إعادة قبول النظام في الجامعة العربية، فإنه رفض الالتزام بقرارات مجلس الأمن والانخراط بشكل هادف في العملية السياسية، في حين يستمر تهريب “كميات كبيرة من الكبتاجون” في جميع أنحاء المنطقة حيث شهد الشهر الحالي واحدة من أكبر عمليات ضبط “الكبتاجون” المسجلة.
لقاءات متعددة
في 4 من أيلول الحالي، التقى بيدرسون مع رئيس “هيئة التفاوض السورية”، بدر جاموس، حيث ركز الاجتماع على آخر التطورات المتعلقة بالملف السوري والجهود المبذولة لدفع العملية السياسية بما يتماشى مع القرار “2254”.
وفي 10 من أيلول، التقى المبعوث الأممي بوزير الخارجية في حكومة النظام، فيصل مقداد في دمشق، حيث قال للصحفيين إن الوضع في سوريا “أصبح أسوأ مما كان عليه اقتصاديًا خلال ذروة الصراع”، مضيفًا أنه “بدون معالجة التبعات السياسية لهذه الأزمة، فإن الأزمة الاقتصادية العميقة والمعاناة الإنسانية ستستمر أيضًا”.
وعلى هامش الدورة 78 للجمعية العامة، التقى بيدرسون مع الوزراء وكبار المسؤولين في البحرين وفرنسا والعراق والأردن وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات، والولايات المتحدة، وفي منشور على “اكس” في 21 من أيلول علّق على هذه الاجتماعات، مكتب المبعوث الخاص إلى سوريا، بأنه لا يزال من الضروري أن تمضي العملية السياسية التي يقودها ويمتلكها السوريون قدمًا، بدعم من الدبلوماسية الدولية البناءة.
وفي 22 من أيلول أيضًا اجتمع بيدرسون مع أعضاء “أستانة” (إيران وروسيا وتركيا).
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :