بدأت حكومة النظام السوري منذ انتهاء موسم الحج الماضي، الترويج لتسلمها ملف الحج للموسم المقبل، بدلًا من المعارضة، دون تعليق سعودي رسمي على القضية حتى الآن.
وأكدت “لجنة الحج العليا السورية” المسؤولة حاليًا عن ملف الحج، لعنب بلدي، عدم وجود أي تغيير من قبل الجهات الرسمية السعودية في هذا السياق بالنسبة للموسم المقبل.
وفي 11 من أيلول الحالي، قال وزير السياحة في حكومة النظام، محمد رامي مرتيني، في تصريح صحفي على هامش حضوره “المنتدى الاقتصادي الأردني- السوري”، بدمشق، إن ملف الحج تشرف عليه وزارة الأوقاف، بينما تعمل مكاتب السياحة في هذا السياق على تقديم الخدمات اللوجستية والحجز.
واعتبر مرتيني، أن هناك مؤشرات “إيجابية” بالنسبة لموسم الحج المقبل، مشيرًا أيضًا إلى استئناف رحلات العمرة قريبًا.
لجنة الحج: لا تغيير للآن
حول الجهة التي ستتولي ملف الحج للعام المقبل، قال مدير “لجنة الحج العليا”، سامر بيرقدار، في حديث إلى عنب بلدي، إن التعامل بين وزارة الحج السعودية و”لجنة الحج العليا” يجري وفق القاعدة الفقهية “بقاء الأصل على ما كان عليه”.
وأوضح بيرقدار، أن “اللجنة” لم تلحظ أي تعديل أو تغيير في الخطابات واللقاءات والمواقف من الجهات السعودية الرسمية التي يجري التعامل معها منذ سنوات، إذ لا تزال المراسلات الرسمية تجري مع “لجنة الحج”.
ووفق خطة العمل السنوية، أوضح بيرقدار، أنه من المقرر في الوقت القريب صدور التقييمات لمجموعات الحج السورية، ليجري بعدها مباشرة الإعلان عن استقبال طلبات الإداريين، من أجل متابعة الخطة التشغيلية للعام المقبل بنفس التواريخ دون تعديل.
ترويج دون تأكيد
في أيلول الحالي، أصدرت وزارة السياحة تعميمًا يتعلق بتنظيم نشاط العمرة للمؤسسات والمكاتب المرخصة في مناطق سيطرتها.
وفي 28 من آب الماضي، نظمت وزارة السياحة بالتعاون مع وزارتي الأوقاف والصحة، ومصرف سوريا المركزي، ورشة عمل لتحديد خطوات استعادة نشاط الحج والعمرة وضوابط عمل المؤسسات ومكاتب السفر والسياحة.
ومنذ نهاية موسم الحج الماضي نشطت رحلات العمرة عبر مكاتب سياحية خاصة في المحافظات السورية الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، انطلاقًا من الأردن أو لبنان، جوًا أو برًا، بحسب ما رصدت عنب بلدي.
اقرأ أيضًا: سوريا.. نشاط في رحلات العمرة انطلاقًا من الأردن ولبنان
لا تعليق سعودي
منذ عام 2013، تسلمت “لجنة الحج العليا” التابعة لـ”الائتلاف الوطني السوري” ملف الحج بالكامل، بعد أن رفضت وزارة الحج في السعودية، عام 2012، إبرام الاتفاقية المعتادة في كل سنة مع وزارة الأوقاف التابعة للنظام، وبعد أشهر على إغلاق الرياض سفارتها في دمشق وسحب دبلوماسييها في آذار 2012، تزامنًا مع انتشار المظاهرات في عموم سوريا، والانتهاكات التي مارسها النظام.
تحول ملف الحج إلى يد المعارضة السورية، عندما بدأت “رابطة علماء الشام” بكتابة “مشروع الحج” في مقرها بالقاهرة، وتقديمه من قبل رئيسه آنذاك، أحمد معاذ الخطيب، لتتم الموافقة عليه من قبل المملكة السعودية، في موسم 2013، ولتبدأ مراحل تشكيل “لجنة الحج العليا السورية”، وهي مؤسسة خدمية غير ربحية ومستقلة إداريًا، بحسب ما ذكره “الائتلاف” على موقعه الرسمي.
وبعد عودة العلاقات بين دمشق والرياض، ولقاء ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بجدة، أيار الماضي، خلال عقد اجتماع القمة العربية، كثرت التكهنات حول عودة ملف الحج لجهة حكومة النظام.
وستحدد الجهة التي سوف تتولى ملف الحج، سواء كانت تابعة لحكومة النظام أو للمعارضة، بعد توقيع وزارة الحج السعودية عقدًا رسميًا معها، وهو ما لم تشر إليه أو تصرح عنه الجهات السعودية، حتى الآن.
وخلال موسم الحج الماضي، شارك 22 ألفًا و500 حاج سوري، وصلوا إلى السعودية من مصر وتركيا ولبنان والأردن والكويت والإمارات وقطر وأربيل، وفق بيانات “لجنة الحج العليا“.