وصل عدد حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي “A” بريف درعا الغربي إلى 1350 حالة، بحسب مصدر في المركز الصحي ببلدة الشجرة، وسط ارتفاع تدريجي لأعداد الإصابات منذ أيام.
وقال المصدر (طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية)، إن أعداد الإصابات بازدياد، وسط إهمال حكومي وإجراءات شكلية وإعلامية لا تعالج الوباء أو تسهم في الحد من انتشاره.
وأضاف المصدر أن عدد الإصابات الواصلة إلى مركز بلدة الشجرة الصحي بلغ حتى مساء الثلاثاء 26 من أيلول 1350 حالة، وأن معظم الإصابات من بلدة الشجرة والقرى المحيطة كعابدين ونافعة وزمرين وبيت آرا.
وأوضح أن المركز سجّل 15 حالة التهاب كبد للكبار، بعد أن كانت جميع الحالات من الأطفال، لافتًا إلى أن الوضع خطير وفي تفاقم، وأن الأعراض بداية كانت بألم في البطن وارتفاع حرارة وزادت الأعراض إلى وهن بالجسم وإقياء.
وكان مصدر طبي آخر في مركز البلدة الصحي قال لعنب بلدي، إن أعداد المصابين حتى نهاية 23 من أيلول الحالي بلغت 670 حالة.
ويعتمد سكان منطقة الشجرة صحيًا على مركز وحيد في البلدة، ويقدّم خدماته إلى قرى نافعة، وجملة، وسحم، وحيط، والقيصر، ومعربة، وبيت آرا، وعين ذكر.
تحرك متأخر ولا حلول مجدية
رغم معرفة الجهات الحكومية التابعة للنظام السوري بتفشي المرض منذ مطلع أيلول الحالي، غابت التحركات الجادة والفاعلة، لتصل متأخرة وشكلية وفق ما اعتبرها عاملون في القطاع الطبي والتدريسي، وسط انتقادات لإهمال الموضوع، وعدم اتخاذ إجراءات جدية رغم المطالب بذلك.
في 23 من أيلول الحالي، قال مدير الصحة المدرسية في درعا، مروان حامد، لصحيفة “تشرين” الحكومية، إن الإصابة بدأت لدى عائلة قبل بدء دوام المدارس بأسبوع، وبعدها انتشرت الإصابات بسبب اختلاط التلاميذ ببعضهم.
وتنوعت روايات الجهات الحكومة، إذ عزت مديرية الصحة المدرسية الأسباب إلى مياه الصهاريج الجوالة، وقالت إنها أرسلت عيادتين متنقلتين، في 25 من أيلول الحالي، لكن مصادر محلية أوضحت لعنب بلدي أنهما غادرتا بعد ساعات.
في حين قال مدير مؤسسة المياه بدرعا، إن مشكلة تلوث المياه في منطقة الشجرة كانت نتيجة قيام مزارعين بالتعدي على خط الدفع المغذي للمنطقة من نبع “عين ذكر”، ما يؤدي إلى سحب سالب إلى الخط خلال توقف الضخ في نقاط التعدي.
المصدر في المركز الصحي ببلدة الشجرة قال، إن مديرية الصحة في درعا لم تستجب لطلب المساعدة ولم ترسل وفدًا طبيًا، وكل ما فعلته هو قرار بمجانية التحليل لمدة يومين في الأسبوع فقط، وإرسال أقراص تعقيم وبعض “السيرومات”.
مدرس في بلدة الشجرة (طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية) قال لعنب بلدي، إن إداريين في مدرسة البلدة طالبوا مديرية التربية في درعا بتعطيل المدارس كإجراء احترازي مؤقت، وكان ردهم بأن هذا القرار يحتاج إلى موافقة وزير التربية، ثم قوبل بالرفض.
وأضاف أن مديرية التربية لم تتدخل منذ بداية ظهور الأعراض رغم مناشدة الكوادر التدريسية، ومطالب بإيفاد مختصين للبلدة لإعطاء ندوات حول تفادي العدوى، وطرق الوقاية من المرض، لكنهم لم يأخذوا الأمر على محمل الجد.
وتتكرر حالات الإصابات بالتهاب الكبد الوبائي بسبب تلوث المياه في مدينة درعا، وفي أيار 2022، قالت مديرية صحة درعا، إن هناك 670 إصابة بالتهاب الكبد، بعد إجراء المسح لـ2070 شخصًا تركز معظمهم في حي السبيل، وذكرت أن السبب يعود إلى اختلاط المياه مع الصرف الصحي، ولكن تمت معالجة المشكلة بشكل مباشر، على حد قولها.
مدير مستوصف درعا البلد، الطبيب زياد محاميد، قال لعنب بلدي، إن تلوث مياه الشرب سبّب، في أيار 2022، مئات الحالات في حي الكاشف بمدينة درعا بمرض التهاب الكبد الوبائي.
اقرأ أيضًا: التهاب الكبد (أ) .. أو ما يسمى بالتهاب الكبد الوبائي
–