برنامج “مارِس” التدريبي – رزام السوادي العلي
يحتفل العالم منذ عام 2007 باليوم العالمي “لوسائل منع الحمل” الذي يوافق يوم 26 أيلول من كل سنة، لتسليط الضوء على حقوق جميع الأزواج باتخاذ قرار عدم انجابهم، أو المباعدة بين الولادات بحرية.
ويأتي هذا في إطار خطة “التنمية المستدامة لعام 2030” التي تهدف لضمان حصول كل الأفراد على خدمات الرعاية الصحية، والجنسية، والإنجابية، بما في ذلك تنظيم الأسرة، حسب منظمة الصحة العالمية (WHO).
وبمناسبة هذا اليوم، نتحدث في هذا التقرير عن وسائل منع الحمل، أنواعها، استخداماتها، والاختلاطات الناجمة عنها إن وجدت.
وسائل منع الحمل
تحدث عنب بلدي عن موانع الحمل وأنواعها مع الاختصاصية بالأمراض النسائية والتوليد وجراحتها ومعالجة العقم، الطبيبة نهلة المصطفى، وقالت إن هناك بعض الأساليب التي يمكن اتباعها لمنع الحمل، مثل الامتناع عن ممارسة الجنس في فترة “الإباضة” (هي العملية التي تؤدي فيها التغيرات الهرمونية إلى تحفيز أحد المبيضين لإطلاق بويضة).
وتختلف فترة “الإباضة” من سيدة لأخرى، لذا إن كانت المرأة تود اتباع هذه الطريقة، عليها أن تعرف متى تدخل في هذه الفترة وتتجنب فيها الممارسة الجنسية.
من بين الممارسات المتبعة أيضًا “القذف الخارجي”، ويكون بقذف الرجل للسائل المنوي خارج المهبل في أثناء الجماع.
وبحسب ما قالته الطبيبة، فإن هذه الطرق غير مضمونة، إن لم تطبق بشكل صحيح.
موانع حمل نسائية
تحدثت الطبيبة نهلة المصطفى عن وجود عدة طرق لمنع الحمل، بعضها مخصص للنساء وآخر للرجال.
ومن أشهر الطرق لمنع الحمل لدى النساء “اللولب الرحمي”، ويتجه أغلب النساء لاستخدمها كونه يستمر لفترة طويلة دون الحاجة لتذكر استخدامه كلما استدعى الأمر، حسب المصطفى.
واللولب هو قطعة نحاسية توضع داخل الرحم ليمنع الحيوانات المنوية من الالتقاء بالبويضة. وتكون نسبة منعه 90%، ويحدث الحمل إذا انزاح اللولب من مكانه لعدة أسباب، منها عدم تناسب حجم اللولب مع حجم الرحم.
أما عن الاختلاطات الناجمة عن تركيبه، فهي ليست بالمخيفة أو الضارة، فاللولب يطيل فترة الدورة ويزيد من كمية خروج الدم في أثنائها، حسب ما استطلعته الطبيبة من مراقبة مرضاها.
أما عن حبوب منع الحمل، فتقسم إلى قسمين، حبوب وحيدة الهرمون وأخرى مركبة، الحبوب الوحيدة الهرمون تتكون من هرمون البروجيستيرون الذي يثخن مخاط عنق الرحم لمنع الحيوانات المنوية من الالتقاء مع البويضة، أما المركبة مكونة من البروجيستيرون والاستروجين.
يمكن إعطاء الحبوب وحيدة الهرمون للمرضعات أما المركبة فلا تعطى، وحبوب منع الحمل لا توصف للنساء اللواتي يعانين من أمراض القلب، أو الكلى، أو الكبد، أو الدوالي. وبالنسبة للحبوب المركبة قد تسبب سرطان باطن الرحم إذا تناولت بنسب كبيرة.
ويلجأ العديد من النساء لاستخدام الحقن التي تحوي هرمون البروجستيرون كوسيلة لمنع الحمل، وحسب المصطفى فإن هذه الحقن بالإضافة لحبوب وحيدة الهرمون تحمل اختلاطات، إما تكون بانقطاع الدورة الشهرية، أو بنزف مقبول، وتختلف الاختلاطات من سيدة لأخرى.
وتُؤخذ هذه الحق بشكل دوري كل شهر، أو كل ثلاثة أشهر، أو كل ستة أشهر، حسب مدتها.
وأيضًا، توجد عملية “ربط البوقين” (قنوات فالوب)، التي يقطع فيها البوق ويتم ربطها مباشرةً، وهذه القنوات هي الناقلة للبيضة لذا بقطعها يغلق المجرى الذي ينقل البيضة لملاقاة النطفة.
والخضوع لهذه العملية يمنع الحمل بشكل دائم، ولا يمكن التفكير بالحمل مرة أخرى بعدها.
اقرأ أيضًا: إدلب نموذج.. هل تملك النساء الحقّ في رفض الإنجاب
موانع حمل للرجال
وكما عملية “ربط البوقين” لدى النساء، عند الرجال “ربط الأسهرين” الناقلة للنطاف، وهذه العملية تطبق نفسها كما النساء، واحتمالية عدم الانجاب تكون 100%.
وحسب المصطفى، فإن البوقين أو الأسهرين إن رُبطا (خُيطا) من دون قص، فتبقى احتمالية انخفاض النسبة موجودة، لأن الخيوط ترتخي مع الوقت.
ومن موانع الحمل الشهيرة لدى الرجال “الواقي الذكري”، وهو جراب من النايلون يرتديه الرجل في أثناء الجماع، بحيث يشكل حاجز يمنع فيه الحيوانات المنوية من الخروج والالتقاء بالبويضة، وتكون نسبة منعه للحمل 100%. لكن يجب التأكد من كونه غير مثقوب قبل ارتدائه لضمان هذه العملية.
من يقرر الوسيلة؟
تقول الطبيبة نهلة المصطفى، إن الطبيب المختص هو من يحدد الوسيلة المناسبة لمنع الحمل، بالنظر للحالة الصحية والاجتماعية والمادية للمريضة.
ولا يجوز استخدام موانع الحمل، خاصة الحبوب والحقن، دون استشارة الطبيب، تجنبًا لأي اختلاطات.
اقرأ أيضًا: حبوب منع الحمل قد تحمي النساء من بعض أنواع السرطان