إنتاج القمح السوري إلى أين؟

  • 2013/02/17
  • 8:01 م

تعتبر سوريا من الدول التي تشتهر بإنتاج القمح وتتمتع باكتفاء ذاتي يفيض عن حاجتها، ولديها مخزون احتياطي استراتيجي يكفي حاجتها من الاستهلاك المحلي من القمح لمدة عامين.

وقد كشفت مؤخرًا الدراسات والتقارير المحلية والدولية عن التراجع الكبير في إنتاج سوريا من المحاصيل الزراعية، وبشكل خاص إنتاج القمح منذ اندلاع الثورة السورية في 15 آذار/مارس 2011.

فقد أصدرت منظمة الفاو للأغذية والزراعة بيانًا أوضحت فيه تدهور الإنتاج الزراعي ومستوى النقص الحاصل في أهم المحاصيل الزراعية في سوريا ومن بينها القمح والشعير بشكل خاص. وذكر البيان أن انعدام الأمن وعدم الاستقرار تسبب في تشكيل خطورة وصعوبة كبيرة للمزارعين في الوصول إلى أراضيهم لجني المحاصيل الزراعية ونقلها إلى الأسواق.

وتقدر أعداد المزارعين القادرين على الوصول إلى حقولهم وجني المحاصيل الزراعية بنسبة 45% فقط. وأن النقص الحاصل في مادة المازوت والأسمدة وانقطاع التيار الكهربائي وحرق المحاصيل من قبل قوة الأمن ساهم أيضًا بشكل كبير في تراجع إنتاج القمح.

ونتيجة لذلك فقد تقلصت المساحة المزروعة من القمح للعام الحالي بنسبة 60% مقارنة مع عام 2010. فقد بلغت متوسط المساحة المخصصة لزراعة القمح 1.68 مليون هكتار خلال السنوات 1995-2010. ونتيجة لذلك فقد تراجع إنتاج القمح إلى 2 مليون طن في العام الماضي 2012، بعد أن كان إنتاج سوريا يتراوح بين 4 ملايين و4.5 مليون طن سنويًا، أي أن إنتاج المحصول الاستراتيجي تراجع بمقدار النصف تقريبًا خلال موسم عام 2012. وتشير التوقعات الحالية أن إنتاج القمح لن يزيد عن 1.6 مليون طن للعام الحالي 2013، أي تراجع الإنتاج بنسبة 65%. مما يعني نقصًا كبيرًا وحادًا في مادة الطحين والخبز التي تعتبر القوت اليومي والغذاء الرئيسي لمعظم السوريين.

وتزيد النبؤات بارتفاع أسعار الحبوب عالميًا الأوضاع سوءًا، وبشكل خاص مادة القمح. فلم تعد الحكومة تملك القطع الأجنبي اللازم لتمويل استيراد النقص الحاصل من الحبوب.

في ضوء المعلومات أعلاه والتوقعات بتراجع إنتاج سوريا من القمح بنسبة 65% للعام الحالي 2013 وتوقع ارتفاع مؤشرات أسعاره عالميًا، هل نستطيع القول أننا أمام صومال جديد..!! ومجاعة إنسانية عالمية كبرى تهدد الأطفال والنساء والرجال على حد سواء..!! هل سيموت من تبقى من أطفال سوريا جوعًا..!

كم سيكون المعدل اليومي للوفيات في سوريا بسبب نقص الغذاء؟

هل ستتجاوز ضحايا الجوع ضحايا القذائف والبراميل والصواريخ؟

هذه أسئلة لا يملك أحد من السوريين الإجابة عنها ولا حتى -ربما- المجتمع الدولي.

مقالات متعلقة

اقتصاد

المزيد من اقتصاد