بمبلغ منخفض ودقائق قليلة استطاعت هبة شراء هدية مناسبة لقريبتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمناسبة التخرج في الجامعة دون الحاجة إلى النزول للسوق والبحث في المحال المختلفة، ما خفف عنها عبء الخروج من منزلها.
وجدت هبة حسام الدين (33 عامًا)، ربة منزل وأم لثلاثة أطفال، صعوبة في الخروج من المنزل بإدلب، لعدم توفر مكان مناسب لترك أطفالها فيه، وصعوبة اصطحابهم في أثناء التسوق، ما يحتم عليها انتظار أوقات فراغ زوجها القليلة، لذلك اعتبرت أن التسوق الإلكتروني حل مناسب.
ينشط في إدلب التسويق الإلكتروني الداخلي من خلال عرض التجار بضائعهم على وسائل التواصل الاجتماعي، مع ذكر بعض التفاصيل المتعلقة بالمواصفات والأنواع والسعر، ما مكّن الأهالي من مشاهدة البضائع المختلفة دون الحاجة إلى الذهاب للأسواق، وتوفير الوقت والجهد.
سعر “مقبول”
تتصفح هبة صفحات “فيس بوك” خاصة بالمحال التجارية في إدلب، وترى صور القطع المعروضة وسعرها ومواصفاتها، وتحدد طلبها والمقاس المناسب، وتتواصل مع إدارة الصفحة لحجز القطعة، ويعمل أصحاب المحال على توصيل الطلب وأخذ ثمنه.
فاضل الحسن (45 عامًا)، مواطن يقيم في جسر الشغور استطاع شراء بعض الملابس الرياضية “بسعر جيد”، حسب وصفه، من أحد المحال التجارية في مدينة إدلب، عقب تنزيلات في نهاية الموسم دون الحاجة إلى زيارة المحل.
وقال فاضل لعنب بلدي، إنه شاهد عرض التنزيلات على الملابس خلال تصفحه “فيس بوك”، وكان السعر منخفضًا مقارنة بأسعار الأسواق، لذلك تواصل مع الرقم الموجود في العرض واختار اللون المطلوب والمقاس وتواصل مع أحد أصدقائه العاملين في مدينة إدلب لتسلّم البضاعة ودفع الثمن.
في المقابل، يرفض فادي المحمد التسوق إلكترونيًا، لأنه لا يمكن فحص البضاعة والتأكد من مواصفاتها ومدى مناسبتها للسعر المعروض قبل الشراء.
وقال محمد، “نرى صورًا محسنة للبضائع ولا يمكن الشراء قبل التأكد”، معتبرًا أن النزول إلى الأسواق وفحص البضاعة على الواقع ومفاصلة السعر مع البائع وإن كان الأمر أكثر إرهاقًا إلا أنه يقي من الغش والاحتيال.
ارتفاع المبيعات
ساعد التسويق الإلكتروني برفع نسبة المبيعات بالنسبة للمحال التي تعتمد عليه عبر صفحاتها في “السوشال ميديا”، وحلّ مشكلة المحال التجارية البعيدة عن الأسواق.
رامز البستان صاحب محل للألبسة، قال لعنب بلدي، إن المحال التجارية في الأسواق كانت تحتكر التجارة تقريبًا لاعتماد المواطنين على زيارة الأسواق فقط، لكن عرض البضائع في الأسواق الإلكترونية نشّط حركة جميع المحال، بغض النظر عن موقع المحل.
وبحسب التاجر، فإن التسويق الإلكتروني خلق أساليب جديدة في التجارة تعتمد على خبرة التاجر ومدى معرفته باحتياجات المواطنين، وتحديد السعر الملائم، وإطلاق العروض بدلًا من عرض البضائع على واجهات المحال.
وأضاف التاجر أن التسويق الإلكتروني ساعد في الوصول إلى زبائن في مناطق جغرافية واسعة، وإتمام عملية البيع دون التقيد بوقت معين، ما زاد من المبيعات.
ولفت البائع إلى أن 50% من زبائنه يقيمون في مناطق بعيدة نسبيًا عن محله التجاري، مشيرًا إلى أن مبيعاته ارتفعت بنسبة 75% بعد إنشائه صفحات “فيس بوك” ومجموعات “واتساب” لعرض بضائعه.
من جانبه، قال فريد عثمان وهو تاجر في مدينة إدلب، إن التسويق الإلكتروني خفّف من التكاليف التشغيلية اللازمة لعرض البضائع، وأزال بعض الأعباء عن كاهل التجار، مشيرًا إلى أن بعض التجار استغنوا عن المحال التجارية.
ويرى التاجر فريد أن التسويق الإلكتروني خلق مزيدًا من فرص العمل بالنسبة لبعض المواطنين الذين يشاركون في عمليات التسويق، وعرض البضائع ضمن محيطهم الاجتماعي، ونقل البضائع للزبائن مقابل نسبة معينة يتفق عليها العامل في التسويق مع التاجر.
تسوق خارجي
لا يتوقف الأمر عند البضاعة المعروضة في محال إدلب، إذ يمكن للمواطنين في الشمال السوري التوصية على بضائع متوفرة في تركيا من خلال متاجر أو مجموعات “واتساب” يديرها تجار.
خلود المحمد (35 عامًا) مدرسة تقيم في إدلب، قالت لعنب بلدي، إنها اشتركت في مجموعات “واتساب” مخصصة لعرض بضائع تركية، وتتواصل مع مشرف المجموعة حال مشاهدة قطعة تريدها، وخلال خمسة أيام على الأكثر تصل القطعة إلى العنوان المطلوب، وفق قولها.
وتوفر الصفحات إمكانية شحن جميع أنواع البضائع سواء المعروضة في صفحاتها أو من متاجر إلكترونية أخرى، وأشهرها “علي إكسبريس” و”أمازون”، كما تؤمّن البضائع من خارج تركيا في حال الطلب.
وتتكفل إدارة الصفحة عبر مندوبين لها بشراء المنتجات التي يختارها الزبون من مواقع التسوق، وتضع لها نسبة أرباح مضافة إلى أجور الشحن.
اقرأ أيضًا: مسوقون محليون ينشطون في تجارة “الأونلاين” بإدلب
–