عائلات من شرقي سوريا عالقة في حقول درعا
تنتشر مخيمات تضم عائلات من شمال شرقي سوريا بين بلدات وقرى درعا جنوبي سوريا، تواجه ظروفًا معيشية صعبة، ويقتات المقيمون فيها على مردود أعمالهم بالزراعة بوتيرة غير ثابتة.
وتقطن 50 عائلة من محافظة الحسكة في خيام قرب بعضها بين قرية النعيمة وبلدة صيدا شرقي درعا، ومثلهما عشرات المخيمات المنتشرة في أراضي حوران.
ويضم مخيم يقع قرب طريق الكحيل- المسيفرة، 50 عائلة من أبناء دير الزور، بينما تضم مخيمات أخرى عائلات من أبناء الرقة.
وتنتشر خيام متلاصقة ومتفرقة في أراضٍ زراعية على أطراف بلدة صيدا بريف درعا الشرقي وقرب طريق الكحيل- المسيفرة، النعيمة، المزيريب، طفس، إزرع، الحراك، داعل، خربة غزالة، والشيخ مسكين.
اعتادت هذه العائلات على العمل في أراضي درعا لمدة تسعة أشهر في العام وتعود خلال الشتاء إلى المناطق التي تنحدر منها، لكنها لم تعد إليها منذ 12 عامًا بسبب الوضع الأمني غير المستقر.
لأسباب معيشية
محمد الشرابين، المعروف بـ”الشاويش” في مخيم يضم عائلات الحسكة، وهو مسؤول عن جميع العائلات من عائلة الشرابين ضمن المخيم، قال إن العائلات قدمت من منطقة تل برك في الحسكة إلى أرياف درعا.
وذكر لعنب بلدي أن السبب الذي جعلهم يقصدون محافظة درعا هو العمل في المزارع، إذ يحصدون القمح ويجمعون الزيتون والخضار، وتبلغ أجرة العمل لكل ساعة حاليًا 3000 ليرة سورية (تعادل 21 سنتًا).
وأوضح أنه منذ ثلاثة أشهر كان المبلغ لا يتعدى 1500 ليرة للساعة، وبعد نقاش مع “المتضمن” والمطالبة برفع الأجرة زاد لكل ساعة عمل 1500 ليرة إضافية، ليصبح 3000 ليرة عن كل ساعة عمل وعدد ساعات العمل اليومية ثماني ساعات.
وذكر أن هذه العائلات تقصد محافظة درعا للعمل منذ عشرات السنوات بسبب قلة المشاريع الزراعية في مناطقها، والجفاف وقلة الأمطار خلال 20 عامًا الماضية.
وأوضح أنهم كانوا قبل عام 2011 يصلون إلى محافظة درعا مع بداية الموسم الزراعي مطلع آذار ويعودون إلى مناطقهم في مطلع كانون الأول.
وتابع “الشاويش” أنه بعد عام 2011 أصبحت العائلات تقضي فصل الشتاء في سهول محافظة درعا، بسبب انتشار الحواجز العسكرية على الطرقات وصعوبة التنقل من محافظة لأخرى، مضيفًا أن وضع الخيام سيئ في الشتاء.
تحاول العائلات خلال فصل الشتاء بناء الخيم بالقرب من القرى والبلدات، لسهولة الوصول إلى الأفران والمحال التجارية.
أكثر التزامًا
جهاد الزعبي، مزارع في ريف درعا الغربي، قال لعنب بلدي إن المزارعين يرغبون بتشغيل العائلات التي تصل من شمال شرقي سوريا، لأنهم أكثر التزامًا بالعمل ومندفعون له.
وأضاف أن العمال الذين يصلون من محافظات شمال شرقي سوريا يسكنون بجانب المشاريع الزراعية ولا يغادرون إلا عند انتهاء الموسم الزراعي.
وأوضح الزعبي أن التعامل سهل مع العمال القادمين من تلك المناطق بسبب وجود شخص واحد يتكلم باسمهم.
وذكر الزعبي أن عمالًا من محافظة الحسكة يعملون في أرضه منذ أكثر من 20 عامًا وكانوا يذهبون في الشتاء إلى مساكنهم الأصلية ويأتون صيفًا، لكن بعد عام 2011 لم يغادروا.
ويعاني عمال المياومة في درعا من انخفاض الأجور، وتتفاقم معاناتهم جراء وجود “معلم” يتفق مع المزارعين على عدد العمال وأجرتهم، ويأخذ عمولته من المزارعين.
ولا تعتبر حال الموظفين بالقطاعين العام والخاص أفضل من عمال المياومة، إذ يبلغ الحد الأدنى للرواتب في مناطق سيطرة النظام نحو 186 ألف ليرة سورية، (نحو 13.5 دولارًا أمريكيًا).
اقرأ أيضًا: بعد انسحاب قوات النظام من محيط طفس.. مزارعون يحصون خسائرهم
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :