الصين.. الأسد في سياحة عائلية متجاهلًا “المجاعة” في سوريا
نشرت أسماء الأسد، زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد، تسجيلات مصورة تعكس أجواء الاستجمام والسياحة في زيارة إلى الصين، تبعتد عن الواقع السوري.
وتعرض التسجيلات مشاهد من زيارة عائلة الأسد إلى معبد “لينغين” البوذي في الصين، ومصافحتها والأسد مع صينيين حاضرين، ومشاهد لهما قبيل مأدبة غداء يقيمها الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وأنشأت الأسد حسابًا في موقع “انستجرام“، افتتحته حديثًا لنقل مجريات الزيارة، وتحققت عنب بلدي من تبعيته لها، إذ يتابعه حساب “رئاسة الجمهورية”.
كما نشرت وسائل إعلام صينية وحسابات لباحثين ومحللين صينيين تسجيلات لعائلة الأسد، بعيدة عن واقع سوري يشهد احتجاجات على النظام السوري منذ أكثر من شهر، ومطالب بالرحيل مستمرة منذ 12 عامًا.
This morning, Syrian President Bashar al-Assad visited Lingyin Temple, a famous Buddhist temple in Hangzhou. pic.twitter.com/Gqb6gItPEA
— Sharing Travel (@TripInChina) September 22, 2023
ورغم طابع الزيارة الرسمي وتوقيع اتفاقيات بين الطرفين، تعكس التسجيلات ملامح سياحة واستجمام في وقت يعيش 90% من السوريين تحت خط الفقر، وأكثر من 13 مليون شخص داخل سوريا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، منهم ما يقرب من ستة ملايين طفل، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
The charm of Syrian President and the First Lady
🇸🇾#Syria's first lady praising #China as a "beautiful country."
Syrian President Bashar al-Assad @Presidency_Sy and the First Lady warmly interacted with visitors at China’s famous and significant ancient Lingyin Temple. pic.twitter.com/m6rkSJOQe6— Shen Shiwei 沈诗伟 (@shen_shiwei) September 22, 2023
وبلغ عدد الأشخاص الذين هم بحاجة إلى رعاية صحية 15 مليونًا، بالإضافة إلى 6.9 مليون نازح داخل سوريا و5.6 مليون لاجئ في الدول المجاورة، وفق تقرير سنوي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، صدر في 25 من كانون الثاني الماضي.
وتدخل المظاهرات في محافظة السويداء أسبوعها السادس بشكل متواصل مطالبة برحيل بشار الأسد، على خلفية تردي الأوضاع المعيشية، وحالة التوتر الأمني التي تعيشها المحافظة على غرار المحافظات السورية جمعاء.
ولا يعد ظهور أسماء وزوجها بمظاهر ترف أو رفاهية أو ملامح سعادة، الأول من نوعه، رغم ما يعيشه السوريين من مآسي وواقع معيشي واقتصادي مترد وقبضة أمنية شديدة تفرضها أجهزة أمن النظام وقواته وحلفائه.
وحضرت أسماء الأسد، حفل تخرج ابنها حافظ، بدرجة ماجستير بالرياضيات في جامعة موسكو الحكومية في حزيران الماضي، ما خلق موجة انتقادات كبيرة، بأن واقع التعليم في سوريا منهك و”أبناء الأسد” يتلقون تعليمهم في الخارج، عدا عن انتقادات بأن ابنها لم يحصل على الماجستير بجدارة، استنادًا إلى تقييمه في أولمبياد الرياضيات في ريو دي جانيرو البرازيلية، إذ حل في المرتبة 528 من أصل 615.
وفي اليوم الخامس على الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا (10 من شباط)، بدأ الأسد أولى زياراته إلى المواقع المتضررة من حلب، حيث التقى المواطنين بضحكات عريضة والتقط الصور، خلال زيارته إلى مستشفى “حلب” الجامعي، ما قوبل بانتقادات ناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لضحك الأسد في وقت الكارثة.
بعد عامين على انطلاقة الثورة السورية والانتفاضة التي قابلها الأسد بالحديد والنار، وصفت صحيفة “Daily mail” البريطانية، أسماء الأسد بأنها “جميلة لندنية طويلة القامة، استخدمت أناقتها وأسلوبها الغربي قناعًا للوحشية المتزايدة لنظام زوجها القاتل”، وذكرت أنه كلما اشتدت حدة القتال في سوريا كلما توسعت رحلة مشتريات الأسد.
وتستمر زيارة الأسد إلى الصين لليوم الثالث على التوالي، بدأها في 21 من أيلول الحالي، والتقى بالرئيس الصيني، في مدينة هانغتشو شرقي الصين، وجرى توقيع ثلاث وثائق للتعاون بين البلدين إحداها اتفاقية للتعاون “الاستراتيجي السوري- الصيني”.
ويرافق رئيس النظام السوري وفد سياسي واقتصادي، مكون من وزير الخارجية ومعاونه ووزير الاقتصاد ومستشارتي الرئاسة، بثينة شعبان، ولونا الشبل، وسفير سوريا في الصين، محمد حسنين خدام، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وتعتبر زيارة الأسد الحالية إلى الصين الأولى من نوعها، منذ عام 2004، والعاشرة في أرشيف زيارات الأسد الخارجية خلال الثورة السورية، بعد تسع زيارات سابقة، خمسة منها إلى روسيا واثنتان إلى إيران، بالإضافة إلى زيارة لكل من الإمارات وسلطنة عمان.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :