بدأت زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد، إلى الصين بلقاء الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في مدينة هانغتشو شرقي الصين، حيث جرى توقيع ثلاث وثائق للتعاون بين البلدين إحداها اتفاقية للتعاون “الاستراتيجي السوري- الصيني”.
ونقلت وكالة “شينخوا” الصينية، اليوم الجمعة 22 من أيلول، عن الرئيس الصيني خلال اللقاء الثنائي قوله، “اليوم، سنعلن بشكل مشترك عن إقامة الشراكة الاستراتيجية بين الصين وسوريا”، مضيفًا أنها ستكون “علامة فارقة” في العلاقات الثنائية.
وشملت الاتفاقيات اتفاقية تعاون اقتصادي بين البلدين، ومذكرة تفاهم مشتركة للتبادل والتعاون في مجال التنمية الاقتصادية، ومذكرة تفاهم حول السياق المشترك لخطة تعاون في إطار “مبادرة الحزام والطريق”.
وقال جين بينغ إن العلاقات السورية- الصينية “صمدت أمام اختبار التغيرات في الوضع الدولي، وازدادت صداقتهما قوة”، مشيرًا إلى أن سوريا تعد من أوائل الدول التي أقامت علاقات مع “الصين الجديدة”، وأنها واحدة من الدول التي طرحت مشروع قرار لاستعادة الصين مقعدها في الأمم المتحدة.
وأكد الرئيس الصيني حرص بلاده المستمر لتبادل الدعم بين سوريا والصين، وتعزيز التعاون فيما بينهما للدفاع عن “العدالة والسلم الدوليين”.
بدورها نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، عن الأسد حديثه عن وجود “تأييد دولي واسع” لمبادرات الصين الخمس “المهمة”، ذاكرًا منها مبادرة الحضارة العالمية، والأمن العالمي، والتنمية العالمية، المتمثلة في مبادرة “الحزام والطريق”، التي تهدف وفق الأسد، إلى “تحقيق الأمن والتنمية للجميع عبر التكامل لا عبر الصدام”.
وعبر الأسد عن رفضه كل محاولات إضعاف الدور الصيني على الساحة الدولية عبر التدخل في شؤونها الداخلية أو محاولات “خلق توتر” في بحر الصين الجنوبي أو في جنوب شرق آسيا.
وأرجع الأسد أهمية الزيارة إلى تزامنها مع تشكل عالم “متعدد الأقطاب” سوف يعيد للعالم “التوازن والاستقرار”.
وسيحضر الأسد خلال زيارته حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية غدًا السبت في ذات المدينة ثم سيتوجه مع الوفد المرافق إلى بكين العاصمة.
وخلال إقامته في مدينة هانغتشو، زار الأسد مع عائلته معبد “لينغين” البوذي.
Say hello to 🇸🇾#Syria President Bashar al-Assad and the First Lady at Lingyin Temple 灵隐寺in #Hangzhou, #China.
Now you can realize the importance of his visits to China? pic.twitter.com/joABoNIxWo
— Shen Shiwei 沈诗伟 (@shen_shiwei) September 22, 2023
وفد سياسي واقتصادي
يرافق رئيس النظام السوري وفد سياسي واقتصادي، مكون من وزير الخارجية ومعاونه ووزير الاقتصاد ومستشارتي الرئاسة، بثينة شعبان، ولونا الشبل، وسفير سوريا في الصين، محمد حسنين خدام، وفق “سانا“.
وتلعب بكين دورًا متناميًا في الشرق الأوسط، وتحاول الترويج لتفعيل طريق الحرير الجديدة المعروفة رسميًا بـ”مبادرة الحزام والطريق”، وهو مشروع ضخم من الاستثمارات والقروض يقضي بإقامة بنى تحتية تربط الصين بأسواقها التقليدية في آسيا وأوروبا وإفريقيا.
وأعلنت سوريا في كانون الثاني 2022، انضمامها لهذا المشروع، وذلك بعد زيارة وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، لدمشق في تموز عام 2021، حين بحث مع الأسد إمكانية مشاركة سوريا في “مبادرة الحزام والطريق”.
وتعد الصين من أبرز الدول التي حافظت على علاقتها مع النظام السوري، ودعمته سياسيًا وماليًا منذ انطلاق الثورة السورية، ولعبت دورًا نشطًا من حيث التحركات الدبلوماسية في سوريا، إذ شاركت في عملية “أستانة” (مسار تسيّره روسيا وتركيا وإيران)، وأعاقت قرارات مجلس الأمن المتعلقة بسوريا، لتأكد موقفها الداعم لدمشق.
وتعد الصين ثالث دولة غير عربية يزورها الأسد منذ عام 2011، بعد روسيا وإيران، أبرز حليفين للنظام.