“الحمران” يشعل الاشتباكات بين “الوطني” وفصائل موالية لـ”الهيئة”

  • 2023/09/22
  • 10:10 ص
"الحمران" يشعل الاشتباكات بين "الوطني" وفصائل موالية لـ"الهيئة"

مقاتلون في "الجيش الوطني السوري" في ريف حلب- 11 من أيلول 2023 (وزارة الدفاع)

شهدت مناطق بريف حلب الشمالي والشرقي استنفارًا عسكريًا واشتباكات بين فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا وفصائل متهمة بتبعيتها لـ”هيئة تحرير الشام” صاحبة السيطرة العسكرية في إدلب.

الاشتباكات حدثت في مناطق متفرقة بين “تجمع الشهباء” وبين فصائل “الوطني” ومنها في قرية برعان وتل الهوى والجطل، وسط استنفار عسكري أعلنه “الوطني” في جميع مناطق ريف حلب وأغلق معبري “الغزاوية” و”دير بلوط” الواصلَين مع مناطق إدلب.

وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف حلب، بأن “الجيش الوطني” أنشأ مساء الخميس 21 من أيلول، سواتر ترابية على عدة طرق فرعية لقطع وصول أرتال أو إمدادات بين مكونات “الشهباء”.

تعد الاشتباكات امتدادًا لمناوشات مستمرة منذ أيام تتنازع فيها الفصائل المذكورة من أجل السيطرة على معبر “الحمران” الفاصل بين مناطق سيطرة “الحكومة المؤقتة” و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في منطقة جرابلس شمال شرقي حلب.

“الوطني”: عمليات أمنية

وزارة الدفاع في “الحكومة المؤقتة” (المظلة السياسية لـ”الوطني”) قالت عبر بيان نشرته الخميس، إن قوات ووحدات “الوطني” تتابع تنفيذ واجباتها بحماية المنطقة من جميع ما وصفتها بـ”الاعتداءات الخارجية والداخلية التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة”.

وذكرت أن “الجيش الوطني” بدأ بتنفيذ “عمليات أمنية” داخل منطقة عمليات “درع الفرات” وتشمل مناطق اعزاز وجرابلس والباب ومارع والراعي بهدف ضبط الأمن والاستقرار فيها، وفق البيان.

وطلبت وزارة الدفاع من جميع المواطنين التعاون والتنسيق مع قوات “الوطني” وإبلاغهم عن أي “خلل أمني” في المناطق المذكورة.

“الشهباء” يعلن النفير

في المقابل، أصدر “تجمع الشهباء” بيانًا أعلن فيه النفير العسكري ودعم أحد مكوناته وهي “حركة أحرار الشام- القطاع الشرقي”، ويُتهم “التجمع” بتبعيته لـ”تحرير الشام” لكنه ينفي ذلك ويعتبر نفسه تنسيق قوى عسكرية ضد “أعداء الثورة”.

وعقب تشكيل “تجمع الشهباء” في شباط الماضي، نفى “الجيش الوطني” تبعية “التجمع” لصفوفه.

وجاء في بيان “التجمع” أن ما يحصل هو “حملة مسعورة من التجييش والفتنة بين مكونات الثورة السورية في الشمال” وتهدف إلى إشعال شرارة الاقتتال بين الفصائل، وأن ما يساعد على ذلك وزير الدفاع في “الحكومة المؤقتة”، الذي تحول إلى “أداة لجر المنطقة والثورة إلى الفتن وعدم الاستقرار”.

وأعلن “التجمع” النفير العام لرد ما وصفه بـ”الاعتداء”، ودعا الفصائل إلى النأي بنفسها عن هذه “الفتنة، والامتناع عن تنفيذ الأوامر العسكرية اللامسؤولة الصادرة عن وزير الدفاع المنحاز إلى المعتدين”.

“الحمران” شرارة الاشتباكات

تتنازع الفصائل على معبر “الحمران” الذي يكتسب أهميته بكونه شريان الحياة التجارية بين مناطق سيطرة “قسد” ومناطق سيطرة المعارضة، وتدخل من خلاله مواد غذائية وكهربائيات وآليات وغيرها، ويعد خطًا رئيسًا لمرور قوافل النفط.

وكان يسيطر على معبر “الحمران” فصيل “أحرار الشام- القطاع الشرقي” (ولاؤه لـ”الهيئة”)، وشهد هذا الفصيل انقسامًا بين صفوفه، فقسم منه تابع لـ”تحرير الشام” وآخر أكبر تابع لـ”الجيش الوطني”.

وفي 14 من أيلول الحالي، وصلت أرتال من “تحرير الشام” إلى تخوم عفرين عبر مدينة دارة عزة، ولم تتابع طريقها وبقيت في معسكر تابع لـ”أحرار الشام- القاطع الشرقي” بقرية ترندة، قوبلت باستنفار من قبل فصائل “الوطني” والقوات التركية.

,تواصلت عنب بلدي مع الناطق الرسمي باسم “الجيش الوطني”، العميد أيمن شرارة، للحصول على توضيحات بخصوص الخلاف على معبر “الحمران” ومحاولة “تحرير الشام” الدخول إلى ريف حلب، لكنها لم تتلقَ ردًا حتى لحظة نشر هذا التقرير.

واعتبر باحثون ومحللون قابلتهم عنب بلدي بأن تركيا لن تسمح لـ”تحرير الشام” بالتوغل في ريف حلب، لعدة اعتبارات منها أنها مدرجة على لوائح “الإرهاب” عالميًا، ما يجعل من أنقرة راعية لتنظيم “إرهابي” أمام المجتمع الدولي، كما اعتبروا أن حالة الاستنفار التي تجريها القوات التركية هي مؤشرات لمنع تقدّم “الهيئة”.

اقرأ أيضًا: “تحرير الشام” تختبر تركيا في موسم الزحف إلى “الحمران”

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا