لماذا يتوجه المهاجرون واللاجئون إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية
نشرت منصة “Mediendienst Integration” الإعلامية المتخصصة باللجوء والهجرة تقريرًا يتحدث عن أسباب توجه المهاجرين إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، وقارنت أعداد اللاجئين القادمين إلى الجزيرة بين عامي 2017 و2023.
ونقل التقرير ما ذكره الباحث في “معهد الدراسات السياسية الدولية”، ماتيو فيلا، عبر منشور في موقع “اكس” (تويتر سابقًا)، عن أسباب توجه طالبي اللجوء إلى جزيرة لامبيدوزا.
أرجع الباحث في منشوره، سبب ازدياد المهاجرين واللاجئين إلى الجزيرة إلى قلة أعداد السفن المختصة بالإنقاذ النشطة في وسط البحر الأبيض المتوسط، ما أدى لارتفاع وتيرة اللجوء إليها وذلك لموقعها الجغرافي.
وأشار الباحث ماتيو فيلا عبر منشور آخر، أن 9% فقط من جميع اللاجئين إلى أوروبا وصلوا إلى جزيرة لامبيدوزا بين عامي 2015 و2017، بينما وصلت نسبة القادمين نحو 60% منهم خلال الأشهر الـ12 الأخيرة.
وتقع جزيرة لامبيدوزا على بعد أقل من 200 كيلوميتر قبالة الساحل التونسي إذ أصبحت تونس الدولة التي يصل منها أغلب اللاجئين إلى إيطاليا لعام 2023.
وتشكل كل من تونس وليبيا نقطتي انطلاق لآلاف المهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط باتجاه أوروبا ويصلون إلى إيطاليا.
ونشرت الوكالة الأوروبية لمراقبة خفر السواحل والشواطئ تقريرًا أوضحت من خلاله أن عمليات الهجرة عبر طريق البحر الأبيض المتوسط قد تزداد في الأشهر المقبلة، وذلك لقيام المهربين بخفض الأسعار للمهاجرين من ليبيا وتونس.
ووصل الأسبوع الماضي ما يقارب 7000 مهاجر إلى الجزيرة خلال أقل من 24 ساعة، أي أكثر من عدد سكان الجزيرة المقيمين، بحسب “أسوشيتد برس”.
واتهمت تقارير خفر السواحل الليبي بتعذيب وارتكاب جرائم خطيرة ضد المهاجرين.
ما مصيرهم؟
ويبقى مصير اللاجئين الذين يصلون إلى جزيرة لامبيدوزا غير معروف، وسط تنبيهات من قبل الحكومة الفرنسية خوفًا من تدفق اللاجئين الموجودين في الجزيرة إلى أراضيها، بالإضافة إلى إجراءات “استثنائية” أعلنتها الحكومة الإيطالية للحد من تدفق طالبي اللجوء.
جاءت الإجراءات الإيطالية بعد أن عانت جزيرة لامبيدوزا الجنوبية موجة لجوء من قادمين عبر البحر المتوسط من تونس، ما أدى إلى عودة قضية الهجرة إلى مركز الاهتمام في أوروبا مع الحديث عن خطة لـ”حصار بحري”، لإيقاف موجات الهجرة عبر المتوسط.
وتركزت الإجراءات الجديدة على المهاجرين غير المؤهلين للحصول على اللجوء، وتهدف لإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.
من بين الواصلين إلى إيطاليا هذا العام، وصل حوالي خمسة آلاف لاجئ سوري حتى آب الماضي، ومن غير المتوقع أن يكملوا طريقهم إلى ألمانيا، بحسب منصة “Mediendienst Integration” الإعلامية المتخصصة باللجوء والهجرة، إذ وصل عدد اللاجئين السوريين المتقدمين بطلبات لجوء هذا العام في ألمانيا إلى أكثر من 61 ألفًا، ما يعني أنهم لم يصلوا من إيطاليا.
وأوضحت “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” أرقام اللاجئين القادمين عبر طريق البحر، إذ وصل لأكثر من 128 ألفًا في عام 2023، بينما بلغ عدد القادمين عبر البحر نحو 105 ألف لاجئ خلال عام 2022.
وبلغ عدد الواصلين عبر المتوسط، خلال النصف الأول من شهر أيلول الحالي، نحو 15 ألفًا، بينما وصل عددهم إلى 13 ألفًا و539 شخصًا خلال الشهر نفسه من عام 2022، وفقًا لإحصائيات المفوضية.
وأعلنت الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود والسواحل (فرونتكس)، في 14 من أيلول، ارتفاع عدد اللاجئين والمهاجرين بشكل غير شرعي عبر عبورهم الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وذلك خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023، إلى نحو 232 ألفًا و350 شخصًا.
بدوره، أعلن الاتحاد الأوروبي عن تقديم نحو نصف مليون طلب لجوء في النصف الأول من العام الحالي، مع الحديث عن احتمالية وصول الرقم إلى مليون طلب لجوء حتى نهاية 2023، بحسب بيان لـ”وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي” (EUAA) الصادر في 5 من أيلول الحالي.
وتصدر السوريون قائمة الجنسيات الأكبر عددًا في الطلبات المقدمة بدول الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من عام 2023، إذ بلغت نحو 67 ألف طلب، وتمت معالجة 62% من الطلبات المقدمة في النصف الأول للعام.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :