أمريكا تحيي “شبكة سرية” لمواجهة تجسس الصين

  • 2023/09/21
  • 7:30 م
تسعى واشنطن لمواجهة الخطر الصيني البحري المتصاعد في 2023 (رويترز)

تسعى واشنطن لمواجهة الخطر الصيني البحري المتصاعد في 2023 (رويترز)

يتصاعد الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين سياسيًا واقتصاديًا، وإحدى أوجه هذا الصراع، عمليات التجسس الصينية الأخيرة على منشآت أمريكية.

ويدفع التنافس الحالي بين بكين وواشنطن، الأخيرة إلى تعزيز تقنياتها لمراقبة التحركات الصينية البحرية تحديدًا، والتقنيات التي أنشأتها الصين لغواصاتها.

ونشرت وكالة “رويترز” اليوم، الخميس 21 من أيلول، تقريرًا سلطت خلاله الضوء على عملية إصلاح شاملة تنفذها واشنطن لشبكة مراقبة بحرية سرية.

وبالقرب من مدينة سياتل، التابعة لولاية واشنطن، أقصى الشمال الغربي لأمريكا، ىتقع جزيرة ويدبي، التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، استخدمت لسنوات للدراسات العلمية البحرية.

وخلال الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا، استخدمت الجزيرة كمحطة مراقبة تتبع للبحرية الأمريكية، ومؤخرًا أعادت واشنطن العمل بمحطة التجسس على الجزيرة.

ونقلت “رويترز” عن ثلاثة أشخاص على صلة مباشرة بالخطط الخاصة بالبرنامج، أن واشنطن تعمل على إعادة بناء برنامج التجسس المضاد للغواصات.

ويشمل البرنامج، تحديث كابلات بحرية تحت الماء، وتحديث أسطول من سفن مراقبة وتزويدها بأجهزة استشعار متطورة وميكروفونات تحت البحر.

وتوجد هذه الكابلات بشكل سرّي منذ سبعة عقود، وفق الوكالة، في قاع المحيط، وصممت للتجسس على الغواصات السوفيتية.

كما تشمل الخطة البحرية للبرنامج، نشر أسطول من الطائرات البحرية بدون طيار، للتجسس على طائرات الصين، وأجهزة استشعار محمولة تحت الماء للبحث عن غواصات.

وتسعى واشنطن لإحياء البرنامج بالتزامن مع المناورات الصينية البحرية حول جزيرة تايوان.

وذكرت الوكالة أن التغيير الأساسي يتلخص في الاستثمار بتقينات جديدة وتعميم أدوات المراقبة البحرية التقليدية، كما ستستخدم أقمارًا اصطناعية لتحديد مواقع السفن، واستخدام برامج الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات.

ولم يعلن عن “الاتحاد الدولي للعلوم الاجتماعية” المسؤول عن المشروع، إلا في عام 1991، وما تزال تفاصيل عملياته سرية للغاية.

ثلاثة أسباب لإحياء البرنامج

وبحسب مصادر “رويترز”، فإن ثلاثة أسباب رئيسية دفعت واشنطن لإحياء البرنامج، الأول هو صعود الصين كقوة بحرية واحتمالية مهاجمة سفنها لتايوان أو تخريب البنية التحتية تحت سطح البحر.

أما السبب الثاني هو نجاح أوكرانيا في توظيف تكتيكات الحرب البحرية بشكل جديد خلال هجومها المضاد ضد روسيا، عبر استخدام مركبات بحرية غير مأهولة.

ويرتبط ثالث الأسباب بالتغير التكنولوجي السريع، بما في ذلك أجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي، وهي عوامل تغذي الصراع مع الصين بحسب “رويترز”

وجدت “رويترز” ما لا يقل عن 30 صفقة مرتبطة بالبرنامج السري أجريت خلال السنوات الثلاثة الماضية، مع شركات صناعة الأسلحة الدفاعية، وشركات ناشئة تعمل على تطوير طائرات بدون طيار.

ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الأسطول الخامس الأمريكي، الذي قاد تجارب الطائرات بدون طيار، تيم هوكنز، أن البحرية الأمريكية تعمل على تحسين المراقبة من الفضاء إلى قاع البحر.

وليست واشنطن وحدها من تعمل على برامج التجسس المائي، بل كذلك بكين، وأشارت الوكالة إلى أن الصين تعمل على برنامج تجسس مشابه يدعى “السور العظيم”.

ويتكون النظام الصيني من كابلات مزودة بأجهزة استشعار للاستماع بالسونار في قاع بحر الصين الجنوبي، وطائرات بدون طيار يمكنها الغوص تحت الماء للبحث عن الغواصات.

كما يمتد المشروع الصيني، وفق الوكالة، إلى منطقة المحيط الهادئ.

مقالات متعلقة

  1. "فورين بوليسي": نهاية الشرق الأوسط الأمريكي
  2. بلينكن في الصين لكسر الجمود على طاولة الحوار
  3. واشنطن تزيد التوتر مع الصين عبر مضيق تايوان
  4. منطاد تجسس صيني يطير فوق الولايات المتحدة

دولي

المزيد من دولي