تستمر المواجهات في المربع الأمني بمدينة الحسكة بين قوات النظام السوري وقوات “الدفاع الوطني” الرديفة بها، لليوم الثالث على التوالي، مخلفة قتلى وجرحى معظمهم مدنيين.
وأفاد مراسلا عنب بلدي في الحسكة أن المواجهات تجددت صباح اليوم، الخميس 21 من أيلول، بين الجانبين في محيط منزل قائد “الدفاع الوطني” بالحسكة عبد القادر حمو، وسط مدينة الحسكة.
وكالة “نورث برس” (مقرها شمال شرقي سوريا) قالت إن المواجهات أسفرت عن مقتل الضابط بقوات النظام عبد الرحمن سعيد الحاج، وينحدر من محافظة درعا جنوبي سوريا، وقُتل في اشتباكات شهدها المربع الأمني بالحسكة أمس الأربعاء.
وأضافت نقلًا عن مصادر طبية، لم تسمّها، أن عائلة مكونة من أم وعدد من أطفالها أصيبوا بجروح متفاوتة، نتيجة انفجار قنبلة، في منزلهم بحي غويران بمدينة الحسكة وهم الآن في مستشفى “الحكمة”.
وقالت “وكالة هاوار” الكردية (مقرها شمال شرقي سوريا) إن أربعة أشخاص أصيبوا بجروح متفاوتة إثر سقوط قذيفة على منزلهم في حي غويران مصدرها المربع الأمني الذي يشهد اشتباكات بين قوات النظام و”الدفاع الوطني”.
وتداولت صفحات إخبارية محلية عبر “فيس بوك” تسجيلات مصورة تظهر جانبًا من المواجهات التي شهدتها المنطقة استعملت فيها الدبابات والأسلحة الثقيلة، الأربعاء.
وكانت قوات النظام تمكنت، الأربعاء، من حصار مقر “الدفاع الوطني” (ميليشيا رديفة لقوات النظام) الرئيس في المربع الأمني بمدينة الحسكة، بعد ساعات على مواجهات مسلحة بين الطرفين خلّفت إصابات في صفوف المدنيين، بحسب وسائل إعلام محلية.
وأفاد مراسل عنب بلدي في المدينة أن قوات النظام سيطرت اليوم، الأربعاء 20 من أيلول، على حديقة “تشرين” ومدرسة “أبي تمام” المحاذيتين لمقر إقامة قائد “الدفاع الوطني” عبد القادر حمو.
ونقلت “وكالة هاوار” المقربة من “قوات سوريا الديمقراطية” (صاحبة النفوذ في الحسكة باستثناء المربع الأمني)، عن مصادر لم تسمّها أن حمو، أصيب إثر المواجهات المسلحة، دون معلومات عن مصيره.
والمربع الأمني هو منطقة تضم مبان المؤسسات الخدمية (الحكومية) يسيطر عليها النظام السوري وسط الحسكة، ومثله في مدينة القامشلي، بينما تسيطر “قسد” على باقي المناطق في محافظة الحسكة.
جذور الخلاف
وتحول الخلاف الداخلي بين قوات النظام و“الدفاع الوطني” التابع لها، إلى مواجهات عسكرية بين الجانبين، منذ 15 من أيلول الحالي، لكنه هدأ بعد يوم من المواجهات، ثم عاد للاشتعال مساء 19 من الشهر نفسه.
وفي 14 من آب الماضي، أعلن مستشار مجلس قبيلة “الجبور” في الحسكة، أكرم المحشوش، عن منح قوات “الدفاع الوطني” مهلة 24 ساعة لحل نفسها ومغادرة المربع الأمني في مدينة الحسكة إثر خلاف نشب بين قائد “الدفاع” وشيخ القبيلة، عبد العزيز المسلط، في مدينة الحسكة.
وانتهى التوتر حينها دون تحقيق مطالب القبيلة بمحاسبة قائد “الدفاع الوطني” عبد القادر حمو، بينما قدم محافظ الحسكة لؤي محمد صيوح، وعودًا لوجهاء القبيلة بعزل حمو ومحاسبته، إلا أن ذلك لم يحدث.