مكتب “تنسيق العمل الإنساني” يربط إدخال المساعدات عبر الحدود بقرار من إدلب

استقبال المنظمات السورية العاملة في شمال غربي سوريا لقافلة المساعدات الأممية وفق التنسيق مع مكتب "تنسيق العمل الإنساني" في إدلب- 19 أيلول 2023 (عنب بلدي/ أنس خولي)

camera iconاستقبال المنظمات السورية العاملة في شمال غربي سوريا لقافلة المساعدات الأممية وفق التنسيق مع مكتب "تنسيق العمل الإنساني" في إدلب- 19 أيلول 2023 (عنب بلدي/ أنس خولي)

tag icon ع ع ع

صرح مكتب “تنسيق العمل الإنساني” في محافظة إدلب، أن مدة “التفويض” الذي منحه لوكالات الأمم المتحدة يستمر حتى نهاية العام الحالي، مع قابلية التمديد.

وقال مدير منصات الارتباط في مكتب “تنسيق العمل الإنساني”، عامر العلوه، لعنب بلدي، إن “التفويض مستمر لنهاية العام الحالي، وتجري اجتماعات من قبل مكتب تنسيق العمل الإنساني مع الأمم المتحدة بخصوص التمديد”.

ودخلت أولى قوافل المساعدات الأممية عبر معبر “باب الهوى” إلى شمال غربي سوريا، في 19 من أيلول، بعد توقف دام أكثر من 70 يومًا، بعد “تفويض” المكتب للمنظمات الأممية بإعادة استئناف دخول المساعدات الإنسانية، وفق مراسلات بين مكتب “تنسيق العمل الإنساني” والمكتب الإقليمي للشؤون الإنسانية السوري التابع للأمم المتحدة، في 11 و12 من أيلول الحالي.

ويعرّف مكتب “تنسيق العمل الإنساني” عن نفسه، بأنه مؤسسة سورية تأسست نهاية عام 2022 في إدلب، وتعد وسيطًا غير ربحي تعمل على تعزيز التنسيق بين منصات دعم دولية وإقليمية وعالمية والمؤسسات المنفذة العاملة في المنطقة، بهدف تحسين العمل الإنساني وجعله أكثر فعالية ومرونة في مواجهة التحديات والأزمات، وفق وصف المكتب.

ولم يوضح المكتب عن تبعية المؤسسة أو المؤسسين له في رده لأسئلة عنب بلدي، بينما قال مدير منظمة “بنفسج” الخيرية، قتيبة سيد عيسى، والتي تعد إحدى المنظمات الشريكة للأمم المتحدة في المنطقة، إن مكتب “تنسيق العمل الإنساني” أنشئ منذ نحو شهر، من قبل حكومة “الإنقاذ”  العاملة بمحافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب.

وأضاف سيد عيسى لعنب بلدي، أن لدى المكتب مركزين، أحدهما في معبر “باب الهوى”، والآخر في مدينة إدلب، وهو مسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية والتواصل مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) والأمم المتحدة.

وقبل ظهور مكتب “تنسيق العمل الإنساني” إعلاميًا، توقف دخول المساعدات الأممية عبر “باب الهوى” بعد فشل مجلس الأمن بتمديد آلية “عبر الحدود” لمدة عشرة أشهر في 10 من تموز الماضي، بسبب استخدام روسيا حق “النقض” (فيتو).

“لا يوجد ترابط”

توصلت الأمم المتحدة وحكومة النظام السوري إلى “تفاهم” في 7 من آب الماضي، وافق الأخير بموجبه على دخول المساعدات الأممية عبر “باب الهوى” لمدة ستة أشهر، وهو ما رفضته حكومة “الإنقاذ” والمنظمات الإنسانية العاملة كونه سيجعل مصير المساعدات الإنسانية في المناطق غير الخاضعة لسيطرته، تحت سيطرته، مما يعرضها لمخاطر توقفها وتحولها لورقة سياسية، في ظل تاريخ النظام بمحاصرة المناطق غير الخاضعة لسيطرته.

وأوضح مدير منصات الارتباط في مكتب “تنسيق العمل الإنساني”، عامر العلوه، أنه “لا يوجد ترابط” بين الاتفاق الحاصل بين المكتب والأمم المتحدة، وبين أي قرار يصدر عن النظام.

وأكد العلوه أن النظام لا شرعية له في المنطقة، وهو لا يسيطر على معبر “باب الهوى” الحدودي، واستنادًا على هذا فإن الاتفاق على اعتماد آلية إدخال مساعدات إلى شمال غربي سوريا، تتعلق بين الأمم المتحدة ومكتب “تنسيق العمل الإنساني” فقط.

مدير منظمة “بنفسج” الخيرية، قتيبة سيد عيسى، أفاد بأن خطوة الأمم المتحدة “التفاهمية” مع حكومة النظام أثارت احتقان حكومة “الإنقاذ”، بسبب محاولة النظام إخراج الآلية من مجلس الأمن وتصبح بيده.

ووصف سيد عيسى خطوة تأسيس المكتب وإعطاء الموافقة من قبله للأمم المتحدة لإدخال المساعدات، كونه الجهة الموجودة على الأرض، بـ”الذكية”.

وكانت 86 منظمة مدنية وشبكة سورية عاملة في الشمال السوري رفضت موقف الأمم المتحدة المرهون بتوصيل المساعدات الإنسانية لشمال غربي سوريا عبر انتظار موافقة النظام.

وجاء في بيان مشترك، في 31 من آب الماضي، أن “التفاهم” نقل موافقة عبور المساعدات الأممية عبر الحدود من صلاحيات مجلس الأمن إلى الاعتماد على موافقة النظام الذي حصر العمليات الإنسانية عبر الحدود بمعابر ولفترات زمنية محددة، ودون أي ضمانات لاستمرار هذه الموافقة، ما يضع العمل الإنساني تحت تهديد مستمر بإيقافه، بسبب تاريخ النظام المعروف بانتهاكه المستمر لحقوق الانسان.

وشددت المنظمات المشاركة في البيان على تبنيها للرأي القانوني الذي ينص على أن وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود في شمالي سوريا وكامل المناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام قانوني وفق القانون الإنساني الدولي لجميع الهيئات والمنظمات الإنسانية، بما فيها وكالات الأمم المتحدة، ولا يحتاج إلى موافقة من النظام ولا إلى تفويض من مجلس الأمن.

195 شاحنة خلال شهرين

أدى إغلاق معبر “باب الهوى” منذ نهاية التفويض الأممي في 10 من تموز الماضي، إلى انخفاض شديد في أعداد شاحنات المساعدات الأممية الداخلة إلى شمال غربي سوريا، بالرغم من عمل معبري “باب السلامة” و”الراعي”، وفق “إذن” منحته حكومة النظام السوري للمنظمات الأممية لمدة محددة بالرغم من أنها لا تسيطر على المعبرين.

ووفق تقرير “أوتشا“، فإنه منذ انتهاء صلاحية قرار مجلس الأمن في 10 من تموز الماضي حتى 31 من آب، عبرت 195 شاحنة محملة بالمساعدات إلى شمال غربي سوريا باستخدام معبر “باب السلامة”، بينما منذ وقوع الزلازل في 6 من شباط حتى 31 من آب، عبرت 3896 شاحنة معظمها من “باب الهوى”.

ويقطن في شمال غربي سوريا ما لا يقل عن 4.5 مليون شخص، بحسب بيانات الأمم المتحدة، من بينهم 1.9 مليون شخص في المخيمات، في حين يعتمد 90% منهم على المساعدات الإنسانية الأممية.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة