حاصرت قوات النظام السوري مقر “الدفاع الوطني” (ميليشيا رديفة لقوات النظام) الرئيس في المربع الأمني بمدينة الحسكة، بعد ساعات على مواجهات مسلحة بين الطرفين خلّفت إصابات في صفوف المدنيين، بحسب وسائل إعلام محلية.
وأفاد مراسل عنب بلدي في المدينة أن قوات النظام سيطرت اليوم، الأربعاء 20 من أيلول، على حديقة “تشرين” ومدرسة “أبي تمام” المحاذيتين لمقر إقامة قائد “الدفاع الوطني” عبد القادر حمو.
ونقلت “وكالة هاوار” المقربة من “قوات سوريا الديمقراطية” (صاحبة النفوذ في الحسكة باستثناء المربع الأمني)، عن مصادر لم تسمّها أن حمو، أصيب إثر المواجهات المسلحة، دون معلومات عن مصيره.
وأسفرت المواجهات المستمرة منذ مساء أمس الثلاثاء، عن قتلى وجرحى من الطرفين، في حين سلّم مقاتلون من “الدفاع” أنفسهم لقوات النظام، بحسب صور نشرتها حسابات إخبارية محلية، وأكدها مراسل عنب بلدي في المنطقة.
“وكالة نورث برس” (مقرها شمال شرقي سوريا) نقلت عن مصدر طبي في مستشفى “الحكمة” بالمربع الأمني في الحسكة، أن سبعة أشخاص بينهم امرأة وطفلان، أصيبوا نتيجة الاشتباكات.
وتسببت الاشتباكات بحركة نزوح للمدنيين نحو الٲحياء الواقعة تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
ونشر مدير “وكالة نودم روجافا” الكردية (مقرها شمال شرقي سوريا) هاوار هبو، عبر “فيس بوك” تسجيلًا مصورًا يظهر دبابة تتجول في المربع الأمني الذي يسيطر عليه النظام بالحسكة.
والمربع الأمني هو منطقة تضم مبان المؤسسات الخدمية (الحكومية) يسيطر عليها النظام السوري وسط الحسكة، ومثله في مدينة القامشلي، بينما تسيطر “قسد” على باقي المناطق في محافظة الحسكة.
الخلاف الداخلي بين قوات النظام و“الدفاع الوطني” التابع لها، تحول إلى مواجهات عسكرية بين الجانبين، منذ 15 من أيلول الحالي، بحسب مراسل عنب بلدي في الحسكة.
وسبق أن نقلت “وكالة نورث برس” عن مصدر أمني (لم تسمّه) أن قائد “الدفاع الوطني”، عبد القادر حمو، استولى على فرن “البعث” الآلي وسط المربع الأمني الحكومي في الحسكة، وطرد عناصر دورية حكومية منه، ما أسفر عن نشوب مواجهات مسلحة بين الطرفين.
وفي 14 من آب الماضي، أعلن مستشار مجلس قبيلة “الجبور” في الحسكة، أكرم المحشوش، عن منح قوات “الدفاع الوطني” مهلة 24 ساعة لحل نفسها ومغادرة المربع الأمني في مدينة الحسكة إثر خلاف نشب بين قائد “الدفاع” وشيخ القبيلة، عبد العزيز المسلط، في مدينة الحسكة.
وانتهى التوتر حينها دون تحقيق مطالب القبيلة بمحاسبة قائد “الدفاع الوطني” عبد القادر حمو، بينما قدم محافظ الحسكة لؤي محمد صيوح، وعودًا لوجهاء القبيلة بعزل حمو ومحاسبته، إلا أن ذلك لم يحدث.