الأسد يزور الصين للمرة الأولى منذ 2004
يتجه رئيس النظام السوري بشار الأسد، وزوجته أسماء الأسد إلى الصين، في 21 من أيلول الحالي، تلبية لدعوة الرئيس الصيني، شي جين بينغ.
ووفق ما ذكرته “رئاسة الجمهورية“، اليوم الثلاثاء 19 من أيلول، عبر صفحتها الرسمية على “فيس بوك”، سيعقد الأسد وشي جين بينغ قمة مشتركة.
كما تشمل الزيارة عددًا من اللقاءات والفعاليات التي سيحضرها الأسد وزوجته في مدينتي خانجو والعاصمة بكين.
وتستضيف مدينة خانجو الصينية دورة الألعاب الآسيوية، حيث يقام حفل الافتتاح في 23 من أيلول المقبل، وبحسب مصادر مطلعة لصحيفة “الوطن” المحلية، فإن الأسد سيحضر حفل افتتاح الألعاب الآسيوية.
ويرافق رئيس النظام السوري وفد سياسي واقتصادي، مكون من وزير الخارجية ومعاونه ووزير الاقتصاد ومستشارة الرئاسة، بثينة شعبان، ولونه الشبل، وسفير سوريا في الصين، محمد حسنين خدام، وفق الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).
وتعد هذه هي أول زيارة رسمية للأسد إلى الصين منذ 2004، حين أجرى محادثات مع الرئيس الصيني السابق، هو جينتاو، تتعلق بقضايا السلام والعراق ومكافحة الإرهاب والتعاون الثنائي بين البلدين.
وفي تموز 2021، أجرى وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، لأول مرة زيارة إلى العاصمة دمشق التقى خلالها رئيس النظام السوري، وكبار المسؤولين في حكومته.
زيارة سياسية
نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر “دبلوماسية شرقية”، في 16 من أيلول، أنه من المرجح أن يزور وفد سوري رفيع المستوى، العاصمة الصينية قريبًا لعقد اجتماعات على مستويات عالية مع المسؤولين الصينيين لتداول تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، والدور الصيني في مساعدة سوريا على تجاوز أزمتها الاقتصادية.
وفق الصحيفة، تعتبر الزيارة سياسية أولًا، إذ تؤكد حرص الصين على تثبيت شرعية الأسد على المستوى الدولي، رغم محاولات الأميركيين عرقلة مسار التطبيع العربي مع النظام السوري، وحرمان النظام من “استثمار التقدّم السياسي ببسط السيطرة الكاملة على الأرض السورية وإيقاف الانهيار الاقتصادي والنزيف الاجتماعي وعرقلة أي جهود لإعادة الإعمار”.
كما تؤكّد الزيارة رغبة الصين بتوسيع دورها وحضورها في الشرق الأوسط، وتوجيه رسائل إلى الإدارة الأميركية عن تجاهل المآخذ الغربية التي كان الصينيون “يراعونها” في السنوات الماضية.
ولفتت الصحيفة إلى وجود بعد اقتصادي للزيارة، يتمثل بالحصار الاقتصادي الذي يعانيه النظام، فضلًا عن تحفيز الصين لتفعيل خطط “الحزام والطريق”، كون سوريا تقع على أحد الخطوط المحتملة لهذا الخط الاقتصادي.
ويدفع التنافس الصيني- الهندي، وزيادة حضور الهند في الشرق الأوسط، بكين، نحو البحث عن خطوط أكثر ثباتًا، وسط الضغوط الأمريكية على إسرائيل لإخراج الشركات الصينية من ميناء حيفا.
وانضمت 17 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وسوريا، إلى مبادرة الحزام والطريق، المعروفة باسم (مشروع طريق الحرير)، وهي مبادرة بكين لإنشاء بنى تحتية في جميع أنحاء العالم لربط الصين بشكل أفضل عبر الطرق البرية والبحرية.
وتعد الصين من أبرز الدول التي حافظت على علاقتها مع النظام السوري، ودعمته سياسيًا واقتصاديًا وماليًا منذ انطلاق الثورة السورية، ولعبت دورًا نشطًا من حيث التحركات الدبلوماسية في سوريا، إذ شاركت في عملية أستانة (مسار تسيّره روسيا وتركيا وإيران) وأعاقت قرارات مجلس الأمن المتعلقة بسوريا، لتأكد موقفها الداعم لدمشق.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :