المواجهات المسلحة تربك قطاع التعليم في دير الزور
مع بدء الطلاب في شمال شرقي سوريا في التوافد لبدء عام دراسي جديد تأخر افتتاح المدارس في ريف دير الزور الشرقي بسبب التوترات الأمنية والمواجهات المسلحة التي لا يزال صداها يتردد في أرجاء من الشرق السوري.
وعلى وقع المواجهات المسلحة بين مقاتلين محليين من أبناء العشائر في دير الزور و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) انقطعت معظم الخدمات عن المنطقة، وبدأت عودتها تلحظ بشكل تدريجي منذ منتصف أيلول الحالي.
نصيب أطفال المنطقة من التوتر الأمني الذي ساد أرياف دير الزور الشمالية والشرقية، كان انقطاعهم عن المدارس منذ الإعلان عن افتتاحها قبل نحو أسبوع، خلال أوج المواجهات العسكرية بين الطرفين.
مدارس تحولت لنقاط عسكرية
مع بداية المواجهات المسلحة في دير الزور استولت “قسد” على مدرسة المرحلة الابتدائية قرية الصبحة شرقي دير الزور، ما أدى إلى انقطاع أطفال المنطقة عن الدراسة حتى اليوم، إذ صارت مقرًا عسكريًا يظهر المسلحين على سطحها بين الحين والآخر، بحسب ما أفاد مراسل عنب بلدي في المنطقة.
وفي أثناء الحملة الأمنية التي شنتها “قسد” على المنطقة التي انتفضت بعد اعتقال قائد “مجلس دير الزور العسكري”، أحمد الخبيل، على يد “قسد”، استولت الأخيرة على 21 مدرسة وحولتها إلى نقاط عسكرية، بحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان“.
ووفقًا لأحدث إحصائية صادرة عن “هيئة التربية والتعليم” في “الإدارة الذاتية”، بلغ عدد الطلاب المتوقع التحاقهم بالمدارس نحو 864 ألف طالب وطالبة، تحت إشراف ورعاية أكثر من 43 ألف معلم ومعلمة.
وكانت هيئة التربية والتعليم أعلنت خلال اجتماعها السنوي أواخر آب الماضي، تحديد موعد بدء العام الدراسي في 3 من أيلول الحالي للإداريين، ويبدأ الدوام الفعلي للطالب في 10 من الشهر نفسه، بحسب تقرير أعدته قناة “اليوم“.
تحديات “كبيرة”
مصدر مسؤول في اتحاد المعلمين التابع لـ”الإدارة الذاتية” في ريف دير الزور، قال لعنب بلدي إن الإقبال على المدارس يواجه “تحديات كبيرة” أبرزها الإقبال الضعيف على ارتياد المدارس نتيجة لمخاوف الأهالي من التوترات الأمنية التي تشهدها المنطقة وخصوصًا في الفترة الأخيرة.
وأشار المسؤول إلى أنه لم يجرِ إعلام المدرسين بالاستعداد للعام الدراسي في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، علمًا أن “الإدارة الذاتية” أقرت بدء الدوام الدراسي منذ أكثر من أسبوع.
مؤيد الطرفة، مدير مدرسة في بلدة أبريهة شرقي دير الزور، قال لعنب بلدي إنه لم يشهد أي استعدادات للكوادر التعليمية في المنطقة، إذ لم يصدر “المجمع التربوي” التابع لـ”لجنة التربية” أي توجيهات بشأن تجهيز المدارس أو إرسال نسخ من الكتب المدرسية.
وأوضح الطرفة أن “لجنة التربية” لم تسلّم رواتب المعلمين بحجة الأحداث التي شهدتها دير الزور مؤخرًا.
وتعاني المنطقة منذ أشهر من نقص في الكوادر التعليمية، بحسب الطرفة، وسبق أن أعلنت “الإدارة الذاتية” عن مسابقة لتعيين مدرسين جدد منذ عامين، لكن الكوادر التعليمية لا تزال غير كافية لحاجة المنطقة.
تحذير أممي
في 7 من أيلول الحالي، نقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة عن تقارير المواجهات في أرياف دير الزور الشمالية والشرقية بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ومقاتلين محليين من عشائر المنطقة، أسفرت عن 69 قتيلًا و96 جريحًا منذ بدايتها حتى 4 من الشهر الحالي.
وذكر “المكتب” أن الوضع الإنساني في المناطق المتضررة “مأساوي” إذ يعاني مئات الأشخاص من نقص المياه والغذاء وحليب الأطفال والأدوية وإمدادات الطاقة.
وأشار إلى أن آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال والمسنين، عبروا نهر الفرات إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري على الضفة الغربية هربًا من المعارك الدائرة شرق الفرات.
وعلى الرغم من الاشتباكات المسلحة في المنطقة، استمرت المستشفيات الخاصة في العمل بمدينة البصيرة شرقي دير الزور، علمًا أن المستشفيات تواجه نقصًا حادًا في الطاقم الطبي والأدوية ومستلزمات علاج الصدمات الأساسية، بحسب التقرير.
التقرير أشار إلى قيود فرضت على الوصول إلى المرافق الطبية بسبب الإغلاق المفروض على المنطقة، خاصة في أثناء الليل، دون الإشارة إلى الجهة المسؤولة عن الإغلاق.
عقب مواجهات مسلحة
في 28 من آب الماضي، نشبت مواجهات مسلحة في أرياف دير الزور على خلفية اعتقال “قسد” قائد “المجلس العسكري”، أحمد الخبيل (الملقب بـ”أبو خولة”)، ما أسفر عن تحالف عشائر من المنطقة مع مقاتلي “المجلس”، وبدأت اشتباكات عسكرية وُصفت بـ”العنيفة” في بعض قرى وبلدات دير الزور خرجت عن سيطرة “قسد” بالكامل، ثم عاودت “قسد” احتواء التوتر فيها.
وانتهت العمليات العسكرية في قرى من ريف دير الزور الشمالي والشرقي، في 9 من أيلول الحالي، بعد نحو أسبوعين من المواجهات المسلحة بين عشائر المنطقة و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بحسب ما أعلنت الأخيرة عبر موقعها الرسمي.
وتعهد قائد “قسد”، مظلوم عبدي، عقب انتهاء المواجهات، بتلبية مطالب العشائر العربية شرقي سوريا وإصلاح “الأخطاء” التي قال إنها ارتكبت في إدارة المنطقة سعيًا لنزع فتيل التوترات بعد أيام من القتال شهدته دير الزور.
وعن كيفية إصلاح “العيوب”، تعهد عبدي بإعادة هيكلة كل من “المجلس المدني” التابع لـ”الإدارة الذاتية” والذي يحكم المحافظة، إلى جانب “مجلس دير الزور العسكري”، التابع لـ”قسد”، لجعلهما أكثر “تمثيلًا لجميع العشائر والمكونات في دير الزور”.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في دير الزور عبادة الشيخ.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :