تلوث المياه يتسبب بحالات تسمم في اللاذقية
دفع محمد، الذي يعمل سائق سيارة خاصة (تاكسي) ضمن مدينة اللاذقية، فاتورة ضخمة لشراء أدوية مضادة للالتهاب وأملاح خاصة بعلاج الجفاف، لطفليه الصغيرين بعد تعرضهما لحالة إسهال شديدة قبل أسبوع.
وقال محمد (42 عامًا)، إنه زار الطبيب في اليوم الرابع للإصابة، لاعتقاده بأنها أعراض عادية بسبب تغيّر الطقس، ليخبره الطبيب أن طفليه يعانيان التهابًا حادًا بالأمعاء سببه تناول شيء غير نظيف.
أوضح الرجل للطبيب أنه لا تغيير في طريقة تناولهم الطعام، وحالهم كحال الأغلبية في حي جب حسن العشوائي، إحدى ضواحي اللاذقية، ممن لا يستطيعون تناول الطعام الجاهز نتيجة الظروف المعيشية القاسية حاليًا.
تكرار الإصابات في الحي، وأغلبها للأطفال وكبار السن، وجميعها متشابهة، تتضمن إسهالًا حادًا، وارتفاعًا في الحرارة ووهنًا عامًا بالجسد، جعل الأهالي يعتقدون أن السبب يكمن في المياه.
نِبال (23 عامًا)، وهي طالبة جامعية، قالت إنها شمت رائحة صرف صحي في كأس المياه الذي عبأته من الصنبور، الأسبوع الماضي، ما جعلها تنفر منه ولا تتناوله، وأعادت ملأه عدة مرات وفي كل مرة كانت تشم نفس الرائحة.
وقالت نبال لعنب بلدي، إن أفراد العائلة يعانون أعراض إسهال متوسط، ليتوقفوا عن شرب المياه من الصنبور ويستعيضوا عنها بمياه أخرى ذهبوا ليحصلوا عليها من منزل خالتها في حي المنتزه القريب من جب حسن.
25 حالة يوميًا
طبيب أطفال يمتلك عيادة تبعد عن حي جب حسن نحو خمسة كيلومترات، قال لعنب بلدي، إن نحو 25 حالة إسهال حادة لأطفال راجعته يوميًا طوال الأسبوع الماضي، ومن الواضح أنها حالات تسمم نتيجة تناول شيء ملوث.
وأضاف الطبيب أن كثرة الحالات تدل على أن مصدر التلوث مشترك، ما جعله يجزم بأن يكون السبب المياه، مشيرًا إلى أن بعض الحالات التي وصلته كانت شديدة وعانى الأطفال فيها استمرار الحرارة الشديدة لأكثر من خمسة أيام، ما دفعه لوصف حقن خاصة وليس فقط الشراب.
وقالت طبيبة في مستشفى “تشرين” باللاذقية، إن المستشفى يحوي نحو 12 إصابة بالتهاب أمعاء شديد، لأطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات، كانوا قد وصلوا إلى المستشفى الأسبوع الماضي، ويعانون جفافًا شديدًا.
مشكلة قديمة
يعود أصل المشكلة إلى تموز الماضي، حين حدث عطل في خط الضخ الرئيس قرب مفرق السيارة في جب حسن، ما أدى إلى اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي وفق رواية الأهالي، بينما ذكرت مؤسسة المياه عبر صفحتها في “فيس بوك”، أنهم أصلحوا العطل وأخذوا عينات مياه لدراستها، دون أن يذكروا لاحقًا تفاصيل التحليل والنتيجة.
ولم تتوقف الشكاوى من وجود حالات إسهال في جب حسن منذ تلك الفترة، لكنها تفاوتت كثيرًا، وربما يعود السبب لغياب المياه كثيرًا خلال فصل الصيف الماضي وندرة وجودها، وهو ما كان يدفع الأهالي لشرائها من الصهاريج، وبالتالي ربما هذا ما أدى إلى تراجع الإصابات بالالتهابات المعوية.
وبينما لم تعلق الجهات الرسمية على حوادث التسمم بالمياه في جب حسن، قالت مؤسسة المياه في بيان، إن عطلًا وقع على الخط ذاته، ما أدى إلى تعكير المياه، مؤكدة إصلاح العطل وأخذ عينات للتحليل مرة أخرى، دون أن تضيف أي جديد.
ويؤكد أهالٍ في جب حسن أن عكر المياه لديهم ليس شديدًا ولا يمكن ملاحظته إلا بالتدقيق فيها، فأحيانًا تميل للون الأصفر، وأحيانًا للأسود، إلا أن للمياه رائحة شبيهة برائحة مياه الصرف الصحي.
اقرأ أيضًا: الصهاريج شراكة والأسعار نار.. أزمة مياه تخنق اللاذقية
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :