أرسل مؤتمر “مساحة من أجل التعاون” السابع بمشاركة نحو 70 سيدة سورية توصياته إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان، حول المؤسسة الأممية المستقلة المعنية بمصير المفقودين في سوريا التي أنشأتها الأمم المتحدة في حزيران الماضي.
واستمر المؤتمر بنسخته السابعة في تركيا برعاية “مركز المجتمع المدني والديمقراطية” وشبكة “أنا هي”، ما بين 24 و31 من آب الماضي، بمشاركة قرابة 70 امرأة من شرائح وثقافات وجغرافيا متعددة.
وهدف المؤتمر لزيادة مساحة التعاون والتنسيق بين النساء السوريّات وتحليل التحديات والمخاطر التي تواجه اللاجئات واللاجئين، وفهم أوسع للمؤسسة الأممية المستقلة للمفقودين.
ناقش المؤتمر في اليوم الأول ملف اللاجئين السوريين في مختلف دول اللجوء والأوضاع التي يمر بها النازحون في الداخل السوري، والتحديات الاقتصادية والحقوقية والقانونية التي يعاني منها السوريون مع التركيز على أوضاع النساء، والصعوبات التي يواجهنها في المشاركة الفاعلة.
وخلال بقية الأسبوع ناقش المؤتمر الآلية الخاصة بالكشف عن مصير المفقودين في سوريا، بعد تقديم عرض للآلية والسياق الذي نتجت عنه، ثم إخضاعها للتحليل والنقاش من قبل المشاركات لرصد نقاط التساؤل ونقاط الاتفاق والأهداف المرجوة من هذه الآلية وكيفية الاستفادة منها.
وفي الختام جرى صياغة نتائج هذه النقاشات والآراء على شكل توصيات لمشاركتها مع الجهات المعنية بهدف الوصول إلى أفضل استفادة من الآلية.
ما التوصيات؟
أرسل القائمون على المؤتمر مذكرة، في 6 من أيلول الحالي، إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان، شملت 20 توصية لضمان فعالية أفضل لمؤسسة كشف مصير المفقودين في سوريا، وذلك قبل أن يصدر الأمين العام تقريره الذي يضع اختصاصات المؤسسة المستقلة.
وطلب القرار الأممي “301/77” الصادر في 29 من حزيران الماضي، وفق تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، من الأمين العام أن يضع اختصاصات المؤسسة المستقلة في غضون 80 يوم عمل من اتخاذ القرار، وذلك بدعم من مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وبالتشاور مع جميع الجهات الفاعلة المعنية، بما يشمل مشاركة الضحايا والناجين والأسر مشاركة كاملة ومجدية.
دعم المؤتمر تشكيل مجموعة عمل بين منظمات المجتمع المدني كوسيلة للتنسيق المستمر وتقديم المشورة على أن تتألف من ممثل وممثلة من كل منظمة وانتخاب لجنة متابعة مؤلفة من ست عضوات وستة أعضاء على أن يكونوا من منظمات مختلفة ويعاد انتخابها كل سنتين.
وتعمل لجنة المتابعة على الاجتماع كل شهرين مع مؤسسة المفقودين لمناقشة التقدم وحل المشكلات التي قد تنشأ.
وشملت أبرز التوصيات كلًا من:
- ضمان ألا يتداخل عمل المؤسسة في الوقت الحاضر أو المستقبل مع مسارات المحاسبة.
- البحث عن دعم دولي للضغط على حكومة النظام السوري وبقية أطراف النزاع للتعاون مع المؤسسة
- الاستفادة من مكتب المبعوث الأممي كوسيط مفاوض.
- تأمين تمويل متعدد المصادر للحد من التأثيرات الخارجية.
- إنشاء وحدات خاصة تتعامل مع قضايا الضحايا وتعمل على متابعتها والرد الاستفسارات دون إبطاء.
- توفير قنوات متعددة للتبليغ بما في ذلك الإنترنت والمكاتب المحلية وضمان أن المعلومات المقدمة ستبقى سرية.
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر أهمية زيادة إشراك المرأة بشكل فاعل في العملية السياسية والدستورية بما لا يقل عن 30% وصولًا إلى المناصفة في كل مراحل العملية، وبما يتوافق مع التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم “1325”، الخاص بالنساء والسلام والأمن.
تاريخ المؤتمر
عقد المؤتمر السابع كما المؤتمرات السابقة بهدف مناقشة قضايا سورية ذات هم عام ومشترك لدى السوريين والسوريات.
وجمع “مساحة من أجل التعاون” على مدى سنوات مجموعات مختلفة من النساء السوريات الفاعلات من مختلف المسارات المحلية والوطنية والدولية، وقد اتفقن على التنسيق والتعاون في جميع القضايا التي تهم السوريين والسوريّات بشكل دائم.
مؤتمر “مساحة من أجل التعاون” الأول عقد في آب 2014، وجمع 30 امرأة سورية من مناطق مختلفة لتبادل التجارب والخبرات فيما بينهن.
أما المؤتمر بنسخته الثانية فقد عقد في آذار 2017، وجمع 35 سيدة سورية، مثلن طيّفًا متعددًا من المجتمع السوري، حيث عملن على جندرة ملفات الأجندة السياسية في العملية التفاوضية حينها، وإصدار توصيات حول مشاركة فاعلة للنساء السوريات في العملية السياسية.
وعزز مؤتمر “مساحة من أجل التعاون” الثالث الذي جرى في تشرين الثاني 2017، العمل المشترك والتعاون بين النساء السوريات وبشكل خاص في مجال المناصرة وبناء التحالفات.
وجمع المؤتمر بنسخته الرابعة في آذار 2019 نحو 30 امرأة سورية، عملن على جندرة قضية المعتقلين والمعتقلات من أجل إيجاد حل “عادل ومستدام لهذه القضية”.
مؤتمر “مساحة من أجل التعاون” الخامس الذي عقد مابين 28 من شباط و1 من آذار عام 2020، جمع أكثر من 30 امرأة سورية لتوفير تحليل سياق الحساسية الجندرية للعملية السياسية، بما في ذلك العملية الدستورية، ومناقشة التوصيات التي تراعي الفوارق بين الجنسين فيما يتعلق بالمعتقلين والنازحين داخليًا بالإضافة لقضية اللاجئين.
أما المؤتمر الماضي بنسخته السادسة في آذار 2021، جمع 30 سيدة سورية، بهدف زيادة مشاركة النساء في الحياة العامة والمناصرة مع الهيئات الدولية من أجل زيادة المشاركة ومنع التمييز ضدهن، وتحليل الأطراف المؤثرة في العملية السياسية.