جودي عرش- حمص
أطلق ناشطون عاملون في المجال الإغاثي، ومعنيون بشؤون الأيتام والأطفال في حي الوعر، مشروع “لمسة أمل” بهدف “زرع المبادئ والقيم الأخلاقية وتنمية مهارات الأطفال ومواهبهم المكبوتة”.
ويركز المشروع، بحسب مديره الناشط أبو جعفر، على الجوانب المفقودة في المدارس والمعاهد، رغم “كثرتها في الآونة الأخيرة”.
واعتبر أبو جعفر في حديثه لعنب بلدي أن المنشآت التعليمية “ماتزال تفتقر إلى الرؤية الصحيحة لمستلزمات ونواقص الأطفال وأساليب التربية الصحيحة”، فهي تعتمد بشكل كامل على المناهج الدراسية الرسمية، “متناسين الجوانب الأخلاقية التي حرم منها الطفل، بسبب فقدان أحد من ذويه في المقام الأول، وحالتي الحرب والحصار التي يعيشها حي الوعر المحاصر”.
زُوّد المشروع بعدد من الخدمات الترفيهية، كصالة العرض السينمائي، وقاعة رياضة، إضافة لقاعتين للرسم وللدعم النفسي، إلى جانب برنامج تثقيفي ورياضي.
وقال مدير المشروع إنه وفقًا لهذا البرنامج الثقافي والترفيهي، لن يكون الطفل “فريسة سهلة للانحلال الأخلاقي المتفشي في المجتمع”، بل يركز على هذه الجوانب بطرق بسيطة تخلو من النهي والأمر، وتابع “نحن نسعى إلى تكوين صداقات بين ومع الأطفال، لإيصال الرسالة المطلوبة لهم، ولنستطيع إقناع الطفل بمبادئه ونجعله يجسدها بدل الخوف منها”.
آلية عمل “لمسة أمل“
يتوافد الأطفال إلى مقر “لمسة أمل” يوميًا بعد الدوام المدرسي، لتبدأ رحلتهم بين الترفيه والتعليم حسب تعبير “أبو خالد”، أحد القائمين على المشروع.
وصرح لعنب بلدي قائلاً “من الحادية عشرة قبيل الظهيرة، وحتى الثالثة عصرًا، يقضي الأطفال أوقاتهم بتنفيذ النشاطات الجسدية والذهنية، فالبرنامج اليومي متنوع جدًا، ويتضمن الرياضة والموسيقا والرسم، إضافة إلى التمثيل والغناء والإنشاد، وعدة أنشطة تنموية كالسينما التي نعرض فيها أفلامًا وثائقية وتربوية، كذلك هناك ألعاب العقل والذكاء وفقرات قصصية”.
ويتّبع كادر المشروع قوانين تعلّم الأطفال الالتزام بطرق بسيطة، وتابع أبو خالد “القوانين داخل المقر بسيطة، تقتصر على حرمان الطفل المشاغب أو المخل بالآداب العامة، من أنشطة ترفيهية معينة، فعندما يشاهد أقرانه من الأطفال يستمتعون بهذه الأنشطة، ويشاهد تكريم المميزين الملتزمين بالتصرفات الأخلاقية من قبل الفريق المشرف، يدرك كليًا أهمية الالتزام بالآداب ويقوّم سلوكه”.
حفلٌ ضخم أقيم في الحي المحاصر
أقامت إدارة المشروع، الخميس 11 شباط، حفلًا منوعًا جمع الأطفال الأيتام برفقة ذويهم، إضافة إلى بعض وجهاء الحي، وبدأ بوقفة صامتة على أرواح “شهداء الثورة السورية”، ثم تلاوة طفل للقرآن الكريم، وتضمن فقرات إنشاد وغناء وعروض خفة، إلى جانب عرض من التراث الشعبي، أدته فرقة “الطفل الشهيد عمرو النمر”، وعروض مسرحية للأطفال، حاكت واقع الثورة.
السيدة أم محمد، من أهالي الوعر، وصفت الحفل بأنه استطاع أن ينسي أطفالها الأيتام “آلام الحصار والحرب القاسية”، وقالت “لم نتوقع أن يكون الحفل بهذه الجاهزية، رغم قلة الإمكانيات التي فرضها الحصار على الحي، لكن فرحة أطفالي كانت لا تقدر بثمن، خاصة أن فقرات العرض كانت متنوعة وممتعة، وأطفالنا كانوا قد فقدوا المتعة منذ زمن بعيد”.
يضم مشروع “لمسة أمل” في ناديه ما يقارب 350 طفلًا يتيمًا، إضافة إلى أطفال العائلات الفقيرة، والتي صنفت تحت اسم “الحالات الخاصة”.
لمسة أمل:
هو أحد المشاريع التي أقيمت في حي الوعر منذ أربعة أشهر، ويهدف إلى إعطاء الطفل دعمًا معنويًا بعيدًا عن أجواء الحرب، كما أن له دورًا مكملًا لعمل المدارس والمعاهد، بتعزيز وتنمية المهارات العقلية والجسدية، والتركيز على إضافة القيم الأخلاقية المهمشة بفعل الحرب والحصار، وفقًا لتعريف القائمين عليه.