زراعة الشعر.. عملية آمنة ودون آثار جانبية  

  • 2023/09/17
  • 10:16 ص
زراعة الشعر

Image Source: Canva

د. أكرم خولاني

تساقط الشعر التدريجي شائع للغاية، فهو يحدث عند حوالي 85% من الرجال و40% من النساء حول العالم. وتتساقط بصيلات الشعر لأسباب مختلفة، أهمها العامل الوراثي، وفي بعض الحالات يمكن أن يتوقف تساقط الشعر باستخدام بعض العلاجات، لكن في حالات أخرى يستمر التساقط إلى أن يصبح الصلع دائمًا، وهنا يأتي دور زراعة الشعر كوسيلة لمساعدة الناس على استعادة حجم شعرهم الخفيف، وهذا يسهم بإعادة بناء صورتهم الذاتية بطريقة إيجابية للغاية.

تعد عملية زراعة الشعر من أكثر عمليات التجميل شيوعًا في الآونة الأخيرة، فهي من العمليات الآمنة تمامًا، والتي لا تنتج عنها أو تصاحبها أعراض جانبية خطيرة، أو حتى نتائج سلبية قد تهدد الصحة.

ما المقصود بزراعة الشعر

زراعة الشعر (Hair transplantation) هي إجراء جراحي تجميلي، يجرى تحت تأثير التخدير الموضعي، ويتم فيه نقل بصيلات الشعر من المناطق التي تحتوي على شعر كثيف (المنطقة المانحة) إلى مناطق تحتوي على شعر خفيف أو لا تحتوي على شعر على الإطلاق (صلعاء) مثل مقدمة الرأس أو أعلاه.

يمكن تقسيم عملية زراعة الشعر بسهولة إلى قسمين، هما اقتطاف البصيلات والزراعة.

وهناك عدة طرق لإجراء العملية، ولكن أشيعها طريقتان هما:

1- زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف غير الجراحية (Follicular Unit Extraction): وهي الطريقة هي الأكثر شيوعًا، كما أنها تعد أسهل الطرق وأكثرها حداثة وليست مؤلمة مقارنة بالطريقة الأخرى، كما أنها لا تترك آثارًا أو ندوبًا في فروة الرأس، وتعتمد عليها كثير من المراكز الطبية في الآونة الأخيرة.

2- زراعة الشعر بتقنية الشريحة (Follicular Unit Transplantation): تتسم هذه التقنية بأنها أكثر إيلامًا من التقنية السابقة، وتترك أثرًا بسيطًا بالخلف مكان نقل الشريحة، وتعتمد بشكل كبير على فروة الرأس ومرونتها، ولكنها لا تحدث تورمًا في المنطقة.

وتتميز عملية زراعة الشعر بأنها:

إجراء آمن، لا ينتج عنه أي أعراض جانبية خطيرة أو مهددة للحياة.

سريعة، تستغرق عدة ساعات (6- 12 ساعة)، ويستطيع المريض العودة إلى منزله بعد انتهاء الإجراء.

لا تتسبب بالتعطيل عن العمل لأكثر من ثلاثة أيام.

من الأشخاص المرشحون لعملية زراعة الشعر

· الرجال الذين يعانون الصلع الذكوري وبعمر 20- 60 سنة.

· النساء ذوات الشعر الخفيف.

· أي شخص فقد بعض الشعر من حروق أو إصابة في فروة الرأس.

هل عملية الزرع مناسبة لكل حالات تساقط الشعر

لا، لا يعد إجراء زراعة الشعر خيارًا جيدًا في الحالات التالية:

· النساء المصابات بنمط واسع من تساقط الشعر في جميع أنحاء فروة الرأس.

· الأشخاص الذين ليس لديهم مواقع شعر “مانحة” كافية لإزالة الشعر من أجل الزراعة.

· الأشخاص الذين يشكلون ندوب الجدرة (ندوب ليفية سميكة) بعد الإصابة أو الجراحة.

· الأشخاص الذين يعانون تساقط الشعر بسبب الأدوية مثل العلاج الكيماوي.

ما خيارات المناطق المانحة التي يمكن اقتطاف بصيلات الشعر منها

هناك ثلاث مناطق مانحة:

1- منطقة مؤخرة وجانبي الرأس: وهي أفضل المناطق من حيث سمك الشعر وقدرته على النمو.

2- منطقة اللحية: وهي أيضًا من أفضل الأماكن للاقتطاف بعد منطقة خلف الرأس، ويلجأ إليها عندما تكون المنطقة المراد تعبئتها بالشعر كبيرة، ولأن بصيلات شعر اللحية سمكية وتستغرق مدة طويلة في مرحلة النمو فإنها عند الزراعة لا توضع في المنطقة الأمامية بل توضع في منطقة الوسط لزيادة كثافة الشعر.

3- منطقة الصدر: وتعتبر المنطقة الثالثة لاقتطاف الشعر عند الرجال بعد منطقتي خلف الرأس واللحية، ويُستعان بهذه المنطقة عندما لا يُكتفى بالمناطق الأخرى، ويرجع السبب في اختيار هذه المنطقة كمنطقة مانحة إلى أن بصيلات الشعر فيها سميكة، ولأنها تستغرق مدة طويلة في مرحلة النمو مثل بصيلات شعر اللحية فإن بصيلات الشعر المقتطفة منها توضع في منطقة الوسط مثل شعر اللحية.

كيف تجرى عملية زراعة الشعر

يتم استخدام البنج الموضعي لتخدير المنطقة المانحة والمنطقة المراد زرع الشعر فيها، وتختلف طريقة إجراء العملية وفقًا لنوعها كما يلي:

إجراءات تقنية الاقتطاف غير الجراحية (FUE): تقتطف بصيلات الشعر باستخدام أجهزة حديثة بقياس 1 ملم من المنطقة المانحة المحددة سابقًا، ثم تفصل البصيلات بعد ذلك، ثم يتم تطهيرها وتنظيفها وتوضع في محلول ملحي للحفاظ عليها حتى يتم إجراء عملية الزرع، ثم تجرى ثقوب صغيرة في المكان المراد زراعة الشعر فيها بواسطة أداة طبية خاصة، وتوضع البصيلات في هذه الثقوب على عمق جيد، ثم يضمد المكان الذي أُخذت منه البصيلات.

تتسم هذه الطريقة بالسهولة وخلوها من الألم، وتستغرق الجلسة 6- 10 ساعات، ويزرع فيها 5000- 7000 بصيلة، وقد يحتاج الشخص إلى جلسة ثانية في اليوم الثاني، ويمكنه ممارسة حياته الطبيعية خلال 48 ساعة بشكل طبيعي دون ألم أو مشكلات صحية.

إجراءات تقنية زراعة الشعر بالشريحة (FUT): تؤخذ شريحة صغيرة من مؤخرة الرأس وتُقسَّم إلى شرائح صغيرة جدًا تحتوي كل شريحة على شعرة واحدة أو شعرتين فقط، ويتم ذلك تحت مجهر خاص، ويتم غلق الجرح تمامًا بحيث لا يظهر له أي أثر، ثم تجرى ثقوب في المكان المراد زراعة الشعر فيه وتوضع البصيلات في هذه الثقوب.

تستغرق هذه العملية ساعتين أو أكثر قليلًا، ويتم فيها زراعة حوالي 1400 بصيلة في الجلسة الواحدة، ويمكن أن يحتاج الشخص إلى جلسة ثانية.

وفي كلتا الطريقتين يوصى بتناول بعض الأدوية ولعدة أيام بعد إجراء عملية الزرع:

المضادات الحيوية لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.

الأدوية المضادة للوذمة لمنع التورم.

هل من آثار جانبية لعملية زراعة الشعر

هناك بعض العوارض التي قد تظهر بعد عملية زراعة الشعر، لكنها تعد طفيفة ولا تدوم لفترة طويلة، بل تختفي في غضون أسابيع قليلة، وتشمل ما يلي:

  • العدوى.
  • تورم فروة الرأس.

  • كدمات حول العين.

  • خدر في منطقة الرأس التي تمت بها عملية زرع الشعر.

هل ينمو الشعر المزروع فورًا بعد الزراعة

يتساقط الشعر المزروع بعد 2 إلى 3 أسابيع من عملية الزراعة، ويعد ذلك أمرًا طبيعيًا يفسح المجال للشعر الجديد لكي ينمو، وبعد حوالي ثلاثة أشهر (90- 100 يوم) يبدأ الشعر الجديد بالنمو، ويستمر في النمو بمعدل طبيعي، وبعد حوالي ستة أشهر من جلسة زراعة الشعر، يظهر الشعر المزروع بمظهر طبيعي، ويستمر في النمو مدى الحياة.

وننوه إلى أنه عندما يتم زرع الجزء الخلفي من الرأس أو حول فروة الرأس المزروعة، قد يحدث بعض تساقط الشعر المؤقت، ولكن لا داعي للخوف، فهو تساقط الشعر التيلوجيني الناجم عن الجراحة، وعادة ما ينمو الشعر مرة أخرى في غضون 3- 6 أشهر.

ما التعليمات الصحية التي على المريض اتباعها لنجاح العملية

تعليمات ما قبل الزراعة:

· إيقاف الأدوية التي تحتوي على الأسبرين أو فيتامين “E” أو العلاجات المنشطة للشعر قبل الزراعة بمدة أسبوع.

· إيقاف النيكوتين (التدخين والنرجيلة) والكافيين (القهوة والشاي ومشروبات الطاقة) قبل العملية بثلاثة أيام.

· في يوم عملية الزراعة: غسل الشعر بالشامبو في المنزل قبل عملية زراعة الشعر، وارتداء بلوزة أو قميص سحاب، وتناول وجبة خفيفة على الإفطار قبل الحضور إلى عيادة الزرع.

تعليمات ما بعد الزراعة:

· عدم لمس المنطقة المزروعة.

· عدم تعريض المنطقة المزروعة لأشعة الشمس.

· تجنب ارتداء أي قبعات أو واقيات الرأس في الأيام الأولى بعد الزراعة.

· عدم ارتداء أي ملابس عن طريق الرأس تجنبا للاحتكاك بالرأس.

· البدء بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.

· تجنب تناول الأسبرين والأدوية غير المعروفة والتدخين والكافيين بعد الزراعة لمدة 4- 5 أيام.

· النوم على الظهر أول أسبوع.

· الإكثار من شرب الماء.

· عدم غسل فروة الرأس أو الشعر في الأيام العشرة الأولى التالية للعملية، ويفضل أن يكون أول غسل بعدها في العيادة التي أجريت فيها الزراعة.

· استخدام غسول مخصص خفيف للشعر في الأسابيع الأولى التي تلي زراعة الشعر.

· المشي لمدة ساعة يوميا مقسمة على 4- 5 مرات.

· تجنب التمارين الشاقة لمدة أسبوع بعد الزراعة.

· تنشيط بصيلات الشعر بالليزر بعد عملية زراعة الشعر، باستخدام ليزر منخفض الطاقة بطول موجي 660 نانومترًا، فهو يزيد تدفق الدم نحو الفروة، فيحفز نمو بصيلات الشعر ويقويها، ويسرع التئام الجروح وتعافي الفروة، ويستخدم الليزر 30 جلسة خلال ثمانية أسابيع، وتستغرق الجلسة الواحدة من 20 إلى 30 دقيقة، ومما يميزه أنه لا يرافقه أي آثار جانبية، ويكون استخدامه عادة مع المكملات كحقن البلازما والفيتامينات.

· البدء باستخدام بخاخ مينوكسيديل بعد شهر من الزراعة، ويستمر استخدامه لمدة عام.

وكما ذكرنا فإن وصول الشعر المزروع إلى شكل الشعر الطبيعي يحتاج لمدة 6 أشهر على الأقل، لذلك يجب التحلي بالصبر والالتزام بالتعليمات المنصوح بها.

مقالات متعلقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية