تركيا ترحّل مئات اللاجئين “غير الشرعيين” إلى سوريا
ليان الحلبي – عنب بلدي
بدأت السلطات التركية مؤخرًا حملة ترحيل لمئات السوريين الفارين إلى الأراضي التركية من المعارك والقصف اليومي، إلى الأراضي السورية مجددًا، عبر معبر باب الهوى الحدودي.
وأفاد ناشطون أن الحملة بدأت قبل نحو أسبوعين، وشهد خلالها معبر باب الهوى إعادة قرابة 300 سوري يوميًا، معظمهم عبروا الحدود التركية بطرق غير شرعية، عبر منطقة خربة الجوز، في ريف جسر الشغور، حيث تم إلقاء القبض عليهم من قبل الجندرمة التركية.
وأكد مصدر من داخل معبر باب الهوى (رفض الكشف عن اسمه) تضاعف أعداد المرحّلين في الأيام القليلة الماضية، وذلك بعد مقتل ضابط تركي ذبحًا على أيدي مهربين، في منطقة اليمضية على الحدود السورية التركية، وقال لعنب بلدي “رأينا عشرات العائلات المرحّلة مجتمعة بعد منتصف ليل الاثنين الماضي، عند دوار سرمدا، لا تعرف أين تذهب”.
ووفقًا للمصدر، فإن عمليات الترحيل لم تقتصر على الفارين مؤخرًا عبر الطرق غير الشرعية، بل شملت أيضًا عائلات مقيمة منذ فترة في تركيا، لكنها لا تمتلك بطاقات “كيملك”، وأضاف “البعض كان يقوم باستخراج بطاقة كيملك بطريقة نظامية في مراكز الشرطة، حين تم اعتقالهم وترحيلهم”، مؤكدًا أن الحملة شملت مدن أنطاكيا والريحانية فقط، كونها مدنًا حدودية.
عمليات التهريب والترحيل هذه تتم عبر معبر باب الهوى فقط، دونًا عن معبر باب السلامة، الذي يشهد معارك واشتباكات في ريف حلب الشمالي، بحسب المصدر، وأوضح أن أغلب الفارين بطرق التهريب إلى تركيا عبر معبر باب الهوى “هم من أهالي المناطق المحررة خاصة في حلب، بسبب تدهور الأوضاع فيها والخوف من الحصار، وكذلك من ريف حلب الشمالي والجنوبي، وحتى أهالي المناطق الحدودية، على اعتبار أن القصف الروسي يطالها أيضًا”.
وتناقل ناشطون الخميس 18 شباط، صورًا تظهر عشرات السوريين العالقين في كراج أنطاكيا، لحظة وصولهم الأراضي التركية عبر طرق التهريب، وقد رفضت الحافلات نقلهم بسبب ملابسهم المتسخة، قبل أن تصل سيارات الشرطة وتعتقلهم، ثم تقوم بترحيلهم.
الناشط الإعلامي أحمد بريمو، أوضح عبر صفحته الشخصية في فيسبوك، أن جميع السوريين، سواء من عبر الوديان والجبال الموحلة أوغيرهم، لم يسمح لهم بالسفر إلى المدن التركية الأخرى، عبر حافلات النقل في كراج أنطاكيا الرئيسي “الكبير”، أو حتى الآخر المعروف بـ “الصغير”، بحجة عدم وجود إذن السفر، الذي فرضته تركيا مؤخرًا على الراغبين بالتنقل عبر مدنها برًا وجوًا.
وأضاف بريمو “حتى وإن اضطروا إلى السفر عبر سيارات الأجرة، يعتقلون من قبل الدوريات العسكرية المنتشرة على الطرقات الرئيسية، ثمّ يرحلون”.
وبدأت قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها حملة عسكرية ضخمة في ريف حلب الشمالي، تزامنًا مع حملة مماثلة من قوات سوريا الديموقراطية، وبغطاء جوي روسي مكثف، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين، باتجاه الحدود السورية التركية، المغلقة رسميًا منذ آذار من العام الماضي، ما اضطر البعض للعبور بطرق غير شرعية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :