للهدايا فقط.. “الراحة” التركية تدخل على خط الدرعاوية

  • 2023/09/17
  • 10:15 ص
محل لبيع الراحة التركية في مدينة درعا جنوبي سوريا- 7 من أيلول 2023 (عنب بلدي/ سارة الأحمد)

محل لبيع الراحة التركية في مدينة درعا جنوبي سوريا- 7 من أيلول 2023 (عنب بلدي/ سارة الأحمد)

درعا – سارة الأحمد

تلقى تجارة وصناعة “الراحة” التركية في مدينة درعا جنوبي سوريا رواجًا مؤخرًا، إلى جانب “الراحة” الدرعاوية التي تشتهر فيها المحافظة، لكن تكلفة تصنيعها العالية تبقيها في الدرجة الثانية رواجًا، إذ يقتصر شراؤها في معظم الأوقات على الهدايا.

بسام المحاميد، صاحب معمل في درعا، قال لعنب بلدي، إنه بدأ العمل بصناعة “الراحة” التركية منذ عام 2017، ضمن معمل صغير وبآلات بسيطة وبعدد قليل من العمال أصحاب الخبرة بصناعة “الراحة”، موضحًا أن هذه الصناعة بدأت تشهد خلال الفترة الماضية تقدمًا واضحًا وتنوعًا بالأشكال والنكهات.

وينتشر في المحافظة عدد من المعامل المصنعة لـ”الراحة” التركية بأنواع كثيرة، منها المحشوة بالمن والسلوى، والرمان، والمغطسة بالورد أو الشوكولا والمكسرات والفستق الحلبي.

وأوضح المحاميد أن المواد الأولية المستخدمة في صناعة “الراحة” الدرعاوية والتركية لا تختلف كثيرًا، واختلاف التصنيع بينهما هو في كمية المواد الأولية، إذ يجب عند صناعة “الراحة” التركية خفض نسبة الجلوكوز فيها وتقليل وقت الطبخ، ليكون المنتج بسكر خفيف وغير ملتصق بالأيدي.

عضو في غرفة التجارة والصناعة بدرعا، طلب عدم ذكر اسمه، قال لعنب بلدي، إن هناك معملين لصناعة “الراحة” التركية في المدينة، أحدهما ينتج التركية فقط، فيما يصنع الثاني “الراحة” الدرعاوية إلى جانبها.

وأضاف أن معامل “الراحة” الدرعاوية العاملة تقلصت إلى سبعة معامل، بعد أن كان عددها يصل إلى نحو 17 معملًا في مدينة درعا، قبل عام 2011.

محل لبيع الراحة التركية في مدينة درعا جنوبي سوريا- 7 من أيلول 2023 (عنب بلدي/ سارة الأحمد)

التصريف محلي فقط

محمد الأكراد، صاحب معمل “راحة” تركية بمدينة درعا، تحدث لعنب بلدي عن صعوبة تصدير المادة إلى المحافظات، خاصة البعيدة كحلب وحمص، بسبب صعوبة تأمين سيارات شحن من درعا بشكل مباشر لهذه المحافظات، ما يدفع التجار لإيصال المنتجات إلى دمشق أولًا ثم إعادة شحنها إلى المحافظات الأخرى وفق الطلب عليها.

عدنان أبو زريق، صاحب أحد معامل “الراحة” الدرعاوية في درعا، قال لعنب بلدي، إن صناعة الراحة باتت مكلفة نوعًا ما، بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية كالسكر والفستق الحلبي وغيرهما، بالإضافة إلى ارتفاع مواد الإنتاج المتعلقة بالطاقة والشحن والتغليف وغيرها.

ونظرًا إلى رخص أسعارها مقارنة بأنواع أخرى من الحلويات، لا تزال مبيعات “الراحة” جيدة في محافظة درعا أو بقية المحافظات، وفق أبو زريق.

بسام المحاميد، قال إن الإقبال على شراء “الراحة” التركية “جيد”، إلا أنه يقتصر على تقديم الهدايا فقط، إذ يطلب معظم الزبائن تغليفها ووضعها بعلب مخصصة للهدايا، ولصعوبة نقلها خارج المدينة، فإن معظم الإنتاج يباع محليًا.

ويوجد أكثر من 40 صنفًا من “الراحة” الدرعاوية، يبلغ الحد الأدنى من سعر مبيع الكيلو الواحد منها نحو 12 ألف ليرة سورية، فيما يتراوح سعر مبيع “الراحة” التركية بين 28 ألفًا و160 ألف ليرة للكيلو الواحد، بحسب نوع الحشوة من المكسرات والشوكولا وغيرهما.

ويعاني واقع الصناعة بمعظم قطاعاته في سوريا مشكلات عديدة تتعلق بغياب الكهرباء والمازوت، وعدم القدرة على تصدير المنتجات، والفرق بين سعر الصرف الرسمي وسعره في السوق السوداء، وغياب الحلول الحكومية لهذه المشكلات، ما دفع بعديد من الصناعيين إلى الهجرة خارج سوريا.

كما يشهد المستوى العام للأسعار ارتفاعات متكررة شبه يومية، تطال سلعًا ومواد أساسية وغذائية، تزيد من ضعف القدرة الشرائية للمواطنين في مناطق سيطرة النظام.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع